أبوظبي (الاتحاد)
 
انطلقت صباح أمس برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، القمة العالمية للمرأة 2023 والتي تعقد تحت عنوان «دور القيادات النسائية في بناء السلام، والاندماج الاجتماعي، وصنع الازدهار»، وينظّمها على مدى يومين المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام، في فندق سانت ريجيس السعديات، وذلك تزامناً مع ذكرى مرور مائة عام على حصول النساء على الحق في التصويت والانتخاب.
بدأت أعمال القمة بالكلمة الافتتاحية لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، التي ألقتها بالنيابة عنها الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس التنفيذي لهيئة المُسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي.
وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك - في كلمتها: «أرحب بكم جميعاً أجمل ترحيب في دولة الإمارات العربية المتحدة، وطن الإنسانية والتعايش الذي يفتح ذراعيه لجميع البشر على اختلاف ثقافاتهم، وأديانهم، وألوانهم، ولغاتهم، ويستوعبهم في حالة من الاندماج الاجتماعي، وتحقيق التنمية الشاملة، والسلام العام».
وأضافت سموها: «ستظل أبوظبي فخورة بعقد القمة العالمية للمرأة 2023 تحت شعار (دور القيادات النسائية في بناء السلام والاندماج الاجتماعي وصنع الازدهار)، هذه القمة الاستثنائية في فكرها ومضمونها وبحضور كوكبة من القيادات من مختلف دول العالم، ولا شك أن حضوركم يعتبر دعماً ودفعاً لهذه القمة لأنها ذات صلة وثيقة بتمكين المرأة وإسهاماتها الكبيرة في تقدم الدول والدفع بقضايا التنمية المستدامة وتحقيق السلم والأمن الدوليين».
وأكدت سموها: «نحن في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنذ اللحظة الأولى لنشأتها، كانت هناك قناعة راسخة لدى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بدور المرأة في المجتمع، حيث كان رفيق دربي ومعلمي الأول، فقد صاحبته في رحلته العظيمة التي أنجز خلالها في جيل واحد ما تنجزه أمم أخرى في عدة أجيال، فقد تحقق خلال خمسين عاماً ما تحققه دول أخرى مجتهدة ومثابرة خلال قرن كامل». وأضافت سموها: «لقد كان النهوض بالمرأة والإيمان بدورها، والعمل على تمكينها، أهم أولويات القيادة الرشيدة في الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، حيث عملوا على تعليم المرأة، وأسسوا المدارس والجامعات، وعملوا على تمكين المرأة في مختلف المجالات والقطاعات، وأصبحت المرأة في الإمارات تحتل أكثر من نصف القوة العاملة في القطاع الحكومي، وأكثر من النصف في جميع مراحل التعليم، وأكثر من الثلث من أعضاء مجلس الوزراء، ونصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي (البرلمان)، وأصبح في الإمارات نساء قاضيات ورائدات فضاء وسفيرات وطبيبات ومهندسات وقائدات للطائرات ومتخذات قرار في مجالات الأمن والسلم».

القوانين والتشريعات
وقالت سموها: «لقد كانت ولا تزال دولة الإمارات العربية المتحدة سبّاقة في سن القوانين والتشريعات التي تحمي حقوق المرأة، وتحافظ على كرامتها، وتمنع بصورة صارمة أيّ مساس بمكانتها وحريتها، فقد كانت وما زالت القوانين التي تحافظ على حقوق المرأة هي الأكثر شمولاً وصرامة واحتراماً، ونجحت مؤسسات إنفاذ القانون في خلق ثقافة تحمي المرأة، وتحترمها، وتحافظ على حريتها المطلقة في العمل والحركة والتمتع بالحياة». وأكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أن الإمارات تمثل حالة إنسانية فريدة، ونموذجاً عالمياً للتسامح والتنوع والتعايش، ونجحت في أن تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وما قدمته المجتمعات التي سبقتنا في طريق التقدم والرقي، فنحن حريصون دائماً على التعلم والاستفادة من تجارب الآخرين، دائماً نبحث عن الحكمة، والممارسات المتميزة، والتجارب الناجحة، لذلك جاءت هذه القمة لتقدم فرصة لجميع المشاركات والمشاركين من مختلف بقاع الأرض لتبادل الخبرات والتجارب والأفكار الخلّاقة القادرة على أن تجعل مستقبل البشرية أفضل من حاضرها وماضيها».

