أبوظبي (وام)

 تحتفل دولة الإمارات ودول العالم في 26 يونيو من كل عام باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، لتسليط الضوء على الأزمة العالمية التي تواجهها المجتمعات نتيجة تعاطي المؤثرات العقلية، وللتوعية بمخاطرها وأثرها السلبي على الفرد والمجتمع بأكمله.
واتخذ المركز الوطني للتأهيل شعار (ننهي الوصم.. نعزز الوقاية) هذا العام، لما للوقاية من المخدرات من دور كبير في تجنيب الأفراد والمجتمعات مخاطر الإدمان.
وتسير جهود دولة الإمارات في مكافحة المخدرات وفق استراتيجية شاملة تأخذ بعين الاعتبار هذه القضية التي تشكل خطراً جسيماً يهدد دول العالم أجمع، ولقد عملت الدولة بشكل مستمر على تحديث القوانين والتشريعات الخاصة بمكافحة المخدرات، إضافة إلى الجهود الأمنية والوقائية وعلاجية والتوعية.
ووصلت جهود المركز الوطني للتأهيل في مكافحة الإدمان والمؤثرات العقلية والتوعية بخطرها إلى مستويات متقدمة جداً تضاهي أعرق المؤسسات العالمية، حيث ساهم منذ تأسيسه في رفع معدلات الوعي المجتمعي بمخاطر الإدمان، من خلال برامج وخطط ارتكزت على الإبداع في مواجهة هذا الخطر، وذلك تزامناً مع تطوير خدمات علاجية ودراسات وأبحاث علمية من شأنها تحقيق الأهداف التشغيلية للمركز.
وحقق المركز خلال العام الماضي 2022، والربع الأول من العام الجاري 2023، عدداً من الإنجازات المهمة منها «زيادة السعة الاستيعابية للمركز، حيث ارتفعت من 78 سريراً إلى 90 سريراً بنهاية عام 2022، ووصلت إلى 114 سريراً بنهاية الربع الأول من عام 2023، وتحسين وتطوير قنوات طلب خدمات المركز من خلال منصة تم والموقع الإلكتروني، إضافة إلى التطبيق الذكي والاتصال التليفوني، كما تمت مراجعة وتطوير الإجراءات والبرامج العلاجية لتحسين تجربة المريض والمخرجات العلاجية وزيادة عدد العيادات الخارجية، بهدف استيعاب أكبر قدر من المرضى وخفض قوائم الانتظار، حيث تعتبر العيادات هي المدخل الرئيسي للمرضى، ويتم فيها عمليات تقييم حالات المرضى للتوصية بالخطة والبرامج العلاجية المناسبة للحالة.
ويستعين المركز بأحدث تقنيات التكنولوجيا كعامل مساعد في علاج الإدمان، كالاستعانة بالهواتف الذكية والتطبيقات والبرامج المتوفرة على الشبكة العنكبوتية، وفي المركز تم استخدام التكنولوجيا في عمل مجموعات الدعم باستخدام تقنية الاتصال المرئي، وتوفير المصادر التقنية الموثقة للمرضى وأسرهم، وكذلك يتم عمل متابعات للمرضى عن طريق بعض البرامج المتطورة، والتي تساعد في متابعة المرضي عن ُبعد وهم في منازلهم. ويجري العمل على تطوير برنامج جديد لأول مرة سيستخدم في مراقبة ومتابعة مرضى الإدمان عن بعد، وسيمكن هذا البرنامج الفريق الطبي من التواصل مع المريض ومتابعة العلامات الحيوية له وهو في المنزل، وتقديم المشورة الطبية الآنية.
ويعمل المركز على استحداث عدد من البرامج العلاجية وتقديمها للمرضى، حيث تم استحداث عيادة مختصة للمراهقين «برنامج العيادات الخارجية للمراهقين»، وهي خدمة ديناميكية متخصصة تسعى إلى إشراك الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاماً ويعانون اضطراب استخدام المواد المخدرة، ويتم من خلالها استخدام تقييم شامل متعدد التخصصات، يتناسب مع احتياجاتهم، من خلال تداخلات طبية ونفسية قائمة على الأدلة.
كما تم إنشاء صالة رياضية متخصصة للمرضى، تسهم في العملية التأهيلية وتخدم المرضى حتى بعد الخروج من المركز، وإنشاء مبنى للزوار بحيث يحافظ على سرية المرضى، ويمنحهم المزيد من الخصوصية خلال الدخول والخروج من المركز، ويوفر في الوقت نفسه مكاناً مناسباً للزيارات الأسرية، إضافة إلى خفض عدد أيام الانتظار للحصول على موعد إلى 14 يوماً بحد أقصى.
ويمر المريض في المركز بمراحل عدة للعلاج، فعند حضور المريض للمركز يقوم الفريق الطبي بعمل تقييم شامل للمريض، يتضمن تقييم حالة الإدمان وما إذا كانت هناك أي أمراض نفسية مصاحبة، وكذلك يتم تقييم المريض من قبل الطبيب الباطني للتأكد من خلوه من الأمراض الباطنية أو أي مشكلات طبية، إن وجدت، كما يقوم الفريق باستكمال التقييم النفسي والسلوكي للمريض والتقييم الاجتماعي/الأسري له، وبعد ذلك يتم وضع خطة علاجية متكاملة للمريض بناء على التقييم الشامل.
إنجاز غير مسبوق
حقق المركز إنجازاً غير مسبوق على مستوى منطقة الشرق الأوسط، بحصوله على شهادة معتمدة من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا للمرة الثانية على التوالي، وذلك بعد استيفائه متطلبات المشاركة في برنامج جودة مختبرات العقاقير والمواد المخدرة والسموم، واليوم يوجد المركز الوطني للتأهيل في العديد من اللجان والمشاريع المتعلقة بمكافحة الإدمان والمخدرات على المستويين المحلي والعالمي، ويمتلك تأثيراً حقيقياً في قيادة التوجهات العالمية في هذا الشأن.
كما يمتلك المركز الوطني للتأهيل في مجال البحوث العلمية قائمة طويلة ومتنامية من الأبحاث العلمية التي تعد مرجعاً للكثير من المؤسسات والمختصين.
كل هذه الإنجازات والتي يضاف إليها انضمام المركز إلى شبكة المركز الدولي لنقل التكنولوجيا، الهادفة إلى تطوير وتعزيز قدرات المؤسسات والقوى العاملة التي تقدم خدمات الوقاية والعلاج والتأهيل من تعاطي المخدرات ودعم مرحلة ما بعد العلاج والتعافي.
وأقام المركز الوطني للتأهيل شراكة مع خطة كولمبو، بهدف تعزيز مكانة ودور المركز كمركز إقليمي وعالمي للتميز في كافة المجالات المتعلقة ببرامج التدريب وبرامج الوقاية والكشف المبكر، ونشر معلومات التوعية عبر «الإنترنت» ومواقع التواصل الاجتماعي، وتنظيم أنشطة التوعية من محاضرات في المجالس والمؤسسات التعليمية والمهنية، وتنظيم ندوات افتراضية توعوية للجمهور من خلال منصات الاتصال المرئي.