أبوظبي (الاتحاد)

رسخت إمارة أبوظبي مكانتها وجهة رائدة للرعاية الصحية وحاضنة للابتكار في علوم الحياة ومنصة إقليمية مهمة للتعاون الدولي وتوحيد الجهود للمضي بصحة المجتمعات في المنطقة والعالم، وفي عام الخمسين، تصدرت أبوظبي مدن العالم القيادية في التعامل مع جائحة «كوفيد-19» في عام 2021، وشكلت إنجازاتها الرائدة في التصدي للجائحة أنموذجاً فريداً في الحفاظ على صحة وسلامة المجتمع واستدامة الأعمال، حيث أثبت قطاع الرعاية الصحية قدرة ومرونة استثنائية وجاهزية عالية في التعامل مع الأزمات ومواجهة التحديات، مع الاستمرار في تطوير وتقديم خدمات الرعاية الصحية وفق أعلى مستويات الجودة وباستخدام أحدث الابتكارات العلاجية والوقائية والتشخيصية، وآخر ما توصلت إليه التكنولوجيات المتقدمة.
ومن خلال الأبحاث العلمية والشراكات الاستراتيجية مع كبريات شركات الأبحاث والمنتجات الدوائية في العالم، أسهمت أبوظبي في رفد الكنز المعرفي العالمي حول «الجائحة» وتسريع عمليات إنتاج اللقاح، لا بل وتعدى دورها ذلك لتصبح لاعباً رئيساً في الحد من انتشار فيروس كوفيد-19 عالمياً من خلال مبادرة استراتيجية لتوزيع اللقاحات وإنشاء ممر جوي عالمي لتوزيع اللقاحات والمنتجات الدوائية.
وقال معالي عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة أبوظبي: «تتجه الأنظار إقليمياً وعالمياً إلى أبوظبي التي وضعت، في ظل توجيهات قيادتها الرشيدة. حفظها الله، صحة وسلامة المجتمع في مقدمة أولوياتها، وأثبتت تميز وكفاءة منظومتها الصحية والمنظومات المساندة، التي عملت بروح الفريق الواحد، في التصدي لجائحة (كوفيد -19)، ومواصلة تطوير وتقديم خدمات صحية بمستويات جودة عالمية المستوى، مستندة إلى أسس علمية وبحثية ومنظومة بيانات آنية».

وأضاف آل حامد: «سطر عام 2021 جملة من الإنجازات المهمة في مسيرة قطاع الرعاية الصحية في أبوظبي، كان أبرزها الاستجابة المتميزة التي وضعت الإمارة في صدارة المدن القيادية في التعامل مع (الجائحة) على مستوى العالم، وذلك بفضل توجيهات ودعم القيادة الرشيدة التي كانت موجودة لحظة بلحظة منذ اليوم الأول، وتكاتف الجهود الوطنية بين القطاعين العام والخاص، وتفاني أبطالنا في خط الدفاع الأول الذين واصلوا مهمتهم في الحفاظ على صحة وسلامة أفراد المجتمع والتصدي للجائحة، والتزام أفراد المجتمع وحرصهم على تبني الإجراءات الاحترازية التي تحمي صحتهم وصحة من حولهم».
وأضاف معاليه: «كونت توجيهات قيادتنا الرشيدة وعزيمة أبطال خط الدفاع الأول في القطاعين العام والخاص والوعي المجتمعي مزيجاً فريداً جعلنا قادرين على ترسيخ منظومة رعاية صحية متميزة حظيت بإشادة عالمية كبيرة تمثلت في العديد من التصنيفات والتكريمات والجوائز المرموقة، وجعلت أبوظبي محط أنظار العالم وعززت مكانتها وجهة عالمية للرعاية الصحية والاستثمار في الرعاية الصحي وحاضنة للابتكار في علوم الحياة». 
وأكد: «بينما يستمر فيروس كوفيد-19 في تأثيره على حياة الناس حول العالم، عززنا المنظومة الوقائية والتشخيصية والعلاجية في الإمارة للتصدي للوباء، لضمان صحة وسلامة جميع أفراد المجتمع. وعلى الرغم من التحديات، نمضي على نهج قيادتنا الرشيدة، التي لا يقف شيء أمام طموحاتها، لمواصلة تحقيق استمرارية الأعمال وتمكين كافة القطاعات من دفع عجلة التطوير وتحقيق الأهداف الطموحة والرؤى المنشودة للخمسين عاماً المقبلة».
واختتم معاليه: «كان العام 2021 شاهداً على الجهود الكبيرة التي سطرناها لتوحيد العمل العالمي والتعاون من أجل صحة وسلامة المجتمعات في كل مكان، فقد قامت دائرة الصحة أبوظبي بتطوير وتوطيد علاقات تعاون مشترك جمعتها بشركاء ومؤسسات مرموقة من مختلف أنحاء العالم، لتواصل إثراء إمكاناتها واستغلال البنية التحتية المتطورة فيها والكفاءات المتميزة في مؤسساتها، لترسيخ مكانة إمارة أبوظبي وجهة رائدة للرعاية الصحية وحاضنة للابتكار في علوم الحياة ومنصة إقليمية مهمة للتعاون الدولي وتوحيد الجهود للمضي بصحة المجتمعات في المنطقة والعالم».

