جمعة النعيمي (أبوظبي)

 توظيف أصحاب الهمم مسؤولية مجتمعية، تأتي بالتعاون مع المؤسسات والدوائر الاتحادية والمحلية والخاصة، الأمر الذي يواكب توجهات الدولة نحو سياسة التوظيف الدامج لأصحاب الهمم، وتماشياً مع محور التوظيف الدامج لأصحاب الهمم ضمن استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم 2020 - 2024، والاستفادة من الإمكانات ومجالات الدعم التي توفرها منصة توظيف أصحاب الهمم، بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة.
 إن تهيئة أصحاب الهمم في بيئات العمل، تسهم في بناء ثقافة إيجابية من المشغلين وزملاء العمل نحو أصحاب الهمم، والتوعية بقدرات ذوي الهمم وتوضيح المفاهيم السائدة المرتبطة بهم، بالإضافة إلى إشراك أولياء الأمور في عملية توظيف أصحاب الهمم لضمان فرص التحاق الموظفين من هذه الفئة ببرامج التدريب أثناء العمل، ما يضمن ويعزز من تطور الأداء والتأهيل الوظيفي لها، وكيفية التعاون والانسجام معها، وتقديم الدعم الفني المناسب، بحسب كل حالة على حدة.
ونظمت هيئة الموارد البشرية عدداً من ورش العمل الافتراضية ضمن مبادرة «برنامج زملاء الهمم» خلال النصف الأول من العام الجاري، بالتعاون مع دائرة تنمية المجتمع ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، حيث استفاد منها ما يقارب 1600 موظف في حكومة أبوظبي.

  • حمد الشبلي

وأكد حمد الشبلي، المدير التنفيذي لقطاع السياسات في هيئة الموارد البشرية أبوظبي، أن أهمية هذه الورش تكمن فيما تقدمه من فائدة جلية لبيئة العمل من خلال تطوير مهارات الموظفين وتوعيتهم بمفاهيم التعامل مع زملائهم من أصحاب الهمم، وكيفية تقديم الدعم اللازم لهم من أجل تمكينهم من أداء متطلبات العمل بالشكل الأمثل في بيئة عمل مثالية حاضنة لهم. 
 وقال الشبلي: «من خلال برنامج زملاء الهمم، تحرص (الهيئة) على المضي قدماً نحو تحقيق مخرجات محددة وواضحة تدعم بيئة العمل وتمكن الموارد البشرية من الأدوات المناسبة خلالها، وتتضمن التعرف على فئات الإعاقة وخصائص أصحاب الهمم واحتياجاتهم بحسب فئات إعاقتهم، واكتساب مهارات التعامل مع مختلف الفئات، للتنويع في أساليب تقديم الدعم والمساعدة لأصحاب الهمم». وأوضح أن مهارات التعامل مع فئة أصحاب الهمم أثناء العمل، تختلف بحسب نوع الإعاقة، وقد تميز برنامج زملاء الهمم بتوضيحه لفئات أصحاب الهمم وخصائص الإعاقات وتقديم الإرشادات العامة للتعامل مع كل فئة. 

فرص متكافئة 
وأضاف: «إن الهدف من سياسة التوظيف الدامج في إمارة أبوظبي والتي هي جزء من الاستراتيجية الشاملة لأصحاب الهمم في إمارة أبوظبي 2020 - 2024، تقوم على وضع سياسة حكومية محلية تشمل التوجّهات الاستراتيجية ومجموعة من أدوات السياسة المبنية على الأدلة وبحسب أفضل الممارسات العالمية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المرجوّة في مجال توظيف أصحاب الهمم وتمكينهم في الحياة الاقتصادية، كما يهدف المشروع إلى وضع سياسة حكومية محلية على مستوى إمارة أبوظبي تشمل الأدوات والبرامج اللازمة لضمان التوظيف الدامج لأصحاب الهمم، وضمان وصول أصحاب الهمم إلى فرص متكافئة في سوق العمل في القطاع الحكومي والقطاع الخاص، تتناسب مع مهاراتهم ومؤهلاتهم العلمية وقدراتهم، إضافة إلى تعزيز التمكين الاقتصادي لأصحاب الهمم وتفعيل استقلاليتهم وعيشهم المستقل، وضمان دمج ذوي الهمم في سوق عمل القطاعين الحكومي والخاص والقيام بالتدريبات المناسبة لهم، وحماية أصحاب الهمم من التمييز في العمل على أساس الإعاقة».

