آمنة الكتبي (دبي) 


   انطلقت فعاليات أسبوع الفضاء في «إكسبو 2020 دبي»، أمس، وسط أجواء من الإلهام والشغف، شهدت استعراض سلسلة من المهام العلمية غير المسبوقة وأنشطة حافلة وفعاليات متنوعة بمشاركة رواد فضاء وخبراء ومسؤولين في مجال علوم الفضاء، إضافة إلى تجارب استثنائية وأنشطة ترفيهية فريدة للزوار، أبرزها تجربة أجهزة بدنية خاصة بالتوازن الجسدي لرواد الفضاء.
 وشارك في جلسة بعنوان «الفضاء لتحقيق التنمية الشاملة» كل من كريستر فوغليسانغ، رائد فضاء سويدي، وهزاع المنصوري، رائد فضاء إماراتي، ونورا المطروشي، أول امرأة عربية تبدأ تدريباً على ريادة الفضاء، وسيرجي كريكاليف، وهو عالم بارز في علم الصواريخ، ومهندس ميكانيكي روسي، ورائد فضاء سابق. 

 وأكد هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، أن هناك مشاهد من مهمته للمحطة الدولية للفضاء، سيخلدها التاريخ في صفحاته، أولها صعوده على سلم مركبة السويوز رفقة الرواد الآخرين، وهو يرتدي بدلة الرواد وعليها علم الإمارات وشعار «طموح زايد»، كذلك الصورة الأولى التي التقطها من المحطة الدولية والتي كانت لدولة الإمارات، فظهرت بأجمل حلتها، أيضاً حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، معه خلال مهمته، ووعده له بأن هناك رواد فضاء إماراتيين آخرين سيكونون في مهمات أخرى، حيث تحقق ذلك وأصبح جلياً في الدفعة الثانية لرواد الفضاء.
وأوضح أن طوال فترة بقائه في المحطة الدولية حظي بالعمل ضمن روح الفريق مع رواد آخرين ومن ثقافات مختلفة، من أجل الإنسانية والعلم، وهو ما جعله يكوّن صداقات مع رواد من وكالة ناسا الأميركية وروزكوزموس الروسية وإيسا الأوروبية.
وتطرق المنصوري إلى أنه عاد بابتسامة كبرى للأرض بعد أداء مهمته في المحطة الدولية، لكونه حقق حلم الطفولة بالسفر إلى الفضاء، إلا أنه يطمح بالمستقبل بالذهاب إلى القمر كأول رائد إماراتي.
ووجه رسالة للشباب الإماراتي قائلاً: «إنه يمكن تحقيق طموحك عن طريق الشغف به واتباعه، كما أننا حين نذهب إلى الفضاء فنحن نعد سفراء لبلداننا، ونتشارك مع الآخرين تقاليدنا وثقافتنا وحتى أكلاتنا الشعبية، حيث تشاركت مع زملائي في المحطة الدولية بعض أصناف الطعام الإماراتي».

  • نورا المطروشي

  وتحدثت نورا المطروشي، أول رائدة فضاء إماراتية، حول رحلة التقدم لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، مشيرة إلى الاشتراطات والمتطلبات الواجب توافرها في رائد الفضاء.
 وقالت «تحقق حلم طفلة في السادسة بأن تصبح رائدة فضاء، فأنا اليوم في دولة اللامستحيل، وبدأ شغفي بعالم الفضاء منذ صغري، حيث حصلت على بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة الإمارات، وأصبح الحلم حقيقة».
 وأضافت «حلمي أن أحمل معي قلادة جدتي والتي ورثتها من الأجداد، ويصل عمرها ما يقارب 100 سنة إلى الفضاء». 
وأكدت المطروشي أنه في دولة الإمارات العربية المتحدة، الحكومة داعمة جداً لشعبها والمجتمع داعم للغاية. عائلتي أيضاً كانت داعمة جداً؛ لذلك لا أشعر أنني واجهت أي تحديات عند التقدم لهذا البرنامج لأن الجميع كانوا داعمين للغاية هنا في الإمارات، وأتطلع لتحقيق ما تسعى قيادة الإمارات لإنجازه، وفي أن تكون واحدة من الدول المتقدمة في مجال الفضاء.