خبرات وتجارب
وأضافت سموها أن «هذه الفرصة المتميزة التي تجتمع فيها سيدات وسادة من مختلف دول العالم، يمثلون مختلف مجالات الحياة، ومستويات المجتمع، وفنون العمل والإدارة، حيث أرى أمامي قيادات وخبيرات وعلماء وباحثين وطلبة وموظفين.. جميعهم يمثلون كل فئات المجتمع، ولذلك نستطيع أن نقول إننا في هذه القمة نقدم نموذجاً كاملاً للبشرية بتعدد خلفياتها، وتعدد مجالات عملها، ومستويات معيشتها، نجتمع اليوم لتبادل الخبرات، والتجارب الناجحة، والأفكار الخلاقة، والرؤى المستقبلية القادرة على تحقيق الأمن والسلام، والاندماج الاجتماعي».

أزمات ومشاكل
وتابعت سموها: «لقد تم اختيار الموضوعات الرئيسية لهذه القمة العالمية للمرأة بعناية فائقة، لأنها هي الموضوعات الكبرى التي تشغل البشرية في هذه اللحظة التاريخية، فصناعة السلام أصبحت عملية صعبة ومعقّدة جداً، وما أن تصل البشرية إلى لحظة تشعر فيها أنها حققت درجة من السلام والطمأنينة، سواء بين الدول، أو في داخل المجتمعات، حتى تنفجر أزمات ومشاكل جديدة تحتاج منا إلى جهود مضنية للعودة إلى حالة السلام والأمان، التي يحتاجها الإنسان لكي يعيش في طمأنينة تمكنه من الإنتاج والاستمتاع بالحياة».

عدوى العنصرية
وقالت سموها: «أما موضوع الاندماج الاجتماعي، فهو التحدي الحقيقي الذي يواجه المجتمعات البشرية في جميع المناطق والأقاليم، فمع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت المجتمعات معرضة لانتقال عدوى العنصرية والطائفية وحركات العنف الاجتماعي والاحتجاجات وغيرها، ولذلك فإن العالم اليوم يحتاج لأفكار جديدة، يتم العمل من خلالها على تقوية نسيج المجتمعات، ودعم شبكات العلاقات الاجتماعية بصورة تحقق الاستقرار والسعادة للبشرية».
وأضافت سموها: «لعل ما سترونه خلال زيارتكم هذه الأيام للإمارات سيفتح طاقة أمل للبشرية، حيث يعيش هنا بشر ينتمون إلى أكثر من 200 جنسية، أما تحقيق التنمية الشاملة، فهي التحدي الأكبر الذي تواجهه دول العالم بعد جائحة كورونا، والأزمات الدولية، والكوارث الطبيعية، ومن المؤكد أن الفكر الخلاق للنساء سيسهم بنصيب وافر في تقديم أفكار خلّاقة، ومبدعة تسهم في حماية المجتمعات البشرية من الفقر، وترتقي بها إلى مراحل من الرفاهية والسعادة، وتحقيق الأحلام المشروعة لكل إنسان في حياة كريمة له ولأسرته».

