دبي (الاتحاد) 

اعتبر وزراء تربية وتعليم عرب جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم علامة فارقة في إبراز مكانة المعلم العربي وتمكينه كي يؤدي دوره الكبير والمؤثر في المسيرة التعليمية، من خلال تحفيزه على الإبداع والأخذ بأسباب التطوير المستمر في كافة المجالات التعليمية والرقمية، في ظل اتساع نطاق استخدام التعلم عن بُعد عامةً، والتعليم الإلكتروني خاصةً.
جاء ذلك خلال الملتقى الافتراضي الذي نظمته الجائزة وضم وزراء التربية والتعليم للدول المشاركة في الجائزة، والمختصين بالشأن التعليمي، لمناقشة التحديات التي واجهت التعليم في الوقت الراهن، واستعراض أهم التجارب التي تم تطبيقها في هذه الدول للتعامل مع هذه «الجائحة».

  • حسين الحمادي وعدد من الوزراء والمسؤولين المشاركين في الملتقى (من المصدر)

المشاركون 
شهد الملتقى معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، ومعالي الدكتور علي المضف وزير التربية في دولة الكويت، ومعالي الدكتور محمد خير وزير التربية والتعليم والتعليم العالي في المملكة الأردنية الهاشمية، ومعالي الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم في مملكة البحرين، ومعالي الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي من مكتب التربية العربي لدول الخليج، وعزيز نحية بالنيابة عن معالي الدكتور سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في المملكة المغربية، ومحمد خليفة النعيمي مدير مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي، والدكتور حمد الدرمكي أمين عام جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم.

ثقافة التميز
ألقى معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم الكلمة الافتتاحية، واستهلها بالترحيب بالحضور قائلاً: هذا الملتقى الذي يجمعنا تحت مظلة «جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم»، هذه الجائزة العربية التي انطلقت من الإمارات بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مستهدفة عصب العملية التعليمية، وهو المعلم، لنشر ثقافة التميز بين كوادرنا التربوية في بلداننا العربية.
وأكد أن الجائزة أخذت حيزاً كبيراً من الانتشار والمشاركة الواسعة، بفعل الحرص والاهتمام من قبل الدول العربية المشاركة، النابعين من تقاسم الأهداف والرؤى التربوية الواحدة التي تتبناها هذه الدول الشقيقة، ما أكسب الجائزة قيمة مضافة، لترسيخ مرحلة جديدة من التنافسية البناءة بين صفوف المعلمين، سعياً نحو بلورة تعليم مستدام ينعكس على مخرجات منظوماتنا التعليمية.
وعبر معاليه عن بالغ الشكر والثناء للدول الشقيقة المغرب والعراق وتونس وسوريا، لانضمامها إلى الجائزة التي تفتح ذراعيها للجميع، واضعة في مقدمة أولوياتها تميز المعلم العربي مهارياً وفكرياً وجعل الابتكار والإبداع سمة لا تفارقه، وترك بصمة فارقة له أينما حل.
وأضاف أن الجائزة استمدت من دعم القيادة أسباب ريادتها ومكانتها، وفي دورتها الثالثة المنصرمة سجلت مكاسب جديدة وكبيرة سواء في حجم المشاركة وتنوع أساليب الوصول والتواصل مع المعلمين عبر تسخير التكنولوجيا الرقمية لهذه الغاية، فضلاً عن اتساع رقعة الدول المشاركة فيها، كما تميزت أيضاً بالتحديث والتطوير المستمرين في معاييرها من خلال تتبع أفضل المعايير العالمية وإدراجها ضمن الجائزة التي تقوم على خمسة معايير.
وذكر أن الملتقى من الأهمية بمكان، كونه يطرح قضايا محورية تخص التحديات الراهنة للتعليم في ظل أوضاع استثنائية لا تخفى على أحد، وهذا الواقع استعدت له دولة الإمارات بتوجيه القيادة ورؤيتها الثاقبة، حيث إن ما تم إنجازه في هذا السياق خلال السنوات الماضية أستطيع أن ألخصه، فيما يلي: ما قمنا به من خطوات كان كفيلاً في تقليل الفوارق في مستويات نضوج أنظمة ووسائل التعلم عن بُعد وقدرات المدرسين، وردم الفجوة الرقمية بين النظام التعليمي والمدارس والمعلمين والطلبة.
وأشار معاليه إلى أنه تظل هناك تحديات مستقبلية، وتحديات راهنة علينا الاستعداد لها مسبقاً لضمان استقرار وتطور التعليم في بلداننا.
وثمن الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم في مملكة البحرين دور الجائزة في تعزيز الحراك التربوي عربياً، وحفز المعلم للإبداع في ظل التحول في أساليب التعلم وتنامي دور التعليم الإلكتروني. واستعرض تجربة مملكة البحرين في استدامة التعليم خلال «الجائحة»، بفضل دعم واهتمام جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، للمسيرة التعليمية، والمساندة المستمرة لها من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مما مكّن الوزارة بفضل ما تمتلكه من بنى تحتية مهمة من خلال مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل، ومن خبرات في مجال التعليم الرقمي، من توفير البدائل المتنوعة المناسبة لظروف الجميع، عبر البوابة التعليمية التي بلغت الزيارات إليها أكثر من 68 مليون زيارة، والدروس المركزية والدروس المتلفزة والدروس عبر «اليوتيوب»، إلى جانب الاستعدادات التي يجري العمل عليها للعام الدراسي القادم». وأكد معالي  الدكتور محمد أبو قديسوزير التربية والتعليم الأردني الدور الكبير الذي تضطلع به الجائزة في تحفيز المعلم ورفع مهاراته وكفاياته؛ الأمر الذي يسهم في إثراء العملية التعليمية في جميع مجالاتها ويؤسس لنهضة تربوية شاملة.
وأعرب عن شكره وتقديره لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد المبادر على إطلاق جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم، وللقائمين على هذه الجائزة التي أصبحت علامة فارقة في تجذير التميز في النظام التعليمي الذي يُعد المعلم أساسه.
وبين أبو قديس حرص وزارة التربية والتعليم في الأردن على تمكين المعلمين وتحفيزهم وتزويدهم بالمهارات اللازمة من خلال تنفيذ البرامج التدريبية، إضافة إلى وضع نظام لرتب المعلمين راعت فيه دعم المعلم ومنحه فرصة التدرج في الرتب وفق معايير تربوية.

