أبوظبي (الاتحاد)

عقدَ مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية جلسة حوارية افتراضية تحدَّث فيها معالي الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليجِ العربية، بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس المجلس، وقد أدار الجلسة، التي تم بثها أمس الأول، الدكتور سلطان محمد النعيمي، مدير عام المركز.
وقد تناولت الجلسة، التي حملت عنوان «مجلسُ التعاون الخليجي.. تصورات العَقْد الخامس»، الكثير من القضايا التي تمحورت حول مسيرة المجلس وأدائه في العقود الأربعة الماضية، واستشراف مستقبله، وأولوياته في العَقْد المقبل، وركَّزت على سبل تعزيز الشراكة الخليجية في ظل الملفات الشائكةِ إقليميّاً ودوليّاً.
وأكد الحجرف، في بداية حديثه، أن «مجلس التعاون» مرَّ بالكثير من التحديات منذ تأسيسه عام 1981، مثل الحرب العراقية-الإيرانية، وغزو الكويت عام 1990، ولكنَّه نجح في تجاوز هذه التحديات.
وتحدَّث الحجرف عن الأهمية الخاصة للمشروعات الاقتصادية المشتركة بين دول المجلس، ودورها في تعزيز التعاون الجماعي بين هذه الدول، وأشار إلى مشروع هيئة السكة الحديدية الخليجية، وقال: إن استكمال هذا المشروع سيضاعِف حجم التجارة بين دول المجلس الذي يبلغ نحو 90 مليار دولار بحسب أرقام عام 2019، وربَّما يصل الرقم إلى ثلاثة أضعاف الرقم الحالي.
وفيما يخص دور المجلس في إرساء دعائم الأمن الإقليمي، أكد الحجرف أن أمن دول «مجلس التعاون»، واستقرارها، يُعدَّان ركيزتين أساسيَّتين للأمن الإقليمي، ومن ثمَّ العالمي، مشيراً إلى أن المجلس كان وسيبقى صوتاً للحكمة والتوازن، وأنه رسَّخ حضوره المؤثر في المحافل الدولية في كل ما يتعلق بالأمن والاستقرار، وأثبت أنه شريك موثوق به لحلفائه، وعلى درجة عالية من المصداقية.
وقال الحجرف، عند حديثه عمَّا يُسمَّى «الربيع العربي»، إن الكثير من الدول العربية ما زالت تعاني بسبب ذلك، وأشار إلى أن هناك خصوصية متميزة للمجتمعات الخليجية، وعقداً اجتماعيّاً مستقرّاً يضبط العلاقة بين شعوب الخليج وقياداتها، ويجب أن يُحترَم، مؤكداً أننا يجب ألَّا نضحي بأمننا واستقرارنا لنجاري متطلَّبات الآخرين أو أهواءهم فقط.
وفيما يتعلق بالتحدي الذي تمثّله إيران لاستقرار منطقة الخليج وعلاقاتها مع دول المجلس، قال الحجرف: إن إيران جارة لدول المجلس، ولكن لدينا كل الحق في أن تكون لدينا ريبة من السلوك الإيراني، في ظل تدخل طهران في كثير من الدول العربية، كالعراق وسوريا ولبنان واليمن، وليس مقبولاً ولا متوقَّعاً من دول المجلس، أو المجلس، أن يريا كل هذه التدخلات ويصمتا، لأنها تمثل تهديداً مباشراً لأمننا واستقرارنا. وشدّد الحجرف على أن تأسيس علاقة مبنية على حسن الجوار يتطلب الكفَّ عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام ميثاق الأمم المتحدة، والتوقف عن التلويح باستخدام القوة، أو دعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة.
وفيما يخص الحرب في اليمن، قال الحجرف: إن المجلس يدعم المبادرة السعودية لإنهاء هذه الحرب، ولكنَّ هناك طرفاً يسعى إلى عرقلة هذه المبادرة، وأكد أن حلَّ الأزمة اليمنية لن يكون إلا من خلال الانخراط في عملية سياسية تشارك فيها جميع الأطراف، وتستند إلى المرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216. وفيما يخص أولويات المجلس خلال العقد الخامس، قال الحجرف: إن لدينا ثلاثة ملفات: الأول يتعلق بتعزيز متطلبات السوق الخليجية المشتركة واستكمالها، والثاني هو استكمال متطلبات الاتحاد الجمركي، والملف الثالث هو الاستفادة القصوى من الدروس التي فرضتها علينا جائحة «كورونا» بشكل جماعي. وشدَّد الحجرف على أن المجلس ينطلق إلى هذا العقد بكثير من الآمال، وهو ما يتطلَّب مزيداً من التكاتف، لنحافظ على ما تحقق من منجزات في المجالات كافة.