نقطة انطلاق
أكدت سموها أن «هذه القمة هي نقطة انطلاق لتوحيد جهود نساء العالم للمساهمة في قيادته نحو السلام والاستقرار المجتمعي لجميع بني البشر، خصوصاً أولئك الأشد حاجة اليوم الذين يعانون من آثار الجوائح الصحية والكوارث الطبيعية والحروب، ولتحقيق هذه الأحلام الكبرى في صناعة السلام والاندماج الاجتماعي وتحقيق التنمية الشاملة، دعوني أقدّم أمامكم النهج الذي سارت عليه دولة الإمارات، والذي وضعه مؤسسها المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وسار عليه أبناؤه من بعده، وعزّزه ورسّخه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهو يقوم على إعلاء الأبعاد الإنسانية فوق كل اعتبار، من خلال العمل الإنساني، ونشر التسامح والتعايش، وتحقيق السلام، وإصلاح المجتمعات، وتدعيم روابطها، حيث نتعاون مع القريب والبعيد، وندعم الجميع، فالبشر عندنا إخوة في الإنسانية». 
وقالت سموها: «اسمحوا لي أن أحيّيكم وأرحب بكم مرة أخرى في بلدكم الثاني، وأن أبدي أمنياتي بأن تمثل القمة، فرصة للتفكير فيما وصل إليه مجتمعنا والعالم، ودراسة الفرص والتحديات، من أجل مستقبل مشرق يسع الجميع دون تفرقة أو إقصاء، فبسواعد وأفكار وقدرات النساء والرجال تنطلق التنمية وتُبنى الأوطان».
وكانت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، افتتحت فعاليات «القمة العالمية للمرأة 2023» التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة على مدار يومي 21 و22 فبراير في أبوظبي، وتقام برعاية كريمة من سموها تحت عنوان «دور القيادات النسائية في بناء السلام، والاندماج الاجتماعي وصنع الازدهار»، في حدث تاريخي يضفي مزيداً من القيمة والأهمية لهذا العرس الاستثنائي العالمي. وتعقد القمة تزامناً مع ذكرى مرور 100 عام على حصول النساء على الحق في التصويت بالانتخابات، وتأتي في وقت تزيد معه الحاجة الماسة إلى خلق فضاء حواري عالمي للتعبير عن التضامن الإنساني، وتوحيد الجهود لمشاركة وجهات النظر وتبادل الخبرات واقتراح الحلول للتحديات المشتركة، مثل الفجوة بين الجنسين والعنف الأسري والتهميش الاجتماعي والاقتصادي، ومعالجة العقبات الفكرية والثقافية التي تقف أمام تمكين المرأة، والتعرف على الفرص والإمكانيات التي تحظى بها المرأة لقيادة المجتمع، ما يؤهلها للعب دور أساسي في مجالات التعليم وتنمية المجتمع. وتشارك كوكبة من القيادات النسائية البارزة على مستوى العالم في المجالات السياسية والدينية وريادة الأعمال والعمل المجتمعي والشخصيات الثقافية، والفنية والإعلامية والعلمية في الحدث الذي تحتضنه دولة الإمارات، أرض السلام والمحبة والتسامح، ويمثل فرصة رائعة ونموذجا يحتذى به في ترسيخ التعاون الدولي لصنع واقع جديد ومساحة أرحب للمرأة لتكون رائدة وصانعة قرار، اتساقاً مع حرص دولة الإمارات على خلق بيئة تمكينية للمرأة، وزيادة الوعي العام حول النوع الاجتماعي، وحفظ السلام على مستوى العالم.

شكر وتقدير
تقدم معالي الدكتور علي النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، بخالص الشكر والامتنان والتقدير إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، لرعايتها السامية وحضورها العزيز الذي زين وبارك فعاليات «القمة العالمية للمرأة 2023»، مشيداً بجهود سموها في تعميق مكانة المرأة وتفعيل دورها الجوهري في مسيرة التنمية الشاملة في دولة الإمارات، لتصبح بموجبها الرمز الحي والنموذج الأمثل في الريادة وحب الوطن، مضيفاً: «أكدت سموها دائماً وأبداً أهمية دور المرأة وتأثيره، وضرورة الارتقاء بالمرأة الإماراتية ودفعها إلى الانطلاق والإبداع والانسجام مع أحلام وطموحات وأفكار قريناتها في الدول الشقيقة والصديقة، ونحن في المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة نسعى لترجمة توجيهاتها المستنيرة للارتقاء بدور المرأة، وتعزيز حضورها المستحق في شتى مناحي الحياة».