نجاح وتميز
وتقدم معالي الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالشكر الجزيل على رعايته ودعمه للجائزة، مما يؤكد حرص سموه على تعزيز الأطر الداعمة للمعلمين والمعلمات، ومنحهم الثقة والحافز والدافع للتطوير الدائم والتغيير المستمر باتجاه الأفضل.
وقال: يسرني أن أتقدم إلى سموه الكريم بالتهنئة على نجاح وتميز جائزة «محمد بن زايد لأفضل معلّم» في دورتها الثالثة، كما يطيب لي أن أهنئ أخي معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة والمشرف العام على الجائزة بنجاحها وتميزها في هذه الدورة، حيث أسهم هذا التميز والنجاح في اتساع نطاق وانتشار الجائزة إلى آفاق أرحب.

قالوا عن الجائزة 
حسين الحمادي: مكاسب جديدة وكبيرة وتنوع التواصل مع المعلمين
ماجد النعيمي: تعزيز الحراك التربوي عربياً وحفز المعلم للإبداع 
محمد أبو قديس: إثراء العملية التعليمية وتأسيس لنهضة تربوية شاملة
عبدالرحمن العاصمي: رفع مستوى أداء المعلم لمعالجة تحديات اليوم
علي المضف: غرس ثقافة الابتكار والإبداع بين المعلمين العرب
سعيد أمزازي: مؤشر على رغبة الإمارات في النهوض بالمنظومة التعليمية العربية

