أحمد شعبان (القاهرة)
ثمَّن خبراء ودبلوماسيون وعلماء دين سرعة استجابة دولة الإمارات للنداء الإنساني بعد الزلزال الذي ضرب المغرب، والفيضانات التي اجتاحت ليبيا جراء الإعصار «دنيال»، وإرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية لكلتا الدولتين الشقيقتين، انطلاقاً من القيم الإنسانية الراسخة للدولة في التضامن العربي والدعم والوقوف مع الأشقاء في الأزمات ومد يد العون للجميع، وهو نهج ثابت منذ تأسيس الدولة.
وكانت الإمارات من أوائل الدول التي سارعت في تقديم المساعدات الإغاثية لكل من المغرب وليبيا، حيث وجَّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتسيير جسر جوي لنقل مساعدات إغاثية عاجلة إلى الأشقاء المتضررين من الزلزال الذي ضرب المغرب الشقيق، وتأتي مبادرة سموه تجسيداً لنهج الدولة في التضامن والوقوف مع الأشقاء ومختلف شعوب العالم في الظروف الصعبة.
وقدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مساعدات عاجلة، ونفذت برنامجاً إغاثياً قدمت خلاله كميات كبيرة من مستلزمات الإيواء والغذاء والاحتياجات الضرورية.
كما سارعت الإمارات بتقديم المساعدات الإغاثية إلى ليبيا بعد الإعصار «دانيال» عبر جسر جوي متواصل، للتخفيف من حدة الوضع الصعب الذي عاشه المتضررون في درنة، عبر المساعدات الإنسانية والإغاثية، وفرق البحث والإنقاذ.
وأشاد رئيس مجلس أمناء مؤسسة «مشوار» التنموية الدكتور صلاح الدين الجعفراوي، بمسارعة الإمارات لإغاثة المنكوبين في زلزال المغرب وفيضانات ليبيا، وأنها كانت سباقة كعهدها دائماً، بإرسال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية والإغاثية، والأطقم وفرق الإنقاذ المؤهلة على مستوى عال، وتسيير جسر جوي لكل من المغرب وليبيا لإغاثة الأشقاء المتضررين من الكوارث الطبيعية، وهذا التوجه ترجمة للدور الإماراتي المتميز والذي يقدره العالم.
وقال الجعفراوي لـ «الاتحاد» إن التحرك في اللحظات الأولى لزلزال المغرب وكذلك في فيضانات ليبيا، ليس الأول ولا الوحيد في هذا المجال، إنما هو نهج الإمارات دائماً في كل الأزمات والكوارث الطبيعية التي تتعرض لها أي دولة أو منطقة في العالم، مثل زلزال تركيا وسوريا، وفيضانات باكستان والسودان، وكانت مؤسسات الإمارات الخيرية والإنسانية والمجتمع المدني في المقدمة بين كل المؤسسات العالمية.
ولفت إلى أن الإمارات تسير على ثوابت تميزها عن بقية الدول، خاصة فيما يتعلق بمساعدة وإغاثة الملهوف، والإقدام والمسارعة بمد يد العون في الكوارث والأزمات، وبالتالي نجدها في كل المواقف الإنسانية على مستوى العالم، وليس بين الدول العربية فحسب.
من جهته، أوضح مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير رخا أحمد حسن، أن تحركات دولة الإمارات جاءت سريعة بتقديم المساعدات للأشقاء في المغرب وليبيا الذين تعرضوا لمأساة أدت لفقدان أعداد كبيرة من الأرواح، وتدمير الممتلكات، وكانوا في حاجة ماسة للإغاثة والإنقاذ والأغذية والأدوية والخيام، وتقدم ذلك انطلاقاً من التضامن مع الأشقاء كما تفعل دائماً. وقال رخا لـ «الاتحاد» إن ما تقوم به الإمارات من عمل إنساني يستحق التقدير، ودائماً نجدها من أوائل الدول التي تسارع في المساعدة أثناء الكوارث والأزمات، لأنه في ظل هذه الظروف تظهر المعادن الثمينة الأصيلة.
بدوره، أشاد أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الدكتور أحمد كريمة بإسراع دولة الإمارات بمساعدة وإغاثة المنكوبين في كل مكان، خاصة المغرب وليبيا، وأن ما تقوم به من أعمال الخير حث عليه الإسلام، وهو نهج تميزت به الإمارات في نفع الإنسانية، وأن أياديها البيضاء امتدت مسرعة دون طلب، بل هي النخوة والشهامة والمروءة ومكارم الأخلاق، والأخوة الإنسانية.
وأوضح أستاذ الشريعة لـ«الاتحاد» أن هذا النهج المبارك لدولة الإمارات له تأصيل في الفكر الإسلامي والعربي معاً، وامتداد لهذا الخُلق النبيل الرشيد، وما حل بأشقائنا في المغرب وليبيا، كانت الإمارات في مقدمة المسارعين في الخيرات إليه.
ويرى رئيس لجنة الشؤون الأفريقية السابق بمجلس النواب المصري الدكتور سيد فليفل، أن مسارعة الإمارات في النجدة، ومد يد العون في الأزمات والكوارث، وتقديم المساعدة وأعمال الإغاثة، وما قدمته للمغرب وليبيا وغيرها من الدول الشقيقة والصديقة، تنبع من كونها تعتبرها واجباً أخوياً وأخلاقياً وإنسانياً.
وقال فليفل لـ «الاتحاد» إن ما تعرضت له ليبيا والمغرب كان يستدعي السرعة في النجدة والإغاثة والمساعدات النوعية، وهذا ما فعلته الإمارات، واستجابت قيادتها الرشيدة الحكيمة لنداء الواجب قبل أن يتم طلب ذلك منها، وانطلقت جهود الإغاثة محمولة جواً بكل الاحتياجات الضرورية والعاجلة وفرق الإنقاذ والإغاثة.