تحديات مختلفة
أكدت الدكتورة الشيخة موزة بنت طحنون بن محمد آل نهيان، أن بعض النساء في عالمنا المعاصر مازلن يواجهن تحديات مختلفة تعيقهن من الحصول على التعليم، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، تمثل النساء 35% فقط من جميع الطلاب المسجلين في المجالات المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات على مستوى العالم، ومن هذا المنطلق، أقر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالإجماع في يونيو 2017، مشروع قرار قدمته دولة الإمارات للمجلس بشأن ضمان حق الفتيات الحصول على التعليم. وعلى المستوى الدولي، تعهدت الدولة في عام 2021 بتقديم 100 مليون دولار أميركي لصالح الشراكة العالمية من أجل التعليم لدعم استراتيجية 2025 لبرامج التعليم في الدول النامية، تُقدم على مدار السنوات الخمس اللاحقة، من 2021 - 2025. كما استضافت الدولة في نفس العام القمة العالمية «رايوايرد» RewirEd للتعليم لتنسيق التعاون الدولي في إعادة صياغة مشهد التعليم من أجل مستقبل مزدهر ومستدام.

الجلسة الأولى
تضمنت فعاليات اليوم الأول للقمة إقامة أربع جلسات، وقد افتتحت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، الرئيس، المدير التنفيذي لمؤسسة المسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي، الجلسة الأولى والتي تحدثت عن «القيادات النسائية ومواضيع الاستدامة والتغير المناخي»، وتمت مناقشة موضوع «الاستدامة والعمل الإنساني والتخفيف من حدة الفقر» خلال الجلسة، التي أدارتها الدكتورة مارييت ويسترمان، نائبة رئيس جامعة نيويورك أبوظبي، بمشاركة معالي ايشاث محمد ديدي، وزيرة الشؤون العائلية والخدمات الاجتماعية «المالديف»، ومعالي حسنا نوران، عضوة مجلس البرلمان «الكاميرون»، ودكتورة منى الفياض، أستاذة علم النفس جامعة لبنان، ورايتشل منير، مؤسس، ومديرة تنفيذي لبيلويثر العالمية «المملكة المتحدة».

الجلسة الثانية
ترأست الجلسة الثانية الشيخة حصة بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، مستشارة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، التي تم إقامتها تحت عنوان «المرأة: إنجازات خالدة ونماذج ملهمة»، بمشاركة أمينة غريب فقيم، رئيسة موريشيوس السابقة، ومعالي ماجا غوجكوفيك، نائبة رئيس الوزراء، وزيرة الثقافة والإعلام «جمهورية صربيا»، وفيرجينيا غراي هاري، المديرة التنفيذية لفونس فياتي للنشر «الولايات المتحدة الأميركية»، ولطيفة ابن زيتين، مؤسس ورئيسة «imad»، «فرنسا».