  • مشاركة طالب في الفعاليات

جهود حكومية 
وأشار إلى أنه سيكون هناك العديد من البرامج التي تعمل ضمن منظومة متكاملة لتوظيف أصحاب الهمم في إمارة أبوظبي، بما في ذلك إجراءات وآليات توظيف مدروسة وممنهجة، وبرامج صقل لمهارات أصحاب الهمم، وبرامج صقل لجهوزية جهات العمل لهدف تحفيزهم على استقطاب أصحاب الهمم، وسوف تعتمد مكوّنات هذه المنظومة على تفعيل وتنفيذ أدوات سياسة التوظيف الدامج التي سيتمّ تحديدها واعتمادها في مبادرة «سياسة التوظيف الدامج». كما يضم محور التوظيف مبادرة برامج التوظيف الدامج بهدف ضمان توفير آليات واضحة لتوظيف أصحاب الهمم بأبوظبي، وتوفير بيئة عمل دامجة خالية من التمييز، وتقديم حوافز لهم لتشجيعهم على العمل في مختلف الجهات والدوائر.
 كما أوضح الشبلي: «يمكن تهيئة بيئة مثالية وحاضنة لأصحاب الهمم في مقار العمل، من خلال العمل على رفع الوعي لدى موظفي الجهات الحكومية حول الإرشادات العامة للتعامل مع زملائهم المحيطين من ذوي الهمم بمختلف فئات الإعاقة، بالإضافة إلى تهيئة بيئة العمل الفيزيائية بما يتناسب مع احتياجات الموظفين من أصحاب الهمم وتوفير الأنظمة الداعمة لهم». وقال الشبلي: «أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، استراتيجية أصحاب الهمم 2020 - 2024 والتي تهدف إلى خلق مجتمع دامج وممكن لأصحاب الهمم في ظل منظومة متكاملة توفر خدمات ذات جودة عالية وتفعيل دور أصحاب الهمم وتمكينهم للمشاركة الفعالة في المجتمع. وتتضمن 6 محاور استراتيجية (محور الصحة والتأهيل، محور التعليم، محور التوظيف، محور الرعاية الاجتماعية، محور الوصول الشامل، محور الممكنات)».

  • جلسات تأهيل لأصحاب الهمم (من المصدر)

مبادرة
وأوضح الشبلي أن مبادرة سياسة التوظيف الدامج، والتي تعتبر أهم مبادرات محور التوظيف، تهدف إلى تحقيق المساواة من خلال تكافؤ الفرص واندماج أصحاب الهمم الكامل في ميدان العمل، حيث تهدف هذه المبادرة إلى ضمان وصول أصحاب الهمم إلى فرص متكافئة، وتعزيز التمكين الاقتصادي لأصحاب الهمم، كما ستعزز دمج أصحاب الهمم في سوق العمل وفي الحياة الاجتماعية، وحماية أصحاب الهمم من التمييز في بيئة العمل. ولفت إلى أن عدد المسجلين والمشاركين في الورش بلغ قرابة 1600 موظف حكومي، حيث إن البرنامج لا يقتصر على الموظفين من أصحاب الهمم.

  • بشرى الملا

ممكنات حكومية  
وثمنت الدكتورة بشرى الملا، المدير التنفيذي لقطاع التنمية المجتمعية في دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، برنامج زملاء الهمم وما حققه من مخرجات من خلال تعزيز ثقافة الموظف في مختلف الجهات الحكومية في إمارة أبوظبي حول كيفية التعامل مع أصحاب الهمم في بيئة العمل، خاصة أنه شهد إقبالاً كبيراً من قبل موظفي الدائرة بشكل عام وموظفي الجهات الأخرى في الإمارة الذي وصل عددهم إلى أكثر من 1600 موظف. 
وأوضحت، أن مبادرة زملاء الهمم التي أطلقتها هيئة الموارد البشرية، تأتي في إطار محور التوظيف الذي تعمل عليه «الهيئة» في استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم، والتي تم إطلاقها العام الماضي 2020 وتتضمن 6 محاور مختلفة، لافتةً إلى أن البرنامج قدّم العديد من المحاور التوضيحية بدءاً من تعريف الموظفين كافة بفئات الإعاقة والتمييز بينها، وتعريفهم على خصائص أصحاب الهمم واحتياجاتهم بحسب فئات إعاقتهم، إلى إكسابهم مهارات مختلفة حول فن التعامل مع أصحاب الهمم من مختلف الفئات، والتعرف على أساليب تقديم الدعم والمساعدة لهم في سبيل تطوير المزيد من الاتجاهات الإيجابية نحو العمل مع أصحاب الهمم. وتساهم هذه المبادرة بشكل أساسي في خلق بيئة عمل دامجة من خلال التأكيد على أهمية كسر الحواجز التي تعيق توظيف أصحاب الهمم، وتركّز على القيمة المضافة لتوظيف أصحاب الهمم. 