المركز الأول عالمياً
تصدرت دولة الإمارات بلدان العالم في انخفاض معدلات الوفاة بين مصابي «كوفيد-19»، وفي معدلات التطعيم ضد «كورونا» بين السكان، الأمر الذي مكنها من الحفاظ على صحة وسلامة المجتمع وضمان استمرارية الأعمال. 
فيما واصلت أبوظبي صدارتها عالمياً في الاستجابة لجائحة «كوفيد -19» بعد أن حلت بالمركز الأول بين 50 مدينة قيادية، وفق أحدث تصنيف أصدرته مجموعة المعرفة العميقة Deep knowledge Group التي تتخذ من لندن مقراً لها. وأصدرت مجموعة المعرفة العميقة تقرير «تصنيف المدن الأكثر أماناً خلال جائحة «كوفيد-19» للربع الثاني من عام 2021»، الذي استند إلى 114 مؤشراً للقياس تُعنى بمختلف جوانب الاستجابة للجائحة. وركز التصنيف على 5 محاور رئيسة شملت: الكفاءة الحكومية، ومرونة الاقتصاد، وكفاءة منظومة الحجر الصحي، وإدارة الرعاية الصحية، ومنظومة التطعيم.

استمرار التطوير
أصبحت دائرة الصحة أبوظبي، الجهة الصحية التنظيمية الأولى في المنطقة والثانية على مستوى العالم التي تتبنى وتطور «أنموذج الصحة المجتمعية»، الأنموذج الرقمي المبتكر للكشف المبكر عن أمراض القلب والأوعية الدموية وإدارتها وتعزيز الوقاية منها بين أفراد المجتمع. يأتي ذلك بالتعاون مع شركة الأدوية السويسرية «نوفارتس». 
كما عززت الدائرة التعاون مع «أسترازينيكا»، الشركة العالمية المتخصصة في الصناعات الدوائية الحيوية، بهدف تطوير ودفع جهود الأبحاث السريرية، وإنشاء منظومة صحية رقمية في الإمارة، بهدف دفع ودعم الجهود الرامية لخلق ووضع حلول مبتكرة من شأنها أن تسهم في تلبية احتياجات الرعاية الصحية على المستويين المحلي والإقليمي. ووقعت الدائرة مذكرة تفاهم مع «خدمات الصحة الشاملة» (كلاليت)، أكبر مزوّد للرعاية الصحّية في إسرائيل وثاني أكبر مزود للرعاية الصحية عالمياً، بهدف تعزيز العمل المشترك وتبادل الخبرات في الرعاية الصحية. ووقعت أيضاً مذكرة تفاهم مع مركز شيبا الطبي الإسرائيلي، واحد من أفضل 10 مستشفيات في العالم، لتبادل الخبرات والتجارب للارتقاء بتجربة المرضى والخدمات المقدمة لهم. كما عزز مركز أبوظبي للصحة العامة علاقات التعاون المشترك مع مؤسسات محلية وعالمية، بما في ذلك «إيه بي إتش بي إنترناشيونال - فرنسا». إضافة لذلك، يتعاون المركز مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا وجامعة نيويورك أبوظبي للمضي بأبحاث الصحة العامة والابتكار وتطبيق المعايير ذات الصلة في منهجيات وبروتوكولات البحث لمساعدة مركز أبوظبي للصحة العامة في تعزيز مكانته كمؤسسة قوية لبحوث الصحة العامة في المنطقة والصحة والذكاء والمعلوماتية الصحية، .
وكانت الدائرة كشفت في سبتمبر الماضي وضمن مشروع هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن عزمها ترخيص استخدام أحدث التقنيات المتطورة للطائرات من دون طيار «الدرون»، في نقل وتوصيل المستلزمات الطبية في القطاع الصحي بالإمارة. يأتي ذلك ضمن خطط الاستعداد للخمسين.