الجلسة الثالثة
ألقت الشيخة الدكتورة موزة بنت طحنون بن محمد آل نهيان، مستشارة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، الكلمة الرئيسية للجلسة الثالثة التي أُقيمت تحت عنوان «القيادات النسائية في التعليم والبحث العلمي»، والتي ترأستها الدكتورة كريمة المزروعي، مستشارة مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، بمشاركة معالي كلوديانا ايوكول، وزيرة التعليم الأساسي والثانوي «غامبيا»، ومعالي نانسي تشاولا مودوكو، نائبة وزير التعليم «ملاوي»، والدكتورة جاكي ارميجو، دكتورة زائرة للدراسات الآسيوية جامعة هاواي-هيلو «الولايات المتحدة الأميركية»، والدكتورة بي بي ليو، أستاذ سياسات الطاقة والزراعة البيئية جامعة نانجنغ «الصين».
وأكدت الشيخة الدكتورة موزة بنت طحنون بن محمد آل نهيان، خلال كلمتها، أهمية التعليم الذي يُعد جزءاً لا يتجزأ من مرحلة تمكين المرأة والنهوض بها، وذلك كما جاء في الوثيقة العالمية لحقوق الإنسان أن تعليم المرأة يعتبر حقاً مشروعاً لها وأحد أهم السبل الحتمية للحياة الكريمة.
وأضافت: «في دولة الإمارات العربية المتحدة يشكل تعليم المرأة أحد العناصر الرئيسة في مسيرة النهضة الحضارية التي أرسى دعائمها الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث شكلت الدولة نموذجاً يحتذى به لنهضة المرأة عربياً وإقليمياً ودولياً».
وفي هذا السياق، تشكل النساء حوالي 70% من جميع خريجي الجامعات، خاصة في مجالات العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات. كما تمثل النساء 44% من جميع الباحثين في الدولة.

فخر واعتزاز
قال معالي علي النعيمي: «كلنا فخر واعتزاز باستضافة دولة الإمارات العربية المتحدة فعاليات القمة التي تنطلق من وطن أصبح نموذجاً لتمكين المرأة واحترام حقوقها، الأمر الذي يتجلى في تصدر المرأة الإماراتية قمم الإبداع والإنجاز الحضاري في جميع المجالات والقطاعات بفضل تضافر الجهود في ظل القيادة الرشيدة، وبدعم حثيث متواصل من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، قائدة الجهود الوطنية لتمكين المرأة، والتي تعمل بشكل مستمر على دعم حقوق النساء والفتيات في الدولة، وفي شتى بقاع الأرض». وأكد معاليه أن محاور القمة العالمية للمرأة جاءت بطرح جديد خارج المألوف، يتركز على موضوعات تمس واقع المرأة كشريكة نجاح وإنجاز، ويفتح الحوار العالمي للتحدث عن أهمية السلام في تعزيز حياة كريمة آمنة للمرأة التي تقع أول ضحايا النزاعات والصراعات التي تجتاح بلداناً كثيرة في العالم، فضلاً عن ضرورة تحقيق الاندماج الاجتماعي الذي يشكل مرتكزاً لتحقيق التنمية المستدامة، وللتخلص من مظاهر الكراهية والتطرف التي قد تشهدها بعض المجتمعات، إذ إن تمكين النساء والفتيات يمثل مقوماً رئيسياً لبناء وحدة المجتمع وتماسكه، وبالتالي قدرته على تخطي الكثير من الصعوبات والتحديات الداخلية والخارجية، ويأتي محورنا الأخير الذي يتمثل في دور المرأة المؤثر في تحقيق الازدهار والذي يأتي بالعمل على ضمان المساواة في الحصول على التعليم الجيد والصحة والموارد الاقتصادية والمشاركة في الحياة السياسية للنساء، وتحقيق تكافؤ الفرص في الوصول إلى الوظائف والمناصب القيادية. واختتم معاليه: «كلنا ثقة في قدرة هذا الجمع الزاخر من قادة الفكر وصناع القرار من النخبة النسائية المشاركة في قمة من تقديم أفكار وحلول واقعية تخدم المرأة والإنسانية جمعاء، وذلك عبر مشاركة معارفهن النيرة وتبادل خبراتهن الواسعة من أجل تصميم حلول مشتركة ومعايير عالمية يستفاد منها الجميع».

