مصطفى عبد العظيم (دبي)

أكد خبراء ومختصون في مجال العلامات التجارية أن دولة الإمارات نجحت خلال سنوات قليلة في ترسيخ سمعتها العالمية كواحدة من أبرز الاقتصادات العالمية وأكثرها تنافسية وجاذبية للاستثمارات والشركات الأجنبية، لافتين إلى أن المبادرات التي أطلقتها الدولة مؤخراً ضمن مشاريع الخمسين تشكل إضافة نوعية لقوة العلامة التجارية لدولة الإمارات.
وقال ديفيد هاي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «براند فاينانس»، إن الحملة الإعلامية العالمية التي أطلقتها دولة الإمارات والتي تحمل شعار«الإمارات العالمية المتحدة» تجسد بوضوح الثقة التي تتمتع بها الإمارات على الساحة العالمية، كدولة جاذبة لمجتمع الأعمال في الحاضر والمستقبل.
وأوضح هاي في تصريح خاص لـ «الاتحاد» أنه بينما تحتفل دولة الإمارات بعام اليوبيل الذهبي، تعكس هذه الحملة طموحات الدولة لمواصلة الازدهار وتحقيق نمو طويل المدى بفضل التنويع الواسع للاقتصاد، وقدرتها على مواكبة التغيرات الاقتصادية والحفاظ على موقعها كأحد أنشط المراكز الاقتصادية والاستثمارية حول العالم.
ويشير المبدأ السادس ضمن مبادئ الخمسين إلى أن ترسيخ السمعة العالمية لدولة الإمارات هي مهمة وطنية للمؤسسات كافة.. دولة الإمارات هي وجهة اقتصادية واحدة، ووجهة سياحية واحدة، ووجهة صناعية واحدة، ووجهة استثمارية واحدة، ووجهة ثقافية واحدة، ومؤسساتنا الوطنية مطالبة بتوحيد الجهود، والاستفادة المشتركة من الإمكانيات، والعمل على بناء مؤسسات عابرة للقارات تحت مظلة دولة الإمارات. 
ووفقاً لأحدث التقارير الصادرة عن مؤسسة «براند فاينانس»، التي تعد مؤسسة عالمية مستقلة ومتخصصة في تقييم العلامات التجارية، حلت دولة الإمارات في المرتبة السابعة عشرة عالمياً على المؤشر العالمي للقوة الناعمة 2021، متقدمة مرتبة واحدة عن تصنيف العام الماضي، وحافظت على صداراتها لبلدان الشرق الأوسط.
وأرجعت «براند فاينانس» صعود ترتيب دولة الإمارات واستمرار تصدرها دول المنطقة في مؤشر القوة الناعمة، إلى القفزة الكبيرة في محور الحوكمة وصعودها 7 مراكز لتصل إلى المرتبة الـ 18 عالمياً، وذلك بعد التحسن القوي في الانطباعات الخاصة بالاستقرار السياسي، إلى جانب صعودها 5 مراكز في محور التعليم لتصل إلى المركز الـ 19 عالمياً، وصعودها 19 مركزاً في محور الناس والقيم لتصل إلى المرتبة الـ 24 عالمياً. 

  • ديفيد هاي

قوة العلامة التجارية
وتوقع هاي أن تسهم مثل هذه المبادرات في ترسيخ الانطباعات الإيجابية لدولة الإمارات، وأن ينعكس تأثيرها إيجابياً على قوة العلامة التجارية للدولة وقيمتها في السنوات القادمة، مشيراً إلى أنه مع احتفالها باليوبيل الذهبي لتأسيسها في ديسمبر المقبل، تواصل الدولة الفتية مسيرة الازدهار التي انطلقت قبل 50 عاماً ومسار نموها المذهل. ووفقاً لأحدث تقرير صادر عن المؤسسة خاص بمؤشر أقوى العلامات التجارية للدول في نوفمبر الماضي، حلت دولة الإمارات إلى المرتبة الـ 18 عالمياً والأولى شرق أوسطياً في مؤشر أقوى العلامات التجارية للدول لعام 2020، بعد أن قفزت بمقدار مرتبتين دفعة واحدة محققة بذلك أكبر صعود في قائمة نادي العشرين الكبار وبقيمة علامة تجارية وطنية تصل إلى 2.45 تريليون درهم (672 مليار دولار).

