طه حسيب (دبي)

خلال اليوم السادس، من فعاليات «كوب28»، نظم بنك التنمية الكاريبي حلقة نقاشية عن «تسريع تحولات الطاقة في منطقة الكاريبي»، وشاركت فيه «كيرين جيمس» وزيرة المرونة المناخية والبيئة والطاقة المتجددة في غرينادا. 
«الاتحاد» التقت «كيرين» لاستطلاع رؤيتها تجاه «كوب28»، وتطلعات الدول الجزرية الصغيرة لمخرجات القمة المناخية. أشارت «كيرين» إلى أنه تم تعيينها، في منصب وزيرة المرونة المناخية والبيئة منذ 18 شهراً بعد فوز حزبها في الانتخابات لتشكيل الحكومة، وهي عضوة في البرلمان عن «سانت جون». 
وقالت وزيرة البيئة  في غرينادا: «أريدكم أن تدركوا أنه فيما يتعلق بالمناخ، يمكننا أن نفعل المزيد في مجال الطاقة». ولفتت الانتباه إلى أنه لا يوجد الكثير من الشباب منخرطين في هذا العمل، وعلى الرغم ومع ما حققناه في مجال المناخ والطاقة المتجددة لم يكن لدينا الكثير من الشباب على الطاولة.
لذلك أعتقد أنني محظوظة، ويشرفني أن تتاح لي هذه الفرصة لتمثيل دولة نامية صغيرة ولإظهار للشباب الآخرين أنه يمكننا أن نكون في هذه المناقشة أيضاً، وأنه ليس من الضروري أن تكون لدينا الخبرة، لا ينبغي لنا ذلك. لا يجب أن يكون لدينا سنوات طويلة من الخبرة للمشاركة في إحدى اللجان، لأننا في نهاية المطاف نعاني آثار تغير المناخ، ونفهم مدى تكلفة الطاقة، وعلينا التنفيذ والتعبئة والتكيف مع تغير المناخ، إذاً لم لا نقوم بهذا العمل؟
وتتساءل «كيرين»: لماذا نبقى في نهاية الركب؟ وترفض  الركون إلى حجة أننا لا نملك الخبرة في مجال معين. وتفتخر «كيرين» بمشاركتها في «كوب28» ورئاستها لوفد بلادها في القمة المناخية الأكبر في عام 2023. 
وأكدت وزيرة المرونة المناخية والبيئة والطاقة المتجددة في غرينادا، أن بلادها ليست من أكبر مصدري انبعاثات الكربون، بل الدول الأكبر هي التي تنبعث منها كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري، وأن بلادها تسهم بنسبة ضئيلة في الانبعاثات. يكون لدينا صوت، وليس كأفراد، ولكن كمجموعة، أقول: نريد العدالة، ونريد التعويض عن الأضرار التي نعانيها بسبب الكوارث الطبيعية. لذا فإن وجودي هنا في «كوب28» فرصة.
وأكدت وزيرة المرونة المناخية في غرينادا أن «كوب28» أثبت أنه مؤتمر للعمل المناخي الجاد، وقالت: «رأينا المساهمات والتعهدات المقدمة لصندوق الخسائر والأضرار الذي بدأ طرحه خلال كوب27 في العام الماضي». وأضافت: «إنني متحمسة لقيادة وفد قوي للغاية، حيث إن فريقي يضم مسؤولين من وزارات مختلفة، ولديه ممثلون عن وزارات الزراعة، وقطاعات الاقتصاد، ولدينا ممثلون عن الصحة، ولدينا ممثلون عن الشباب، ومفاوضون ذوو خبرة ومفاوضون جدد. إنها فرصة لنا لتحقيق أهدافنا وإسماع صوتنا للتعبير عن وجهة نظرنا، كما أنها فرصة للعودة إلى بلدنا وتنفيذ ما رأيناه هنا في المؤتمر». 

الإمارات إنجازات محفزة
وقالت «كيرين جيمس»: إن الإمارات أحرزت إنجازات تجعلنا نأتي إلى هذا المؤتمر وأعطتنا بعض التمويل، ونأمل أن نتمكن من الاستفادة من هذا. شكراً لدولة الإمارات العربية المتحدة على المساهمات والفرصة التي قدمتها لنا؛ لأن الإمارات مكان تزدهر فيه التكنولوجيا وابتكارات تتأهب للمستقبل. ويمكننا الاستفادة من تجربتها؛ لأنها  نموذج يناسب هدفنا في منطقة البحر الكاريبي، وأعتقد أن هذا هو المكان المناسب لنا للالتزام بتغير المناخ، وهو شيء أتطلع إليه في العام المقبل لنقل التعهدات إلى العمل والالتزام الكامل. لذلك أعتقد أنه ليس بالنسبة إلينا فقط، وليس فقط بالنسبة لجرينادا ولكن أيضاً بالنسبة للدول الصغيرة، فقد قدمت المملكة المتحدة تعهدات وتعهد عدد كبير من الدول المختلفة بالمساهمة في صندوق الخسائر والأضرار، لذا يعد هذا إنجازا هائلاً بالنسبة لنا. لقد مضى أكثر من 20 عاماً وهم يطالبون بصندوق الخسائر والأضرار، وأخيراً لدينا تلك البنية.

نموذج «كارياكو»
وأضافت  «كيرين جيمس»: لدينا في جرينادا حالياً عدد كبير من المشاريع في مجالات متنوعة مثل المرونة المناخية، وإدارة المناطق البيئية والساحلية، وتآكل السواحل، لذلك لدينا حالياً مشاريع تعمل بالطاقة الشمسية تبلغ نحو 800 كيلووات في جزيرة كارياكو، الواقعة على بعد نحو 50 كيلومتراً شمال جزيرة غرينادا.. ما نقوم به هو أننا نستبدل 15% من مدخلات الديزل التي نحصل عليها داخل كارياكو إلى الطاقة النفطية.
وأشارت وزيرة المرونة المناخية في جرينادا إلى أن «كارياكو» هي واحدة من ثلاث جزر في دولة غرينادا، لذلك نحن متحمسون لأنه يمكننا استخدام هذا المشروع كمشروع تجريبي لأن لدينا تفويضاً لتنفيذ خطة التكيف الوطنية للمساعدة في استخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100% بحلول عام 2040.
إذن، تبلغ النسبة الآن 15% فقط، ولكن إذا فعلنا ذلك بنجاح وبشكل صحيح، فلدينا فرصة للذهاب والحصول على المزيد من الأموال لتوسيع نطاق العمل، لذا فإنني متحمسة لأننا سنبدأ في هذه الخطة في غضون أسابيع قليلة، ونرى كيف ستسير الأمور والحصول على التفاصيل كافة.

طاقات متجددة
وأضافت: لدينا مشروع للطاقة الحرارية الأرضية بقدرة 15 ميجاوات. نحن نقدر الطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية. لكن الطاقة الحرارية الأرضية تستغرق سنوات أطول بكثير، لكن مشاريع الطاقة الشمسية تستغرق وقتاً أسرع.

غرينادا
 دولة جزرية في جزر الهند الغربية بالبحر الكاريبي، وتقع على  الطرف الجنوبي من سلسلة «جزر غرينادين». تتكون غرينادا من جزيرة غرينادا نفسها وجزيرتين صغيرتين وهما كارياكو وجزر المارتنيك والعديد من الجزر الصغيرة الأخرى الواقعة شمال الجزيرة الرئيسة.