رؤية ثاقبة
وهنأت فخامة دروبادي مورمو، رئيسة جمهورية الهند، عبر تسجيل تم بثه خلال فعاليات «القمة العالمية للمرأة 2023» بأبوظبي، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على مبادرتها لعقد القمة العالمية للمرأة، كما نقلت تحياتها إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وقالت فخامتها، إنها كانت ترغب في حضور القمة شخصياً، لكنها لم تتمكن من السفر إلى الإمارات العربية المتحدة بسبب التزاماتها الأخرى، موضحة أن موضوع القمة «دور القيادات النسائية في بناء السلام، والإدماج الاجتماعي وخلق الرخاء» هو الأنسب للأوقات التي يعيش فيها العالم، مشيرة إلى أن هذه القمة هي أيضاً انعكاس لرؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك حول المرأة في الإمارات والعالم.
وأضافت فخامتها: «اليوم، تمثل المرأة الإماراتية بلدها على المستوى العالمي، وتحتل مناصب بارزة وجعلت وطنها فخوراً بها. نفخر بوجود العديد من النساء كوزيرات وعضوات في المجلس الوطني الاتحادي لدولة الإمارات وسفيرات بارزات. لقد أخذن بلادهن إلى المريخ، ويعملن على جعل بلادهن خالية من الكربون».
وأشارت إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي واحدة من أكثر الأماكن المفضلة في العالم للعيش والعمل للمرأة، مؤكدة أن هذه شهادة على قيادة الدولة الحكيمة.
وتابعت فخامتها: «بصفتي رئيس الهند، يشرفني أن أشارك هذا التجمع. إن الهند كانت دائماً في طليعة تعزيز احترام النوع الاجتماعي والديمقراطية في المجتمع. تاريخنا مليء بأمثلة لنساء تولين مناصب قيادية. لقد شددت الكتب المقدسة الهندية على احترام المرأة. أقتبس هنا أحد الأمثلة التي تقول (أينما تحظى النساء بالاحترام الواجب، حتى الآلهة تحب العيش هناك)».

مركز الصدارة
وقالت فخامتها: «في العصر الحديث، كانت الهند الأولى بين الديمقراطيات الكبرى في العالم، لمنح حق الامتياز العالمي للبالغين لجميع مواطنيها، بغض النظر عن جنسهم أو عرقهم أو دينهم، إذ شغلت النساء جميع المناصب البارزة، بما في ذلك الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان، كما تكتسب النساء مركز الصدارة في كل خطاب واتخاذ قرار لبناء مجتمع جاهز للمستقبل، ويأتي هذا العام المهم للغاية بالنسبة للهند والإمارات العربية المتحدة، بصفتهما البلد المضيف لمجموعة العشرين ومؤتمر الأطراف الثامن والعشرين COP28. أنا سعيدة جداً لأن البلدين يعملان معاً لإنجاح هذه الأحداث العالمية، وعلى يقين أن مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين COP28 سيأخذ في الاعتبار الدور الحاسم للمرأة في القضايا البيئية، وخاصة في التنمية المستدامة».
وأوضحت: «خلال رئاستنا لمجموعة العشرين، نعمل على موضوع (أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد)، وتمكين المرأة هو أحد المحاور الرئيسية لرئاستنا، والتي نرغب في التركيز بشكل خاص على ثلاثة جوانب: أولاً: تعزيز قيادة المرأة على جميع المستويات، بما في ذلك المستوى الشعبي، وثانياً: تشجيع المرأة على ريادة الأعمال، وثالثاً: ضمان تعليم المرأة، فهو مفتاح تمكين المرأة ومشاركتها المتساوية في القوى العاملة».

