دبي (الاتحاد) 

حاور معالي محمد عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس القمة العالمية للحكومات، إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركات «سبيس إكس» و«تيسلا» و«تويتر»، حول العديد من الموضوعات المرتبطة بالتغيرات العالمية والتطور التكنولوجي السريع وتأثيره على البشرية. وأكد ماسك أن التنوع الحضاري والإنساني مهم للبشرية، وأن أي حضارة تظهر وترتقي، ثم تبدأ بالخفوت والانهيار لتظهر حضارة أخرى، محذراً من مفهوم الحكومة العالمية الواحدة التي لا تصلح، لأنه ببساطة قد يعرض النظام بالكامل للانهيار، في حين أن الاختلاف الحضاري يضمن للبشرية الاستمرار، فيما استعرض وجهة نظره من خلال مثال انهيار الإمبراطورية الرومانية والذي أعقبه ظهور الحضارة الإسلامية كمحور عالمي. وتطرق معالي محمد القرقاوي إلى نموذج الإمارات والذي قدمت من خلاله الدولة للعالم نموذجاً فريداً، وتبنت نهجاً يقوم على احترام التعدد الثقافي واحتواء العقول والمواهب، وترجمة ذلك باستيعابها 180 جنسية وأعراقاً وثقافات مختلفة تعيش وتبدع جميعها في تناغم وسلام. 
وبسؤاله حول سبب شراء منصة «تويتر»، ولماذا لم يقم بتأسيس منصة جديدة، أجاب «ماسك» أنه من السهل البدء مع منصة موجودة بالفعل ولها ميزات وإمكانات كبيرة، حيث إن تأسيس منصة جديدة من البداية يحتاج إلى وقت طويل يستغرق من 3 إلى 5 سنوات، لاسيما في ظل التطور التكنولوجي السريع والهائل الذي قد يحدث خلال هذه الفترة. وشدد «ماسك» على أن شراء «تويتر» نتج عن رغبته في تأسيس منصة موثوقة تمكن المستخدمين في أرجاء العالم كافة من التواصل البناء مع أقل قدر من التحديد، مؤكداً أن هذا لا يعني عدم الانصياع لقوانين الدول، ولكن على شركات التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي الالتزام بالقوانين والتشريعات، بما لا يؤثر على نوعية عملية التواصل.

«تويتر» خلال 5 أعوام
قال «ماسك»: إن شركات التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي توفر البيئة المناسبة التي تسمح بظهور قيم المستخدم وقناعاته وليس قيم الشركات نفسها والتي قد لا تتناسب مع الجميع ولا تراعي الاختلافات البشرية، لافتاً إلى دوره وهدفه الأساسي في «تويتر» في الوقت الراهن هو أن تقوم المنصة بضمان عملية التواصل الفعال ونشر الحقائق في بيئة إيجابية.
وكشف «ماسك» عن سعيه لتعيين مدير تنفيذي بنهاية العام الحالي لتولي إدارة منصة «تويتر».
وبسؤاله حول رؤيته لمستقبل التكنولوجيا خلال الأعوام العشرة المقبلة، أكد «ماسك» أن سرعة التطور التقني تجعل من التنبؤ عملية صعبة جداً. وأشار «ماسك» إلى ضرورة وضع تشريعات واضحة لقطاع الذكاء الاصطناعي مثل بقية القطاعات وسائر التقنيات، انطلاقاً من أهمية وجود معايير تضمن أمن المستخدمين.

الحد من خطاب الكراهية
وحول خطاب الكراهية المنتشر على «تويتر»، كشف «ماسك» عن جهود كبيرة تبذل في الوقت الحالي من أجل تطوير ما يمكن أن نطلق عليه «وثيقة مبادئ» لتعزيز الاستخدام الأمثل والآمن، ووضع الخطوط العريضة لضمان بيئة صحية، موضحاً أنه يتم العمل عليها باللغة الإنجليزية، ومن ثم سوف تضاف لغات أخرى. وتوجه معالي محمد القرقاوي بسؤاله حول كيفية استخدام الحكومات لمنصة «تويتر» على النحو الأمثل، وبما يخدم مواطنيها، أوضح «ماسك» أنه ينصح بالتواصل بشكل مكثف من خلال «تويتر» بما يمكن كل مستخدم من التعبير عن نفسه، مشدداً أنه يجب على المسؤولين والشخصيات الحكومية تبني أسلوب تلقائي وطبيعي يعكس الشخصية الحقيقية وآراء أصحابها، وعدم الالتزام بشكل نمطي متقيد بالمنصب أو بما يتوقعه الناس.

الحياة الواقعية
عن فلسفته الخاصة حول التعليم والتأثير المتوقع لتقنيات الذكاء الاصطناعي على عملية التعلم، أشار «ماسك» إلى أنه من الضروري توضيح الأسباب التي تدفع لتعليم «مادة معينة» للأطفال، حيث إن العقل مبرمج على نسيان الأمور غير المهمة نظراً لمحدودية الذاكرة، لافتاً إلى أن توضيح هذه الأمور يحفز الطفل، ويخلق نوعاً من الارتباط بينه وبين العملية التعليمية، ويجعله يدرك أهمية المادة التي يتم تدريسها.
وأكد «ماسك» أن تدريس المواد، لاسيما العلمية على أنها حلول للتحديات والأمور الحياتية، يزيد من الفاعلية ويرفع من قدرة الطالب على الفهم، مضيفاً أن «التفكير النقدي» أمر في غاية الأهمية لكونه يعمل كحاجز يحمي الشخصية، ويمكن الطالب من السعي للتحقق من صحة الأمور والمعلومات والتمييز بين الصواب والخطأ. 

وجود الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي
أكد «ماسك» أنه يسعى إلى تحديد فترة استخدام أطفاله لوسائل التواصل الاجتماعي، ومراقبة المحتوى الذي غالباً ما يتم تصميمه وبناؤه من قبل شركات التكنولوجيا حسب «خوارزميات» معينة قد تتوافق أو لا تتوافق مع قناعات الأشخاص.