«ملفي» أول منصة مبتكرة لتبادل البيانات الصحية
تعتبر «ملفي»، أول منصة مبتكرة لتبادل البيانات الصحية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث نجحت خلال ثلاث سنوات فقط، في إتمام ربط جميع المستشفيات في الإمارة بنسبة 100% و99% من مراجعات المرضى في أبوظبي، لتكون واحدة من أسرع منصات تبادل الرعاية الصحية في العالم. 
وتُعد المنصة من بين المبادرات الاستراتيجية التي أطلقتها الدائرة لتعزيز كفاءة القطاع الصحي بما ينعكس إيجاباً على فعالية وجودة الخدمات المقدمة للمرضى في مختلف المنشآت الصحية في الإمارة.

وتهدف «ملفي» إلى توفير منصة مركزية مصممة خصيصاً لتسهيل ربط مختلف عناصر القطاع الصحي في الإمارة ببعضها بعضاً، ما يحقق أداة مهمة للأطباء لاتخاذ القرارات المتعلقة بالمرضى بطريقة أسرع وأكثر كفاءة.  واليوم، نفخر بالإنجازات المهمة التي حققتها «ملفي» والتي تكللت بإتمام ربط جميع المستشفيات الحكومية والخاصة في الإمارة على المنصة بنسبة 100%، وبالإضافة إلى ربط جميع مستشفيات إمارة أبوظبي الـ 60، تم ربط 1.186 عيادة ومركزاً طبياً في المنصة، مما يعني أنه أصبح الآن بإمكان أكثر من 39.000 طبيب وممرض ومهني مختص من 1.946 منشأة رعاية صحية الدخول إلى منصة «ملفي» للحصول على البيانات والمعلومات لاتخاذ قرارات أكثر دقة عبر الوصول الآمن إلى المعلومات الطبية المهمة على المنصة، الأمر الذي عزز إمكانية الوصول إلى السجلات الموحدة والتي تعكس زيارات ومراجعات المرضى في الإمارة بنسبة 99%.