وأكدت المدير التنفيذي لقطاع التنمية المجتمعية، حرص دائرة تنمية المجتمع على التعاون الكبير والمثمر مع الشركاء المشاركين في استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم عبر تنفيذ مبادرات مختلفة تُسهم في تعزيز القطاع الاجتماعي بشكل عام، وتوفير حياة كريمة لجميع أفراد المجتمع، وتحقيق الهدف الأساسي من رسالتنا في تشكيل نواة لمجتمع متسامح وحاضن لجميع الفئات، ما يجعل إمارة أبوظبي مدينة دامجة ومهيئة لأصحاب الهمم من خلال التحول إلى منظور الإعاقة الاجتماعي والداعم لحق أصحاب الهمم، باعتبارهم الأساس في مسيرة تقدم وتطور المجتمع. 

  • أسعد حواس

بيئات صديقة 
قال أسعد حواس الصديد مستشار التوظيف في مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم: «أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم 2020 - 2024، والهدف منها جعل إمارة أبوظبي مجتمعاً دامجاً وممكّناً لأصحاب الهمم، من خلال تذليل المعوقات التي تمنع حصولهم على حقوقهم في الخدمات والفرص المتكافئة مع أقرانهم من غيرهم باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من المجتمع وعنصراً أساسياً في مسيرة تقدمه وتطوّره، ولتحقيق هذا الهدف تمّ البدء بتنفيذ استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم من قبل دائرة تنمية المجتمع بالتعاون مع أصحاب المصلحة لوضع خريطة طريق لتجسير الفجوات القائمة بحسب أفضل الممارسات العالمية وتمكين أصحاب الهمم للوصول إلى أقصى إمكاناتهم». 
 وأوضح أن إطلاق مبادرة «زملاء الهمم» تأتي ضمن محور سياسة التوظيف الدامج والتي تعتبر «إحدى مبادرات محور التوظيف في استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم» بالتعاون والشراكة المؤسسية القائمة بين هيئة الموارد البشرية ومؤسسة زايد العليا تحت مظلة دائرة تنمية المجتمع بهدف رفع وعي المجتمع الوظيفي حول حقوق أصحاب الهمم في مختلف المجالات، ولترسيخ مبدأ أنهم جزء من المجتمع الوظيفي لهم حق العمل كباقي أفراد المجتمع، وحق حصولهم على التسهيلات المناسبة لأوضاعهم في مكان العمل كي تكون إنتاجيتهم أفضل.

  • خلال جلسة تأهيل لأحد طلاب مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم

آراء المشــاركين
قالت عبير الحوسني، مدير مشروع برنامج زملاء الهمم في هيئة الموارد البشرية أبوظبي، يهدف البرنامج إلى تحسين بيئة العمل لدعم زملاء الهمم في بيئة العمل واحتوائهم وتقديم الدعم الفني المناسب بحسب كل فئة. وأوضحت أنه تم تصميم البرنامج على مرحلتين رئيسيتين، المرحلة الأولى، وهي عقد ورش افتراضية استهدفت موظفي الجهات الحكومية كافة، في إمارة أبوظبي، للتعرف على أنواع الإعاقات وكيفية التعامل معها وتقديم المساعدة والدعم الفني المناسب، بحسب كل حالة لتلبية احتياجاتهم، واكتساب مهارات التعامل معهم وتهيئة بيئة العمل لأصحاب الهمم من الناحية الفيزيائية من ممرات وإرشادات ولافتات في مقرات العمل، مشيرة إلى أنه تم تخصيص 6 ورش باللغة العربية وورشتين باللغة الإنجليزية وورشة بلغة الإشارة، بالتعاون مع مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم. وحرصت «الهيئة» في المرحلة الثانية على استدامة توعية الموظفين وتثقيفهم بمفاهيم التعامل مع أصحاب الهمم وكيفية تقديم الدعم اللازم لزملائهم من أصحاب الهمم ومساعدتهم على أداء متطلبات العمل بالشكل الأمثل من خلال إضافته ضمن البرامج التي تطرحها أكاديمية أبوظبي الحكومية، بالإضافة إلى منصة التدريب الإلكترونية لضمان الوصول إليها في أي وقت.

