ناصر الجابري (أبوظبي)

نظمت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، أمس افتراضياً، الحلقة الثانية من سلسلة حوارات الابتكار الاجتماعي تحت شعار «تحديات اجتماعية.. آثار واقعية»، والتي تناولت دور الابتكار الاجتماعي في بناء أسرة ومجتمع متماسك، بهدف تعزيز الوعي بأهمية الابتكار الاجتماعي في حياة أفراد المجتمع، والوصول بهم إلى كيفية إيجاد الحلول المبتكرة لمختلف المواضيع والقضايا الاجتماعية.
وركزت الحلقة على مفهوم الترابط الأسري وكيفية الاستثمار في استخدام الابتكار الاجتماعي كأداة لتعزيز التقارب الأسري، إلى جانب رفع الوعي المعرفي بمراحل نمو الأسرة ودور الأهل بكل مرحلة منها واحتياجاتها ومتطلباتها والتهيئة النفسية اللازمة لها، بما يعزز تماسكها واستقرارها.

  • جانب من الحلقة النقاشية (الاتحاد)


وأكدت الدكتورة ليلى الهياس، المدير التنفيذي لقطاع الرصد والابتكار الاجتماعي في دائرة تنمية المجتمع، أن حوارات الابتكار الاجتماعي تعد من بين الحلول المبتكرة التي أطلقتها الدائرة خلال الفترة الماضية، لبحث مجموعة من التحديات الاجتماعية، والوصول إلى حلول بشأنها، مشيرة إلى أن لكل مرحلة متطلباتها ومفاتيح النجاح الخاصة بها. 
ومن جهتها، أكدت الدكتورة هبة جمال حريري، معالج نفسي وباحثة وعضو هيئة تدريس بجامعة جدة، خلال الحلقة، بأن الأسرة تمر بمجموعة من مراحل النمو والتطور، حيث يجب إدراك أن نهاية أي مرحلة هو بداية لمرحلة جديدة مقبلة، ولا يُمكن العودة للمرحلة التي كنا فيها، بما شملته من تحديات وفرص ولحظات جميلة وأوقات مميزة. 
وأشارت إلى أن الأسرة تمر في 5 مراحل رئيسة، تشمل مرحلة التأسيس التي تجمع بين الزوجين، سواء خلال الخطوبة وتأسيس الأسرة ومشاركة القيم والمعتقدات ومعرفة الذات وإيجاد المساحة للآخر واستكشاف الفوارق والمشتركات، بينما تبدأ المرحلة الثانية مع تفاصيل وسنوات الحياة الأولى بين الزوجين، ووجود الأطفال الذين يشكلون إضافة لامتداد الأسرة.  ولفتت إلى أن المرحلة الثالثة تبدأ عند وصول الأبناء إلى مرحلة المراهقة، حيث يختلف أسلوب التعامل في المنزل وتتغير الأولويات الداخلية، ويجد الكثير من الآباء أنفسهم أمام تحديات مرحلة المراهقة، بينما تبدأ المرحلة الرابعة مع استقلال الأبناء سواء من ناحية توجهاتهم وأفكارهم واختياراتهم وقراراتهم، ومع انتقالهم للعمل أو الدراسة، أما المرحلة الخامسة فيعود فيها الأب والأم مجدداً للعيش بمفردهم. 
وبينت أنه من المهم غرس قيم الاستماع للآخر بهدف فهم تفاصيل الطرف الآخر خلال تربية الأطفال، وترسيخ بيئة آمنة ومستقرة للحياة، إضافة إلى استغلال الوقت لإيجاد مساحات لتطوير النفس والاقتراب من الذات، وبناء ارتباط عاطفي أسري آمن لمواجهة التحديات الأسرية.