إشادات وجوائز دولية 
حظيت أبوظبي بالعديد من التكريمات والإشادات المحلية والعالمية نظير تميزها في جملة من الجوانب، حيث تواصلت إنجازات الإمارة على مدار العام الماضي لتصبح محط أنظار العالم في التعامل مع حالات الطوارئ والمضي في إطلاق المبادرات المبتكرة التي تركز على المرضى وتلبي احتياجاتهم. 
وأشاد معالي روبرتو سبرانزا، وزير الصحة الإيطالي، بجهود دولة الإمارات في التصدي لجائحة «كورونا»، لاسيما التدابير والإجراءات التي أسهمت في تعزيز سرعة وفعالية الاستجابة لـ«الجائحة»، ما انعكس على صحة وسلامة أفراد المجتمع وحافظ على نشاط القطاعات الاقتصادية المحلية، وذلك خلال زيارة قام بها معاليه برفقة سعادة نيكولا لينر، السفير الإيطالي لدى دولة الإمارات والوفد المرافق له إلى دائرة الصحة أبوظبي. 
كما حصد القطاع الصحي في أبوظبي العديد من الجوائز المرموقة خلال عام 2021، بما في ذلك:
13 جائزة (7 ذهبيات، 2 فضية، و4 برونزيات) ضمن جوائز ستيفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2021، وذلك عن جملة من مبادراتها المبتكرة، بما في ذلك استجابتها المتميزة لجائحة «كوفيد- 19».
جائزة المبادرة الذهبية لفئة المؤسسة المتميزة لجهودها في التصدي لجائحة «كوفيد- 19» والمقدمة من اتحاد المستشفيات العربية. 
وحصلت دائرة الصحة أبوظبي ومركز أبوظبي للصحة العامة، على 8 جوائز مرموقة ضمن جوائز «جلوبي الرؤساء التنفيذيين» العالمية السنوي 2021، وذلك تقديراً لتميز الإمارة وريادتها في الاستجابة لجائحة «كوفيد - 19»، من خلال جهود التوعية المبذولة وتبني حلول رقمية ذكية للتعامل مع «الجائحة» والحد من تداعياتها على صحة وسلامة المجتمع. 
وحصدت دائرة الصحة أبوظبي ومركز أبوظبي للصحة العامة جائزتين مرموقتين ضمن جوائز «التميز التكنولوجي في الشرق الأوسط»، وذلك تقديراً للمشروعات والمبادرات الرقمية الرائدة التي أطلقتها المؤسستان. 
وحصدت دائرة الصحة أبوظبي أيضاً جائزة التميز الدولية لمحتوى الحكومة الرقمية 2021، التي أطلقتها «مؤسسة التميز الدولية»، وذلك ضمن فئتي «محتوى المواقع الإلكترونية» و«محتوى التواصل الاجتماعي».

منظومة رقمية شاملة
أتمت دائرة الصحة من خلال توظيف الابتكار والتكنولوجيا وفي إطار الجهود الرامية إلى مواصلة تعزيز تجربة المرضى والارتقاء بجودة ومخرجات الرعاية الصحية في أبوظبي، ربط جميع المستشفيات الحكومية والخاصة في الإمارة على منصة «ملفي»، والتي تُعد الأولى على مستوى العالم التي تستطيع ربط كافة المستشفيات في وقت قياسي، وهي إحدى المبادرات الاستراتيجية لدائرة الصحة أبوظبي. ويُعد هذا الإنجاز خطوة مهمة تسمح بتبادل المعلومات الصحية للمرضى بين مقدمي الرعاية الصحية، وإنشاء قاعدة بيانات مركزية موحدة لسجلات المرضى؛ بهدف تحسين جودة الرعاية الصحية ومخرجات الخدمات المقدمة للمرضى في إمارة أبوظبي. وتعتبر المنصة الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط والتي تعزز جاهزية القطاع الصحي في إمارة أبوظبي. كما كشفت دائرة الصحة أبوظبي في أكتوبر الماضي عن تطوير وتوظيف أداة نمذجة وبائية مبتكرة ورائدة لاستخدامها خلال معرض «إكسبو 2020 دبي». وجاء تطوير أداة النمذجة الوبائية المبتكرة، التي أطلق عليها اسم «نموذج إكسبو 2020»، من قبل عددٍ من الباحثين في جامعة خليفة بالتعاون مع دائرة الصحة - أبوظبي، ومركز أبوظبي للصحة العامة، و«إكسبو 2020»؛ بهدف تعزيز جاهزية وسلامة ضيوف معرض «إكسبو 2020 دبي».  وتستخدم أبوظبي تقنيات «التشريح الرقمي»، وذلك ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز استجابة الإمارة لجائحة «كوفيد-19» والحد من تداعياتها وضمان صحة وسلامة المجتمع. وبذلك، انضمت الإمارة إلى عدد من البلدان المتقدمة كالولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وكندا وألمانيا وأستراليا واليابان وغيرها التي تستخدم التقنية المتطورة.

