أبوظبي (وام)

أكدت حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان مساعد سمو رئيس الهيئة للشؤون النسائية، رئيسة اللجنة العليا لمبادرة عطايا أن «عطايا» تدخل هذا العام عقدها الثاني وهو أكثر عطاءً وتميزاً وأوسع انتشاراً، بعد أن ساهمت في ابتكار حلول جذرية للعديد من القضايا الإنسانية المهمة خلال دوراتها السابقة، ونفذت مشاريع حيوية في العديد من الدول.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نيابة عن سموها الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي خلال المؤتمر الصحفي الافتراضي الذي عقد أمس، عبر تقنية الاتصال المرئي، للإعلان عن فعاليات الدورة الحادية عشرة لمعرض عطايا التي ستقام في الفترة من 28 فبراير الجاري، وحتى 4 مارس المقبل بمقر جيجيتسو أرينا في أبوظبي، بمشاركة نحو 100 عارض من داخل الدولة وخارجها، حيث سيخصص ريع الدورة لدعم اللاجئين وتعزيز قدراتهم المهنية، سواء في بلد اللجوء أو عند العودة إلى أوطانهم الأصلية.
وأوضحت سموها، أن «عطايا» أنجزت مشاريع حيوية شملت إنشاء المستشفيات والمراكز الصحية المتخصصة وتغطية علاج آلاف المرضى، إلى جانب إنشاء المدارس والمساكن، ودعم كوادر التمريض في بعض الدول لتعزيز قدرتها على التصدي لجائحة كوفيد-19، علاوة على الدعم الذي قدمته المبادرة للمشاريع المحلية المهمة مثل صندوق الفرج ومراكز التوحد وأصحاب الهمم في الدولة.
وأضافت سموها: «هذه المبادرات جعلت «عطايا» منسجماً مع الرسالة الإنسانية العالمية التي تضطلع بها دولة الإمارات، بتوجيهات القيادة الرشيدة ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، حتى أصبحت الإمارات واحدة من أهم الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية على مستوى العالم».
وقالت: «لا شك أن قضايا اللاجئين والنازحين وأوضاعهم الإنسانية حول العالم، تمثل هماً دائماً للمجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية المعنية برعاية اللاجئين وتحسين ظروف حياتهم، خاصة أن للجوء أوجهاً متعددةً وتأثيرات مباشرة على الأمن والاستقرار العالميين، فبجانب تداعياته الإنسانية على اللاجئين أنفسهم، فإنه يعيق جهود التنمية البشرية في المجتمعات النامية، ويعرقل خطط وبرامج القضاء على الفقر والجهل والمرض».
وأشارت إلى أن الكثير من اللاجئين يستقرون في الدول المستضيفة لفترات طويلة حتى تتم إعادتهم إلى مناطقهم الأصلية بعد زوال مسببات اللجوء، في هذه الفترات تتحمل الدول المضيفة أعباء كبيرة ترهقها اقتصادياً واجتماعياً وتنموياً، وفي الآونة الأخيرة تفاقمت أوضاع اللاجئين بصورة أكبر نتيجة لازدياد حدة الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة، ما أثر على جهود المجتمع الدولي في توفير الحماية اللازمة لعشرات الملايين من اللاجئين والنازحين حول العالم. 
وأضافت: «نظراً للتداعيات التي تخلفها قضية اللجوء على المجتمعات الضعيفة، فقد قررت مبادرة عطايا تخصيص ريع المعرض لهذا العام لدعم اللاجئين الذين أجبروا قسراً على ترك أوطانهم حفاظاً على أرواحهم بسبب النزاعات والحروب وانعدام الأمان، وذلك من خلال تمكين اللاجئين وتدريبهم على حرف ومهن وصناعات تتماشى مع مؤهلاتهم التي درسوها أو امتهنوها قبل نزوحهم لتعينهم على سد متطلبات حياتهم، إلى جانب دعم وتمكين 2000 أسرة من اللاجئين والنازحين في الأردن والعراق وتمويلهم بمشاريع إنتاجية صغيرة في مجال الزراعة وتربية المواشي في المناطق الريفية، علاوة على تدريب مئات اللاجئين خارج المخيمات وتعزيز المهارات الرقمية لدى الشباب لتمكينهم من الحصول على الوظائف التي تعمل عبر المنصات الإلكترونية المعتمدة، بالتعاون مع المنظمات الدولية والدول المستضيفة لهم، إضافة إلى تمكين الأفراد عن طريق التدريب المهني لحرف وصناعات يدوية كالنجارة والخياطة لتعينهم على متطلبات الحياة، ويكون اللاجئون قوة دافعة في سوق العمل في بلد اللجوء أو عند رجوعهم إلى أوطانهم الأصلية للمساهمة في بناء مستقبل أوطانهم وتنميتها اقتصادياً واجتماعياً، وبذلك نكون قد ساهمنا في تهيئة الظروف الملائمة للاجئين وتحقيق حلمهم في العودة الطوعية إلى بلدانهم».