النهوض بالتعليم 
أعرب معالي سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في المغرب، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه عزيز نحية، عن خالص الشكر وفائق التقدير والاحترام على الدعوة الكريمة للمشاركة على هامش انطلاق الدورة الرابعة لجائزة الشيخ محمد بن زايد لأفضل معلم.   وأكد الاستعداد التام لتكون مشاركة مشرفة للمدرسات والمدرسين بالمملكة المغربية، خلال الدورة الرابعة المقبلة للجائزة، حيث أشار إلى أن مبادرة الجائزة مؤشر واضح على رغبة دولة الإمارات العربية المتحدة الصادقة، وتضحياتها المشهودة في سبيل النهوض بالمنظومة التعليمية العربية، والارتقاء بها وتطويرها وتجويدها وتأهيلها، لكي تكون قادرة على مجابهة التحديات المطروحة، وذلك من خلال حفز المعلمين المتميزين والمبتكرين وتكريمهم باعتبارهم «عصب» العملية التعليمية التعلُّمية، وكذا الرفع من جاهزيتهم، والارتقاء بأدائهم المهني، وتكريس ثقافة الاستحقاق والتنافس والتميز والابتكار بين مكونات الجسم التعليمي. ومن ثم استعرض الإجراءات والتدابير التي اتخذتها وزارة التربية والوطنية بالمغرب من أجل مواجهة تحديات «الجائحة» تعليمياً.

مشاركة أوسع
استعرض الدكتور حمد الدرمكي أمين عام جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم تقريراً حول الجائزة، حيث أشار إلى الدورة الرابعة للجائزة ستشهد مشاركة 10 دول عربية بعد انضمام المغرب والعراق وتونس وسوريا إلى الدول المشاركة.
وذكر أنه ستتم إضافة بنود جديدة تتعلق بالأخوة الإنسانية، والسلامة الرقمية والتنمر، والجوانب النفسية والسلوكية، ودور المعلم في الاختبارات الدولية، والاستفادة من الخدمات الإرشادية المدرسية للطلبة، إلى جانب إطلاق برنامج سفراء الجائزة للمعلمين الفائزين لمشاركة تجربتهم الناجحة في التدريس، وإمكانية تصويت الجمهور للمعلم صاحب المبادرة المتميزة، ومشاركة المعلمين ذوي النصاب المنخفض بمقاطع فيديو تعليمية.
وشهد الملتقى مداخلات من الوزراء المشاركين حول تجارب دولهم في استدامة التعليم خلال فترة «الجائحة»، ومداخلات من ممثلي شركة «جوجل» وشركة «مايكروسوفت» تم خلالها استعراض الحلول التقنية الداعمة للتعليم، حيث أكد المشاركون أهمية الاستفادة من الدروس المترتبة على هذه «الجائحة»، ومعالجة آثارها.

قيمة مضافة
أشار أحمد أمين عاشور رئيس قطاع التعليم لدى «مايكروسوفت» الإمارات، للدور الذي يمكن أن تقوم به التقنيات الناشئة المتطورة في تحقق قيمة مضافة لقطاع التعليم، وجهود حكومات المنطقة خلال العام الماضي لدفع عجلة استمرارية التعليم أثناء فترة «الجائحة»، والتغلب على العقبات التي تحول من دون تعزيز عملية التعلم، مركزاً على الدور الأساسي الذي لعبته تقنيات «مايكروسوفت» في جميع أنحاء المنطقة وحول العالم في بناء الحلول التي تعزز من عملية التعلم عن بُعد واستمرارية التعليم مع ضمان تلبية أعلى معايير الأمان على مستوى الطلاب والمعلمين، فضلاً عن تجارب الفصول الدراسية التي تعمل بدورها على إعداد الشباب ليكونوا قادرين على أخذ مكانهم الريادي، والتغلب على تحديات المستقبل.
أما يزيد الغريبة، من شركة «جوجل العالمية»، فقد أشار للجهود التي بذلتها الشركة خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية، لبناء أدوات لقادة التعليم والمعلمين والطلبة وفقاً لاحتياجاتهم، والتي يمكن الوصول إليها من أي مكان وعلى أي جهاز لتلبية الاحتياجات المتنوعة للمؤسسات في جميع أنحاء العالم، بدءاً من مرحلة ما قبل الروضة وحتى الدكتوراه، ويبلغ عدد المستفيدين منها أكثر من 170 مليون طالب ومعلم.

الابتكار والإبداع 
ثمّن معالي وزير التربية والتعليم الدكتور علي المضف وزير التربية في دولة الكويت إنجازات الجائزة التربوية ودورها المحوري في غرس ثقافة الابتكار والإبداع، بين صفوف المعلمين العرب، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة، شاكراً لسموه هذا الدعم غير المحدود للتعليم وللمعلم خاصة.