  • سلطان النيادي

 وخلال جلسة «الحياة خارج الأرض» التي تم تنظيمها ضمن أسبوع الفضاء، استعرض سلطان النيادي، رائد الفضاء الإماراتي، بداية شغفه بالفضاء حينما كان طفلاً صغيراً، حيث حقق حلمه حينما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في عام 2017 إطلاق برنامج الإمارات لرواد الفضاء، ما جعله يحظى بفرصة تمثيل بلاده في أول دفعة للرواد.
وقال النيادي: «إن هناك الكثير من التحديات التي واجهته خلال التدريب في مدينة النجوم بموسكو، منها أهمية إتقان اللغة الروسية والعمل تحت الضغط، إلا أنه تغلب عليها لوجود زميله (هزاع)، حيث شكلا دعماً معنوياً لبعضهما البعض طوال تلك الفترة، إلا أن تدريباتهما في مركز جونسون في وكالة ناسا الأميركية، شكلت تحدياً آخر، تمكنا في اجتياز السنة الأولى بنجاح، خاصة البقاء لمدة 6 ساعات متواصلة تحت الماء في مختبر الطفو المحايد ومن دون أي طعام أو مياه، كذلك استخدام بدلة السير في الفضاء EMU، وصيانة محطة الفضاء الدولية، وإنقاذ رواد الفضاء في حالات الطوارئ ICR».
وذكر أن نجاح الإمارات بالوصول إلى الكوكب الأحمر يؤكد أنها لا تعرف المستحيل، ما سيعزز من دوافع الرواد الإماراتيين بالوصول أيضاً للمريخ في مهمات مستقبلية.
وأشار إلى أن رواد الفضاء في أي مهمة يصبحون مثل العائلة الواحدة التي تواجه مصيراً واحداً، وأننا من خلال رحلات الفضاء ومشروع الفضاء الإماراتي نعمل على خدمة البشرية ككل، وكوكب الأرض الذي يجمعنا، وهو شيء يجعلنا نبذل الجهد، كي نتأكد أن بإمكاننا العيش فيه، وحتى يكون صالحاً للحياة للأجيال المقبلة.

  • عمران شرف

مسبار الأمل
حول مشروع مسبار الأمل، قال عمران شرف، مدير مشروع مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» خلال جلسة «الحياة خارج الأرض»، إن النجاح الكبير الذي تحقق بالوصول إلى الكوكب الأحمر، هو بداية لسلسلة مهام علمية غير مسبوقة ستقدم صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ للمرة الأولى في تاريخ البشرية، فيما ستوضع بياناتها في خدمة المجتمع العلمي العالمي، لافتاً إلى أهمية دور الابتكارات التكنولوجية في تقدم وتطور المشروعات الفضائية، حيث إنه يجب تعزيز البحث بشكل دائم لسبر أغوار هذا القطاع المهم. وأضاف أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ سيشارك أهم المعلومات والبيانات العلمية التي يتلقاها مع المؤسسات العلمية والبحثية حول العالم، تماشياً مع استراتيجيتنا الرامية لتعزيز التعاون الدولي والشراكات الاستراتيجية في قطاع استكشاف الفضاء والعلوم والتكنولوجيا المرتبطة به من أجل مستقبل الإنسان، مشيراً إلى أنه فيما ينظر البعض إلى المهام الفضائية كسباق، نظرت الإمارات إلى مشروعاتها الفضائية كافة، وهذه المهمة تحديداً، إلى أنها تعاون علمي مع شركاء المعرفة، وعملت معهم فريقاً واحداً.   وأكد أن مشاركة الدفعة الأولى من البيانات العلمية القيمة التي جمعها المسبار حول الكوكب الأحمر تُعد محطة مهمة في مسيرة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، لكونها تتوج سنوات من العمل الدؤوب والمتفاني لفريق العمل من الكوادر الوطنية بالشراكة والتعاون مع الشركاء الدوليين لهذا المشروع الطموح الذي يعد مساهمة نوعية من دولة الإمارات في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية لكونه يوفر معلومات غير مسبوقة عن الكوكب الأحمر. وقال «يُعد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل)، تتويجاً لعمليات نقل المعرفة وجهود تطويرها التي بدأت في العام 2006، والتي شهدت عمل المهندسين الإماراتيين مع شركاء علميين من جميع أنحاء العالم لتطوير تصميم الأقمار الصناعية وقدراتها الهندسية والتصنيعية».

  • هزاع المنصوري

رواد الفضاء
قال محمد الملا، رائد الفضاء الإماراتي: «شغفي بعالم الفضاء تولد من حبي لمجال الطيران، وتطور أكثر بعد إطلاق الدفعة الأولى من برنامج الإمارات لرواد الفضاء، خاصة بعد لقائي لرائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي، في معرض الطيران عام 2019». 
وتابع «وبعد محادثات ومناقشات عدة معهما، أدركت أنني من الممكن أن أكون مؤهلاً للانضمام إلى البرنامج، الأمر الذي شجعني على تقديم طلبي للانضمام إلى الدفعة الثانية»، لافتاً إلى أنه أصبح اليوم جزءاً من فريق رواد الإمارات، وخضع لتدريبات عدة منها تعلم اللغة الروسية وتدريبات الغوص واللياقة البدنية.