اهتمام عالمي
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة «براند فاينانس»، إن الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات لترسيخ مكانتها العالمية وهوية علامتها التجارية الوطنية الجديدة، إلى جانب المبادرات الأخرى على غرار مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ واستضافتها لإكسبو 2020 دبي، نجحت في وضع الدولة في بؤرة الاهتمام العالمي، وجاء التقدم في التصنيف على الرغم من الضغوط السلبية القوية التي تعرض لها الاقتصاد العالمي بسبب الجائحة، والتي تسببت في تخفيض يقدر بنحو 22 تريليون دولار من تقييم براند فاينانس للعلامات التجارية خلال العام الربع الأول من عام 2020 والتي تراجعت من 116.6 تريليون دولار إلى 94.8 تريليون دولار خلال الفترة من يناير وحتى أبريل الماضي. 

تنافسية وجاذبية
من جهته قال مالك حنوف، رئيس مجلس أصحاب العلامات التجارية، إن دولة الإمارات نجحت باقتدار وفي غضون سنوات قليلة في ترسيخ سمعتها العالمية كواحدة من أبرز الاقتصادات العالمية تنافسية وجاذبية للاستثمارات الأجنبية والشركات الدولية.
وأوضح أن الإمارات كانت سباقة في تهيئة بنيتها التحتية الصلبة من طرق وموانئ ومطارات واتصالات ومناطق حرة عالمية المستوى، منذ سنوات طويلة، الأمر الذي ساهم في ترسيخ جاذبيتها للشركات العالمية الكبرى، لتعزز هذه الجاذبية بتطوير متسارع في بينتها التشريعية والتنظيمية تدعم التحول نحو بناء اقتصاد معرفي قائم على الإبداع والابتكار، والذي تشكل الملكية الفكرية أحد أهم عناصره. وأضاف حنوف أن التسهيلات الضخمة التي وفرتها الدولة للشركات وبيئة الأعمال المحفزة ساهمت في أن تصبح الدولة مركزاً رئيسياً لانطلاق الشركات الصغيرة والمتوسطة التي ولدت في الإمارات وانطلقت إلى العالمية على غرار شركة كريم وسوق دوت كوم ودوبيزل وسويفل، منوهاً بتخصيص مناطق حرة لدعم الشركات الناشئة على غرار هب71 وكوميرسيتي وإن فايف، بالإضافة إلى مؤسسات التمويل مثل صندوق خليفة وصندوق محمد بن راشد للابتكار. ولفت إلى أن النجاحات التي تحققها هذه الشركات تساهم بشكل غير مباشر في تعزيز السمعة العالمية لدولة الإمارات، إلى جانب النجاحات الأخرى في قطاعات السياحة والطيران والصناعة والصناعات المتقدمة وغيرها من المجالات.

  • مالك حنوف

وأشار إلى التعديلات التشريعية والقوانين الجديدة والمتقدمة عالمياً، وخاصة فيما يتعلق بالملكية الفكرية، وبراءات الاختراع، ومكافحة غسيل الأموال، والعلامات التجارية، وكذلك القوانين الأخرى المتعلقة بالاستثمار والشركات والتي أتاحت الملكية الكاملة للأجانب وإلغاء شرط الوكيل المواطن لافتتاح فروع للشركات الأجنبية في الدولة، أسهمت جميعها في تعزيز مكانة الدولة في مؤشرات التنافسية العالمية التي تشكل حجر الأساس في ترسيخ سمعة الدولة كوجهة اقتصادية وسياحية واستثمارية محورية.

