أحمد شعبان (نيويورك)

قدمت البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، في نيويورك، إحاطة حول مخرجات مؤتمر الأطراف COP28 الذي احتضنته الدولة خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر الماضيين، مؤكدة أن القمة أسفرت عن قرارات مفصلية ومبادرات هادفة، بما شمل نصاً تاريخياً يلزم الدول بالانتقال وللمرة الأولى عن الوقود الأحفوري. 
وانضم السفير محمد أبو شهاب، نائب المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، إلى السفير ماجد السويدي، المدير العام، الممثل الخاص لرئاسة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف، ورزان المبارك، رائدة الأمم المتحدة للمناخ لمؤتمر COP28، وسيلوين هارت، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، لتقديم الإحاطة حول مخرجات مؤتمر الأطراف في الإمارات.
وأكدت البعثة خلال الإحاطة أن التوافق الذي حققته دولة الإمارات يمهد الطريق للعمل الموحد، وإقرار صندوق للخسائر والأضرار، لمساعدة الأشخاص الأكثر عرضة لتأثيرات التغير المناخي.
وحقق مؤتمر المناخ COP28 نجاحاً كبيراً على مستوى دول العالم عامة، وقارة أفريقيا خاصة، حيث حقق مكتسبات واستجابة عالمية أكبر لاحتياجات وزيادة وتيرة تمويل التكيف مع التغيرات المناخية في القارة، وبناء القدرة على الصمود.
وأوصى المؤتمر بتقديم تقنيات زراعية مقاومة للمناخ لنحو 20 مليون مزارع في أفريقيا، وإعادة تأهيل مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، وتوفير المياه والصرف الصحي والخدمات الصحية لنحو 18 مليون شخص، وتنفيذ ممارسات زراعية ذكية مثل الزراعة المتجددة، والإدارة المتكاملة لخصوبة التربة، والري بالطاقة الشمسية.
وأسهمت الإمارات بتمويل جديد يُقدر بـ100 مليون دولار لصالح مشروعات الحفاظ على الطبيعة والمناخ، باستثمار أولي بقيمة 30 مليون دولار لدعم خطة حكومة غانا المعنية بالمرونة المناخية في غانا.
وخلال COP28، أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» عن خططها لتطوير مشاريع طاقة متجددة بقدرة 10 جيجاواط في 6 دول بمنطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، مما يمثل توسعاً متسارعاً في أنشطة الشركة الرائدة في مجال الطاقة النظيفة، ويدعم مبادرة التصنيع الأخضر في القارة.
وتستثمر دولة الإمارات في الطاقة الجديدة والمتجددة في أماكن عدة في العالم على رأسها قارة أفريقيا، حيث أعلنت في عام 2023 عن خطط للاستثمار بـ4.5 مليار دولار في مجال الطاقة النظيفة في أفريقيا.
واعتبر نائب رئيس المجلس المصري الأفريقي السفير صلاح حليمة، أن من المخرجات المهمة والإنجازات الكبيرة لـ«COP28»، الاتفاق التاريخي الذي يهدف إلى الاتجاه نحو تخفيض استهلاك الوقود الأحفوري في العالم، وقد كانت هذه القضية محل خلاف كبير في مؤتمرات المناخ السابقة، إلا أن هذا الاتفاق يدفع نحو زيادة فرص الاستثمار في الطاقة الجديدة والمتجددة، وبالتالي تستفيد منه أفريقيا بشكل كبير.
وأوضح حليمة لـ«الاتحاد»، أن أبرز المكاسب التي حصلت عليها أفريقيا من «COP28»، فرص التمويل للتكيف مع احتياجات وتداعيات تغيرات المناخ، مشيداً بتفعيل صندوق التعويضات عن الأضرار والخسائر وتمويله بملايين الدولارات في قمة الإمارات، بالإضافة إلى الصناديق الأخرى مثل التمويل الكبير الذي أعلنت عنه الإمارات بـ100 مليون دولار، وزيادة فرص الوفاء بتعهدات الدول الغنية، والذي يعد مكسباً كبيراً.
وأشاد حليمة بتعهد الكثير من الشركات بانخفاض استخداماتها الخاصة بالانبعاثات الكربونية، معتبراً هذه إنجازات كبيرة جداً، ونقطة تحول في مواجهة تداعيات المناخ خاصة في القارة الأفريقية، التي تعد الأكثر تضرراً والأقل سبباً في الانبعاثات.
وشدد حليمة على أهمية مخرجات COP28 المتعلقة بالاستثمارات في قضايا الأمن الغذائي في أفريقيا، وكان هناك اهتمام بالتمويل بمجال الطاقة الجديدة والمتجددة، إذ تعتبر من المكاسب الكبيرة لصالح الدول الأفريقية.
ومن جانبه، قال أستاذ البيئة بجامعة عين شمس ومؤسس منتدى علماء العرب الدكتور وحيد محمود إمام، إن مؤتمر التحفيز والطموح سعى لمضاعفة الطاقة الجديدة والمتجددة في العالم 3 مرات في 2030، ومنها أفريقيا، لافتاً إلى أن الإمارات أنشأت من أجل ذلك صندوق الحلول المناخية بـ100 مليون دولار، وبدأ في تلقي الأموال، وخرجت مبادرات فاعلة وناجحة من مؤتمر المناخ.
وأوضح وحيد، لـ«الاتحاد»، أن الدول الأفريقية تسعى للحصول على التمويل خلال عام رئاسة الإمارات لمؤتمر الأطراف، بالإضافة إلى الحصول على تكنولوجيا الطاقة الشمسية، والهيدروجين الأخضر، حيث سعت مصر والمغرب للاستثمار فيه.
وأشار إلى أن أفريقيا تتمتع بموارد طبيعية تؤهلها لتوطين الطاقة الجديدة والمتجددة مثل مصبات الأنهار والبحيرات ومساقط المياه، منوهاً إلى أنه في مؤتمر تغير المناخ في نيروبي، وهو أول مؤتمر أفريقي مناخي استعداداً لـ«COP28»، طالبت 53 دولة بتفعيل صندوق المناخ الأخضر، وزيادة التمويل للتكيف مع التغيرات المناخية، ومضاعفة الطاقة الجديدة والمتجددة، وانتقال أفريقيا للاقتصاد الأخضر.