القدرة الاستيعابية
خلال الـ 12 شهراً الماضية، استطاعت أبوظبي تصنيع أكثر من 300 ألف عينة من محلول استخلاص الحمض النووي لـ«كوفيد-19» محلياً، كما عززت القدرة الاستيعابية لفحوص «كوفيد» لتصل إلى أكثر من 500 ألف فحص يومياً، فيما ارتفعت قدرة الإمارة على تخزين اللقاحات لتصل إلى 6 مليارات جرعة، وتم توفير 27 مركزاً للفحص والتطعيم من المركبة، وإنشاء 6 مستشفيات ميدانية مجهزة بأحدث الوسائل العلاجية، ورفع الطاقة الاستيعابية للقطاع بنسبة 200% لعدد الأسرة في المستشفيات، ورفع عدد الأسرة في أقسام العناية المركزة إلى 300%. وتم تزويد أبطال خط الدفاع الأول بأكثر من 150 مليون وسيلة حماية شخصية، بما في ذلك الكمامات وأقنعة الوجه والقفازات والملابس الواقية.

العلاجات رائدة
في ظل توجيهات القيادة الرشيدة، واصلت دائرة الصحة - أبوظبي توفير أحدث العلاجات المبتكرة للحفاظ على صحة وسلامة فئات المجتمع كافة، حيث وقعت الدائرة مجموعة من الاتفاقيات الاستراتيجية مع كبريات الشركات الدوائية العالمية لتوفير أحدث العلاجات والعقاقير لعلاج المصابين من ذوي الأعراض البسيطة والمتوسطة والحرجة وأصحاب المناعة الضعيفة والذين لا يمكنهم أخذ اللقاحات، فضلاً عن توفير العلاجات الوقائية لحماية أفراد المجتمع كافة من فيروس «كوفيد -19». 
وتُعد أبوظبي الأولى على مستوى العالم التي تحصل على عقار «سوتروفيماب»، الذي تصنعه شركة جلاكسو سميث كلاين، الشركة الرائدة عالمياً في قطاع الرعاية الصحية، ويحتوي العقار على أجسام مضادة وحيدة النسيلة تُعطى عن طريق الحقن الوريدي، ويمكن استخدامه لعلاج البالغين والأطفال فوق سن 12 عاماً والذين يستوفون معايير معنية ومعرضين لخطر تطوّر أعراض حادة لـ«كوفيد-19» لديهم، وذلك وفق البروتوكولات التي تم وضعها من قبل اللجنة العلمية الوطنية.  كما تسلمت أبوظبي أول شحنة من عقار شركة أسترازينيكا «ايفوشيلد»، العقار الذي يولد الأجسام المضادة للمرضى الذين يعانون ضعف المناعة، وقد تم تطوير العقار الجديد والمبتكر للوقاية من العدوى والحد من الوفيات لدى المرضى الأكثر عرضة لخطر مضاعفات الإصابة وغير الحاصلين على التطعيم. 
كما وفرت من خلال التعاون مع «روش»، الشركة الأكبر عالمياً في مجال التكنولوجيا الحيوية، عقار (كازيريفيماب وإمديفيماب)، الذي يعمل على الوقاية من فيروس كورونا وعلاج المصابين ذوي الحالات الخفيفة والمتوسطة.