  • شمة الدرمكي

وقالت شمه سالم الدرمكي من «غرفة أبوظبي»، مشاركة ضمن برنامج زملاء الهمم، التحقت ببرنامج زملاء الهمم من خلال ورشة عمل تفصيلية قادتنا إلى عالم التميز لأصحاب الهمم تحت شعار «نحن وياكم واحد»، بل أقول نحن وياكم قوة، عطاء وسعادة، بناء ورفعة وطن، كما تعرفنا من خلال البرنامج على العديد من التفاصيل البسيطة بعنوانها والعميقة بمعناها بدءاً من المراحل الزمنية لمختلف المجالات لحياة الفرد من أصحاب الهمم إلى بيئات العمل والخدمات المجتمعية المتوافرة.
وأوضحت أن البرنامج ساهم في إثراء معرفتها ومعلوماتها من بيانات وإحصائيات وخصائص فئات أصحاب الهمم، وتوعيتها بأساليب التعامل والتعاون والتواصل الفعال ليس فقط على مستوى بيئة العمل بل على جميع الصعد.
وقالت الدرمكي، تعرفت على أساليب ومهارات تقديم الدعم والمساعدة لأصحاب الهمم وهي من المحاور الرائعة التي تم التطرق لها فمن خلالها تعرفنا على قوة ومهارة أصحاب الهمم ومدى إدراكهم ومعرفتهم بذواتهم وقدراتهم، وهذا ما لمسته فعلياً من تجربتي في «غرفة أبوظبي»، حيث أُتيحت لي الفرصة بالتواصل والعمل مع مجموعة من أصحاب الهمم خلال تقديمي لهم لورشتي عمل عن خدمات غرفة أبوظبي لرواد الأعمال، مما ساهم بتعزيز تواصلي المباشر والتعرف على مهاراتهم وقدراتهم وأفكارهم الإبداعية.
وأضافت أن البرنامج كان غنياً بالمعلومات والصور والأمثلة الواقعية لفن التعامل مع أصحاب الهمم في بيئة العمل، لافتة إلى أنه جهد يثمّن ويقدّر للجهات الداعمة من هيئة الموارد البشرية، ودائرة تنمية المجتمع، ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، لتحقيق استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم.

  • محمد النقبي

 وأوضح محمد علي النقبي، ضابط علاقات عامة في قسم الخدمات المساندة في دار زايد للثقافة الإسلامية، أن برنامج زملاء الهمم هو عبارة عن جلسات عدة والتي تمت خلال شهر مارس الماضي، حيث تم التعرف إلى فئة أصحاب الهمم وأنواع الإعاقات وتصنيفها (سمعية، بصرية، حركية/ جسدية، ذهنية، توحد)، وكيفية التعامل مع كل إعاقة بصورة سليمة، وكيفية تقديم المساعدة إلى أصحاب الهمم بحسب كل فئة، وتسليط الضوء على مهاراتهم وكفاءاتهم، وأنهم على قدرة عالية من المهارة في جميع المجالات مع ما يتناسب مع إعاقتهم.

ولفت النقبي إلى أن البرنامج يخدم رؤية حكومة أبوظبي، حيث إن المخرجات المتوقعة، تشتمل على تسهيل دمج أصحاب الهمم في بيئة العمل، وتمهيد وتجهيز البنية التحتية الخاصة بهذه الفئة، وتثقيف الموظفين بخصائص واحتياجات كل فئة من أصحاب الهمم، مما يسهل دمج هذه الفئة في المؤسسات والدوائر الحكومية، وتفهم حاجاتهم ورغباتهم، ومراعاة الجانب النفسي لهم. وأضاف أن الورشة التي شاركت بها كانت غنية بالمعلومات والمعرفة، كما أنها مفيدة في الوقت ذاته وممتعة مما ساعد في التعريف على جوانب كنا نجهلها عن أصحاب الهمم مثل: التصنيف الدقيق لكل فئة، كيفية التعامل مع كل فئة على حدة) بما يراعي الجانب النفسي لأصحاب الهمم.
 وأشار إلى أن الأمثلة الرائعة لكيفية التعامل مع أصحاب الهمم، مثال التعامل مع أصحاب الإعاقة البصرية، كعدم رفع الصوت عند التحدث معهم كون بمقدورهم السماع بشكل طبيعي وإعاقتهم فقط سمعية (وهذا الشيء يحدث لا شعورياً). ولفت إلى وصف المكان الذي يوجدون فيه بشكل جيد والأشخاص الموجودين معهم وطبيعة المكان، وسؤالهم قبل تقديم المساعدة.