بنوك ومصارف
حلت 10 بنوك إماراتية ضمن قائمة أغلى وأقوى 500 علامة تجارية مصرفية في العالم للعام 2021، بحسب تقرير مؤسسة براند فاينانس، الذي قدر إجمالي قيمة العلامة التجارية للبنوك الوطنية العشرة بنحو 50.3 مليار درهم (13.7 مليار درهم).
وشملت قائمة البنوك الوطنية كلاً من، بنك الإمارات دبي الوطني الذي حل مع بنك أبوظبي الأول ضمن أكبر وأقوى 100 علامة تجارية مصرفية في العالم، باحتلالهما المرتبة 74 و77 على التوالي، بالإضافة إلى العلامات التجارية بنوك، أبوظبي التجاري (120) ودبي الإسلامي (145) وأبوظبي الإسلامي (217) والمشرق (284) والإمارات الإسلامي (344) وبنك رأس الخيمة (346) ودبي التجاري (360) وبنك الفجيرة الوطني (406).

دور مهم للشركات الإماراتية 
تلعب الشركات الإماراتية الكبرى كذلك دوراً مهماً في تعزيز السمعة الاقتصادية لدولة الإمارات على الصعيد العالمي، من خلال انتشارها الواسع ومحوريتها في عمليات الاستثمار وحضورها المتميز ضمن قائمة أقوى العلامات التجارية للشركات. من جهته، قال أندرو كامبل المدير التنفيذي لبراند فاينانس الشرق الأوسط، إن قوة العلامات التجارية ذات المستوى العالمي لدولة الإمارات تسهم كذلك في قيادة التحول العالمي عبر الصناعات الخاصة بها، مثل أدنوك وابتكاراتها مجال الاستدامة، وإنجاز اتصالات التي باتت أسرع شبكة على مستوى العالم، ومكانة موانئ دبي العالمية كشركة رائدة في مجال الخدمات اللوجستية لطيران الإمارات التي تجوب العالم ومعها علم دولة الإمارات، فضلاً عن استعداد الدولة لاستقبال العالم في معرض إكسبو 2020 دبي لأول مرة في المنطقة. ووفقاً لتقرير مؤسسة براند فاينانس للعلامات التجارية 2021، حلت 3 علامات تجارية إماراتية ضمن قائمة الـ 500 علامة تجارية الأقوى والأعلى قيمة على مستوى العالم، والتي قدرت القيمة الإجمالية للعلامات الإماراتية الثلاث، والتي شملت كلاً من أدنوك واتصالات وطيران الإمارات بنحو 88 مليار درهم(23.96 مليار دولار) وبحسب التقرير الذي يرصد أفضل 500 علامة تجارية في العالم للعام 2021، حافظت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» في عام 2021 على مكانتها باعتبارها العلامة التجارية الأكثر قيمة في دولة الإمارات للعام الثالث على التوالي.
وتم تقييم علامة أدنوك التجارية بقيمة 10.8 مليار دولار«39.7 مليار درهم إماراتي » مما يضعها في المرتبة الثانية بين العلامات التجارية في الشرق الأوسط وضمن قائمة العلامات التجارية العشر الأعلى تصنيفاً على صعيد شركات النفط والغاز العالمية.
ووفقاً للتقرير ارتفعت قيمة العلامة التجارية لمؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات» إلى نحو 8.533 مليار دولار(31.3 مليار درهم) بنمو نسبته 0.7 % عن العام الماضي، لتتقدم بذلك لتتقدم 17 مرتبة في التصنيف العالمي وتتوج كأقوى علامة تجارية في الشرق الأوسط للمرة الأولى، متجاوزةً بذلك طيران الإمارات بمؤشر قوة العلامة التجارية، وتصعد لنادي أفضل 25 علامة تجارية على مستوى العالم وفق مؤشر قوة العلامات التجارية (BSI)، كما أنها العلامة التجارية الوحيدة في المنطقة التي تحمل تصنيف القوة AAA للعلامات التجارية.