«ائتلاف الأمل» ينقل ويوزع 200 مليون جرعة لقاح حول العالم
حرصت أبوظبي على تعزيز وعي المجتمع بسبل الوقاية من الفيروس وأهمية ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي وغسل اليدين من خلال حملات ومواد توعية أطلقتها الجهات المعنية، بما في ذلك مركز أبوظبي للصحة العامة. وأطلقت الإمارة حملة ركزت على الأفراد الأكثر عرضة لمخاطر مضاعفات الإصابة بـ«كوفيد-19»، بمن فيهم كبار السن وذوو الأمراض المزمنة، حيث وفرت لهم الخدمات الصحية من خلال نموذج الرعاية الصحية عن بُعد والفحوص المنزلية وغيرها من الخدمات الرامية للحفاظ على صحة وسلامة هذه الفئة. بالإضافة إلى ذلك، طورت الإمارة منظومة تتبع وعزل صحي للمخالطين والقادمين من خارج الدولة لضمان الحد من انتشار الوباء، إلى جانب توفير كافة مستلزمات الحماية الشخصية للعاملين في المنشآت الصحية للحفاظ على سلامتهم. وعززت الإمارة قدرات التقصي الوبائي ورفعت القدرة الاستيعابية للفحوص اليومية لضمان رصد الحالات واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة التي أسهمت في خفض معدلات الإصابة بين أفراد المجتمع.

وكانت الإمارات من بلدان العالم الأولى التي تشارك في التجارب السريرية للقاحات «كوفيد-19»، الأمر الذي أسهم في تسريع وتيرة تطوير اللقاحات وتقديمها للعالم كجزء من مواجهته مع الجائحة، بما في ذلك المشاركة في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح «سينوفارم»، والدراسة التكميلية للاستجابة المناعية للقاح «سينوفارم» للأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين ثلاث سنوات و17 سنة، وكذلك المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على اللقاح الروسي لفيروس «كوفيد-19» والقائم على الفيروسات الغدية، وغيرها من التجارب السريرية الأخرى. 
وعلى المستوى البحثي، ضاعفت أبوظبي إمكاناتها البحثية خلال عام 2021 لتستطيع تطوير أبحاث علمية وسريرية تجاوز عددها أكثر من المشروعات البحثية التي تم إجراؤها خلال الأعوام الخمسة التي سبقته. وكانت دائرة الصحة أبوظبي قد أطلقت «سجل أبحاث كوفيد-19»، ليكون منصة موحدة لدعم الأبحاث العلمية وتسريع وتيرة الاكتشافات والابتكارات التي من شأنها المساهمة في رفد الجهود العلمية المبذولة لمواجهة الفيروس. واستقبل السجل 376 بحثاً علمياً حتى الآن، تمت الموافقة على 325 بحثاً والانتهاء من نشر 46 بحثاً. وبلغ عدد المنشآت المرخصة للأبحاث في الرعاية الصحية حتى تاريخه 67 منشأة بحثية في الإمارة. 
وكشفت دائرة الصحة أبوظبي في فبراير الماضي عن دعم إمارة أبوظبي للجهود الدولية القائمة لإجراء فحوص PCR المرتبطة بـ«كوفيد-19»، حيث خصصت الإمارة مختبرات حديثة لإجراء التحليلات المخبرية للعينات التي يتم استقبالها وجمعها من خارج دولة الإمارات. وتأتي هذه البادرة الأولى من نوعها عالمياً بالتعاون مع الاتحاد للشحن، أجيليتي ويونيلابس. 
وواصل ائتلاف الأمل، الذي يتخذ من أبوظبي مقراً له ويُعد من أهم سلاسل توريد اللقاحات على مستوى العالم من حيث الكفاءة والإمكانات، خلال عام 2021 المضي بقيادة دائرة الصحة - أبوظبي، نحو توزيع ونقل اللقاحات التي وصلت إلى أكثر من 200 مليون جرعة حول العالم. «ائتلاف الأمل» هو شراكة بين القطاعين العام والخاص، يتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً له ليوفر حلولاً متكاملة لسلسلة التوريد لدعم قدرات شحن وتوزيع لقاحات فيروس «كوفيد-19». وعززت أبوظبي مؤخراً سبل التعاون المشترك مع بلجيكا بصفتها مركزاً عالمياً رائداً في عالم الصناعات الدوائية، وذلك بهدف إنشاء ممر جوي عالمي لتوزيع اللقاحات والمنتجات الدوائية ونقلها بين أبوظبي وبروكسل.