جمعة النعيمي (أبوظبي)
أكد العقيد عيسى عبدالله المرزوقي، مدير إدارة الإنقاذ والإطفاء بهيئة أبوظبي للدفاع المدني، مدير مبادرة «المسح الميداني»، أن المبادرة، تركِّز على تطوير الجهود بتطبيق أرقى المعايير والأساليب العالمية في مواجهة وإدارة المخاطر لحماية الأرواح، والحفاظ على الممتلكات على مستوى جميع المناطق في إمارة أبوظبي، لافتاً إلى تنفيذ زيارات تفتيشية على قطاعات جغرافية تجاوزت 3 آلاف موقع من المباني التجارية والصناعية والخدمية. وأوضح أنه جرى الاتفاق على توحيد عمليات المسح الميداني وفق تقسيم المناطق الجغرافية المحدَّث، وتصنيف مصفوفة المخاطر للمباني والمنشآت والمرافق والمواقع الحيوية بحسب المنطقة الجغرافية، بناءً على مخرجات المسح الميداني الذي نفَّذته مراكز الدفاع المدني لمنطقة الاختصاص. وأضاف المرزوقي: «تقوم فرق التفتيش بجولات ميدانية لضمان استيفاء إجراءات السلامة والوقاية في المنشآت والمباني، من حيث تركيب كاشفات الدخان، وتوفير أجهزة الإطفاء اليدوية، ووجود علامات إرشادية واضحة لطريقة الإخلاء، والتعريف بإجراءات السلامة وآلية التعامل مع حالات الطوارئ، والصيانة الدورية لسلامة المباني، وغيرها».
وأوضح أنه تم رصد مبانٍ تقوم بتخزين مواد تتسبب عوائق في مسالك الخروج والدخول للمبنى وتقسيمات عشوائية تشكل خطورة عالية على سلامة قاطني المباني والمنشآت. ولفت إلى أن لجان التفتيش قامت بتحرير الإنذارات والمخالفات والمتابعة لإزالة هذه المخاطر، وبالتنسيق مع الشركاء الاستراتيجيين، تم التوجيه بإغلاق بعض المنشآت، موضحاً أن وجود هذه المخاطر يؤثر على سلامة السكان والمبنى في آن واحد. وأضاف المرزوقي «تدعو هيئة أبوظبي للدفاع المدني، ملاك المباني والمستثمرين إلى مراجعة هيئة أبوظبي للدفاع المدني، وذلك للتعاقد مع شركات الصيانة المعتمدة لأنظمة الحريق والسلامة». 
السلامة والوقاية
وأوضح المرزوقي، في حواره مع «الاتحاد»، أن مبادرة المسح الميداني تتمثل في تنفيذ الزيارات التفتيشية على المباني والمنشآت بهدف الوقوف على مدى الامتثال للمعايير الخاصة بالسلامة والوقاية من الحرائق والكوارث الطبيعية. وأكد أن المسح الميداني ذو أهمية كبيرة لأنه يساهم في تحديد المخاطر ومظاهر الممارسات الخاطئة في المباني والمنشآت، ويساعد في تحديد الإجراءات الوقائية اللازمة للحد من حوادث الحرائق والكوارث الأخرى. كما يسهم في تعزيز السلامة العامة وحماية الأرواح والممتلكات.

ولفت إلى أنه منذ إطلاق المبادرة في الثامن من شهر مايو الماضي، باشرت لجان المسح والتفتيش في تنفيذ الزيارات التفتيشية على القطاعات الجغرافية التي تجاوزت 3 آلاف موقع من المباني التجارية والصناعية والخدمية. كما تهتم مبادرة المسح الميداني بتحديد تدابير الوقاية والسلامة في المباني والمنشآت التي تشمل جوانب عدة مثل وجود نظام إنذار حريق فعّال وصالح للعمل، وتوافر مخارج الطوارئ وسبل الهروب، وتوافر أجهزة الإطفاء والمكافحة المناسبة، والحفاظ على أنظمة الكهرباء والأجهزة الكهربائية في حالة جيدة وصالحة للاستخدام، كما ستهتم بالتنسيق مع الشركاء الاستراتيجيين حول تنظيم برامج تدريب الموظفين في المباني على إجراءات السلامة والتصرف في حالات الطوارئ.