وقالت سمو الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان إننا نتطلع إلى أن تحقق «عطايا» أهدافها هذا العام كما حققتها في الأعوام السابقة، وذلك من خلال تجاوب جميع قطاعات المجتمع مع دورتها الحالية والتي ستكون متميزة بإذن الله.
وفي ختام كلمتها أعربت عن شكرها وتقديرها لرعاة «عطايا» هذا العام وهم: وزارة شؤون الرئاسة، شركة الظاهرة القابضة، مصرف أبوظبي الإسلامي وبنك أبوظبي التجاري، والشريك الإعلامي شركة أبوظبي للإعلام. 
من جانبها، قالت عائشة العفيفي مدير المشاريع الخاصة في شركة الظاهرة القابضة خلال المؤتمر:«نظراً لما يمر به اللاجئون في شتى بقاع العالم من تبعات الحروب، فإننا في الظاهرة سعيدون بالمشاركة هذا العام كما في الأعوام السابقة لدعم مبادرة عطايا التي تكرس ريع المعرض هذا العام لدعم اللاجئين الذين أجبروا على ترك أوطانهم حفاظاً على أرواحهم بسبب انعدام الأمن وكثرة الصراعات والحروب».
وأضافت:«من هذا المنطلق يسعدنا أن نتوجه بعظيم الشكر وجزيل الامتنان لسمو الشيخ حمدان بن زايـد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة ورئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وسمو الشيخة شمسة بنت حمــدان آل نهيان مساعد رئيس الهيئة للشؤون النسائية، رئيس لجنة عطايا العليا على ما بذلوه من جهد بناء لدعم هذه المشاريع الإنسانية التي ورثناها من مؤسس العمل الإنساني بدولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايـــد بن سلطـــان آل نهيان «طيب الله ثراه».  إلى ذلك، قال أحمد سالم الراشدي الرئيس الإقليمي للتمويل العقاري وعضو مجلس الاستدامة في مصرف أبوظبي الإسلامي: «يشرفنا في مصرف أبوظبي الإسلامي أن نكون جزءاً من مبادرة معرض «عطايا» السنوية، الذي أصبح من العلامات الفارقة في مجال العمل الإنساني والتنموي والمجتمعي وعلى وجه الخصوص المبادرات المتعلقة بدعم الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية، وتعزيز دور الفرد في المجتمع. وأشار الراشدي إلى أن دعم المصرف لهيئة الهلال الأحمر يأتي انطلاقاً من التزام المصرف بتحقيق الرؤية الثاقبة ومسيرة العطاء التي تضطلع بها الإمارات بقيادتها الرشيدة لإرساء مفاهيم الخير منذ خمسين عاماً. 

مساندة جهود الدولة
أكد محمد عبد الله الشحي مدير إدارة العلاقات الحكومية بشركة أبوظبي للإعلام، أن معرض عطايا الخيري أصبح من العلامات الفارقة في مجال العمل الخيري والمجتمعي، وعلى وجه الخصوص البرامج والمبادرات المجتمعية المتعلقة بالصحة والتعليم، وتعزيز دور الفرد في المجتمع.وقال الشحي: «نحن في شركة أبوظبي للإعلام وبصفتنا شريكاً إعلامياً لمعرض عطايا الخيري 2022، ومن خلال مسؤوليتنا الإعلامية والمجتمعية سنقوم بتسخير منصاتنا الإعلامية لمساندة جهود الدولة وجهود القائمين على معرض عطايا الخيري لإيماننا التام بأهمية دور الإعلام وأثر الرسالة الإعلامية في توعية المجتمع وتعزيز مفهوم العمل الخيري ودوره في رفع آثار الأضرار المترتبة على الأزمات الإنسانية، وكذلك توعية وتحفيز الأفراد والجهات غير الحكومية لمساعدة الآخرين من خلال التطوع والأنشطة الخيرية.