فخر بالمشاركة
وفي هذا الصدد، أبدت معالي ماجا غوجكوفيك، نائبة رئيس الوزراء بجمهورية صربيا، وزيرة الثقافة والإعلام، فخرها بالمشاركة في القمة العالمية للمرأة 2023، بالإنابة عن رئيس جمهورية صربيا، فخامة ألكسندر فوتشيتش، مباركة لدولة الإمارات العربية المتحدة ولسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التنظيم المميز للحدث، مشيدة بمساهمات الإمارات المهمة في الترويج للموضوعات ذات الأهمية الدولية بقضايا المرأة.
وقالت معاليها: «هذه فرصة ثمينة وفريدة من نوعها لجميع المشاركين في القمة للالتقاء في مكان واحد، وتبادل الخبرات المتعلقة بالتأثير الاجتماعي للمرأة على البشرية. منذ قرن من الزمان فقط، كانت فترة زمنية قصيرة جداً مقارنة بتاريخ العالم بأكمله، في الحضارة الإنسانية، لم يكن باستطاعة معظم الكوكب أن يتخيل أن تقوم المرأة بدور قيادي في مجتمعاتها. بعد مرور الوقت على الدور البارز للمرأة، أصبح من الواضح تماماً أن مناصب القيادات لم تكن حقاً حصرياً لما يسمى بالجنس الأقوى، ولكن العكس تماماً. وقد أظهرت ذلك الممارسات الاجتماعية والبحوث العلمية العديدة حول القيادة، يُنظر إليها في المقام الأول على أنها مهارة اجتماعية وقدرة على التأثير على الناس، على الأقل شائع بين النساء كما هو بين الرجال، إن طريق هذا النوع من الفهم حول العالم لم يكن كذلك ببساطة أو سهولة عبر تاريخنا».
وأضافت: «كان هناك العديد من النساء في صربيا لهن التأثير الاجتماعي المهم، حتى قبل حدوث ذلك في أجزاء أخرى من أوروبا، الآن في دولة صربية، ثلث الوزراء في الحكومة الحالية من النساء، فالنساء في العديد من مؤسسات الدولة، والمنظمات العامة والشركات الخاصة الكبرى والمؤسسات الثقافية والمنظمات الرياضية».

القيادات النسائية
وتابعت معالي ماجا غوجكوفيك: «يدرك العالم اليوم دور القيادات النسائية، ويتجلى هذا أيضاً في عملية السلام العالمي، وتعزيز المجتمع، والتكامل والازدهار الشامل للبشرية. وفي مجال الثقافة الذي لا أنتمي إليه فقط كوزيرة في الحكومة، ولكن من خلال اهتمامي بالتعليم في سن مبكرة جداً، تتضح أهمية النساء بشكل خاص. 
سواء كان الأمر يتعلق بالمؤلفات أو الخبيرات أو مديريات المتاحف أو صالات العرض، مكتبات ومؤسسات أخرى، أظهرت النساء أنهن يمتلكن ليس فقط حساسية فنية أصيلة، ولكن أيضاً هدية رائعة للإدارة والتفكير الاستراتيجي والابتكار، ولدينا العديد من الأمثلة على هذا سواء الآن أو في الماضي».
وأكدت معاليها أن العالم الحديث مليء بالتحديات، والأحداث التي لا يمكن تخيّلها، كالأوبئة والكوارث الطبيعية، وفي الأزمات العالمية تكون النساء دائماً في خط الدفاع الأول، يثبتن أنفسهن بشجاعة كبيرة، يبدو أنهن دائماً ما يتواجدن في الأحداث المؤلمة، ضمان السلام، التكافل الاجتماعي، وإدارة التطور. ويجب إدخال المرأة في قياسٍ مساوٍ، وإلا سوف ندخل في حالة من انعدام القيم، والتي من أهمها هي المساواة بين الجنسين، لذلك وجب تقوية القيادة النسائية، والتأكد من مشاركة المرأة في جميع مجالات الحياة، بما فيها أعلى المناصب السياسية، وذلك هو الطريق الأمثل لعالم أفضل، من أجل أجيال المستقبل، ومن أجلنا، لنكون فخورين بأننا جعلنا العالم أفضل مما نشأنا فيه، ولكن أمامنا طريق طويل لتحقيق ذلك بشكل كامل، ولتطبيق الممارسات الأفضل، في أفضل التجارب، يجب أن نظل منفتحين بالكامل لحوار مفتوح، يجب إدراك كفاءة المشاركين، وكذلك الموضوعات التي نناقشها، أنا مقتنعة أن تلك القمة ستساهم بشكل جيد لمجهوداتنا، لتحقيق مساواة كاملة للنساء.