أفضل الممارسات
وأشار المرزوقي إلى أنه من خلال الإطار العام لمنظومة المسح الميداني، حددت الهيئة مجموعة من الممارسات والمعايير العالمية المتبعة في نظام عمل المسح الميداني، منها استخدام المعايير الدولية المعترف بها في مجال السلامة والوقاية، مثل معايير (NFPA) الجمعية الوطنية للحماية من الحريق) ومعايير BS (المعايير البريطانية)، وغير ذلك، ويتم تبني أفضل الممارسات في مجال المسح الميداني وفقاً لتوصيات وتوجيهات الهيئات العالمية المختصة في السلامة والوقاية. كما تضمن تحديث وتطوير أساليب العمل وفقاً للتطورات التكنولوجية والتقنيات الحديثة في مجال السلامة.
المخاطر المحتملة
أضاف المرزوقي: «تم تحقيق مخرجات مهمة جداً من جهود لجان المسح والتفتيش على المباني الخدمية والتجارية منذ بدء الحملة بتحديد المخاطر المحتملة وتقييم حالة السلامة في تلك المباني، واتخذت الإجراءات الوقائية الضرورية لتعزيز سلامة المباني وحماية الأرواح والممتلكات، حيث من خلال لجنة تصعيد المخاطر تم التنسيق مع الشركاء الاستراتيجيين في إغلاق بعض المنشآت أو تكثيف جهود التفتيش والمتابعة من قبل المعنيين».
ولفت مدير مبادرة المسح الميداني بهيئة أبوظبي للدفاع المدني، إلى أن أبرز الممارسات الخاطئة التي رصدتها لجان المسح والتفتيش المفاجئ، تتمثل في عدم الامتثال لمعايير السلامة والوقاية في المباني والمنشآت، مثل وجود أجهزة إطفاء غير صالحة للعمل، أو انسداد ممرات الطوارئ، أو تجاوز الطاقة الاستيعابية للمباني، أو عدم وجود عقود صيانة أنظمة الحريق من قبل الشركات المعتمدة لدى هيئة أبوظبي للدفاع المدني. وأكد المرزوقي أن هيئة أبوظبي للدفاع المدني تقدم العديد من النصائح لتعزيز السلامة الوقائية في المباني والمنشآت، مثل التأكد من وجود أنظمة إنذار حريق فعّالة وصالحة للعمل، وتوافر مخارج الطوارئ وتنظيمها بشكل صحيح، وتدريب العاملين على إجراءات السلامة والتصرف في حالات الطوارئ، والحفاظ على صيانة منتظمة للأجهزة الكهربائية والأنظمة الوقائية. كما تهيب الهيئة بملاك المباني والمستثمرين، مراجعة هيئة أبوظبي للدفاع المدني لاستخراج أو تجديد شهادات الاستيفاء لاشتراطات الوقاية والسلامة، والتعاقد مع شركات صيانة أنظمة الحريق المعتمدة. 
مبادرة «المسح الميداني»
هيئة أبوظبي للدفاع المدني، أطلقت بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، مبادرة «المسح الميداني» للتأكُّد من تطبيق تدابير الوقاية والسلامة في المباني والمنشآت في مختلف القطاعات الصناعية والتجارية والخدمية في إمارة أبوظبي. كما أكدت الهيئة الاهتمام بتطوير منظومة الوقاية والسلامة العامة في المباني والمنشآت في مختلف القطاعات الصناعية والتجارية والخدمية في الإمارة، وتطوير وتحديث الحلول التقنية والتكنولوجية المستخدمة في مختلف مجالاتها. يأتي ذلك ضمن جهود الهيئة لتحقيق أهدافها وأولوياتها الاستراتيجية، المتمثلة في تعزيز حماية وسلامة الأرواح والممتلكات في إمارة أبوظبي. ويشارك في المبادرة كلٌ من القيادة العامة لشرطة أبوظبي، ومركز إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث لإمارة أبوظبي، ودائرة البلديات والنقل - أبوظبي، ودائرة الصحة - أبوظبي، دائرة التنمية الاقتصادية -أبوظبي، ودائرة الطاقة – أبوظبي، وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، ودائرة الثقافة والسياحة -أبوظبي، ودائرة التعليم والمعرفة -أبوظبي، ومكتب أبوظبي الإعلامي.