إبراهيم سليم (أبوظبي)
تحتفي غداً دولة الإمارات بـ «يوم زايد للعمل الإنساني» الذي يصادف 19 رمضان من كل عام، الموافق لذكرى رحيل المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وفاء وتخليداً لإرث القائد المؤسس، وتأكيداً على مواصلة نهجه في العطاء ومد يد العون لجميع الدول والشعوب من دون تمييز أو تفرقة. لقد رسم المغفور له طريقاً متفرداً، بعطاء غير محدود ولا مشروط، بتوفيق من الله تعالى، مثّل منطلقاً ثابتاً لأبناء الإمارات، وأن هذا الاحتفاء بذكراه الخالدة إنما يأتي تخليداً وحفظاً لما قدمه المؤسس «طيب الله ثراه»، في مجالات العمل الإنساني والخيري والذي بلغ صداه كل دول العالم من دون استثناء.
ويعتبر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» رمزاً للعطاء وتقديم العون لكل محتاج في أي منطقة بالعالم، حيث دعم اقتصادات الدول النامية ووفر الخدمات الاجتماعية الأساسية للمجتمعات المحلية التي تحتاج ظروفها المعيشية إلى تحسين، فبنى المنازل والآبار والمراكز التأهيلية، والصحية، والمستشفيات والمدارس، وكفل أيتاماً، وغير ذلك الكثير، وكان لإخوانه خير معين.
ولقد رسخ المغفور له قيماً إنسانية رائدة، في احترام البشر كافة بغض النظر عن لونهم أو جنسهم أو عقائدهم، فارتقت الإمارات بفضل رؤيته وسياسته الحكيمة «طيب الله ثراه»، لتحتل مكانة عالمية في مصاف الدول الكبرى، وأصبحت نموذجاً للعمل الخيري والإنساني، حيث تبوأت دولة الإمارات بفضل جهوده ومبادراته الإنسانية في مناصرة الضعفاء ومساعدة المحتاجين وإغاثة المنكوبين، الصدارة والريادة في ميادين العمل الخيري والإنساني إقليمياً ودولياً.
وغرس المغفور له، هذه المفاهيم الإنسانية وحب الخير في شعبه لتتوارثها الأجيال، جيلاً بعد جيل، وتقديم المساعدات غير المشروطة والتي وصلت إلى كل بقاع الأرض، وحظيت كافة المؤسسات الخيرية والمانحة التي تنتمي إلى دولة الإمارات بقبول وترحيب عالمي.
وامتدت رحلة العطاء للإمارات منذ التأسيس، عبر هذه السنوات المضيئة والحافلة بالأحداث والمهام الكبيرة والإنجازات التي رسم ملامحها الأولى وأرسى دعائمها مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وإخوانه الآباء المؤسسون.
وبدأ نموذج العطاء الإنساني الذي تقدمه دولة الإمارات إلى العالم مع نشأتها عام 1971 واستمد مبادئه من رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التي تعلي قيمة التضامن الإنساني وتحث عليه، حيث أسس «رحمه الله» خلال عام 1971 صندوق أبوظبي للتنمية، ليكون عوناً للأشقاء والأصدقاء بالإسهام في مشروعات التنمية والنماء لشعوبهم، كما أنشأ خلال عام 1992 مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية لتكون ذراعاً ممتدة في ساحات العطاء الإنساني ومجالاته جميعها داخل الدولة وخارجها، واليوم هناك أكثر من 40 جهة مانحة ومؤسسة إنسانية وخيرية تغطي مساعدتها كافة دول العالم والشعوب المحتاجة والمتأثرة.
ووضع المغفور له أسس العمل الخيري والإنساني، حتى لا تكاد دولة في العالم، إلا وهناك أثر خير يدل على «زايد الخير»، من مساجد ومستشفيات، أومراكز طبية، أوعلمية، أوثقافية تحمل اسم «زايد».
وأصبحت دولة الإمارات منارة للخير والإنسانية، ويشار إليها بالبنان، في كافة المحافل الدولية والأممية، وحصل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان على الأوسمة والنياشين من مختلف دول العالم، تقديراً لما قدمه من خدمات جليلة للإنسانية، ففي عام 1985 منحت المنظمة الدولية للأجانب في جنيف «الوثيقة الذهبية» للشيخ زايد باعتباره أهم شخصية لعام 1985، وفي عام 1988 اختارت هيئة «رجل العام» في باريس الشيخ زايد وذلك تقديراً لقيادته الحكيمة والفعالة ونجاحه في تحقيق الرفاهية لشعب دولة الإمارات وتنمية بلاده أرضاً وإنساناً، وطور دولته لترسخ مكانتها وتكبر يوماً بعد يوم.
كما منح في عام 1993 من جامعة الدول العربية وشاح رجل الإنماء والتنمية للشيخ زايد، وفي عام 1995 قدمت جمعية المؤرخين المغاربة للشيخ زايد بن سلطان الوسام الذهبي للتاريخ العربي، وذلك تقديراً منها لجهوده المتواصلة في خدمة العروبة والإسلام، وفي عام 1995 اختير الشيخ زايد «الشخصية الإنمائية لعام 1995» على مستوى العالم، وفي عام 1996 أهدت منظمة العمل العربية درع العمل للشيخ زايد، تقديراً من المنظمة لدوره الرائد في دعم العمل العربي المشترك. وسارت وتسير القيادة الرشيدة على نهج المؤسس، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي (رعاه الله).