أبوظبي (الاتحاد)
أُعلن في اليوم الرابع للمؤتمر العالمي الثاني عشر للتربية البيئية 2024 الذي عقد بمركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك»، عن خريطة طريق أبوظبي، وهي خطة عالية المستوى وَضعت الخطوط العريضة للتوصيات العالمية لتعزيز التربية البيئية والتعليم من أجل التنمية المستدامة. 
وتتويجاً لأربعة أيام من المناقشات وورش العمل والفعاليات النشطة، وَضَعت خريطة الطريق أساسات العمل المطلوب تنفيذه لتحفيز وتنشيط الجهود المبذولة في مجال التربية البيئية والتعليم من أجل التنمية المستدامة، والتي تركز على معالجة أزمة الكوكب الثلاثية.
وعلقت د. شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: «تمثل خريطة طريق أبوظبي لحظة محورية نحو مستقبل أكثر استدامة ومرونة، حيث تؤكد التزام دولة الإمارات بتعزيز كفاءة الطاقة للمساعدة في تحفيزنا بشكل أكبر في تلك الرحلة، وكان المؤتمر العالمي للتربية البيئية 2024 بمثابة مرحلة ديناميكية للكشف عن هذه الخطة البيئية.. إن الكم الهائل من المعرفة المكتسبة والأفكار التي ألهمتنا خلال المؤتمر هي أمثلة مناسبة لقوة المبادرات التعليمية، والآن، ستستمر خريطة الطريق في دفعنا في عملنا المستمر نحو مستقبل أكثر استدامة».
وُضعت الخريطة بمساهمة من مجموعة من المنظمات والمؤسسات المعنية بمجال التربية البيئية، بما فيها اليونسكو والاتحاد الدولي لحماية الطبيعة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة «يونيب»، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة التغير المناخي والبيئة، ودائرة التعليم والمعرفة - أبوظبي، وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، إلى جانب مجموعة من الخبراء العالميين في مجال التربية البيئية.
جلسة خاصة
وقدم أحمد باهارون، المدير التنفيذي لقطاع إدارة المعلومات والعلوم والتوعية البيئية في هيئة البيئة - أبوظبي، خريطة الطريق في جلسة خاصة في اليوم الرابع للمؤتمر العالمي الثاني عشر للتربية البيئية 2024، وشدَّد خلال الإعلان عن الخريطة بقوله: «لقد ساعَدَت جميع النقاشات التي جرت خلال المؤتمر في إثراء خريطة طريق أبوظبي، والتي يعود تاريخ إنشائها إلى مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ «COP28»، حينما ترددت أصداء الدعوات العاجلة للعمل ولبذل الجهود المكثفة في مجال التربية البيئية والتعليم من أجل التنمية المستدامة لمواجهة «رمز أحمر للإنسانية» والمتمثل في أزمة الكوكب الثلاثية».
جمع المهتمين
وتأكيداً على أهمية الإعلان عن خريطة أبوظبي، قالت جوليا هيس، رئيسة فريق التعليم والتنمية المستدامة في اليونسكو: «نجح المؤتمر العالمي للتربية البيئية 2024 في جمع المهتمين بمجال التعليم البيئي العالمي، والتعليم من أجل التنمية المستدامة على مستوى العالم، وكان هذا الحدث بمثابة منصة لتبادل الأفكار والابتكارات وآخر التطورات في هذا المجال. ويهدف مجتمع الممارسات العالمي إلى تحويل التعليم لدعم مستقبل أكثر استدامة ليس فقط على المستوى الدولي، ولكن أيضاً على المستوى الإقليمي من خلال شبكة مراكز الخبرة الإقليمية، وعلى مستوى الدولة من خلال تطوير مبادرات التعليم الشاملة من أجل التنمية المستدامة 2030».

التوصيات
وتشمل التوصيات الرئيسية الحاجة إلى تسريع وتيرة ونطاق التربية البيئية والتعليم من أجل التنمية المستدامة، وضمان اعتبارهما عنصرين بارزين في جداول الأعمال الوطنية والعالمية. كما تُعَدُّ إزالة العوائق بين التربية البيئية والتعليم من أجل التنمية المستدامة توصية مركزية أخرى، حيث تسلط خريطة الطريق الضوء على الطبيعة الأساسية للفعاليات كالمؤتمر العالمي للتربية البيئية في تعزيز تكامل أفضل وتعظيم تأثير الأهداف المشتركة.
وتشجع الخطة على تسخير الذكاء الاصطناعي والتقنيات الذكية للمساعدة في تحقيق الأهداف البيئية، مع التشديد على أهمية وضع الأخلاق والقيم في صميم التربية البيئية والتعليم من أجل التنمية المستدامة للمساعدة في تعزيز الروابط العاطفية بين المجتمع والطبيعة. واعترافاً بتعقيدات يومنا هذا، تعرض خريطة الطريق توصيات للتعلم التقييمي بصفته ميزة لتحسين فعالية إشراك التربية البيئية والتعليم من أجل التنمية المستدامة والجمع ما بين المهارات الخضراء والوظائف الخضراء لدفع التنمية المستدامة بصورة فاعلة.
إجراءات عدة
وفي معرض حديثه عن مساهمة أبوظبي في خريطة الطريق العالمية، قال أحمد باهارون:« تُحدد خريطة الطريق العديد من الإجراءات الرئيسية التي تعالج تغير المناخ وإدارة النفايات وفقدان التنوع البيولوجي، والتي يمكن تنفيذها من قبل الدول والمجتمعات في كل أنحاء العالم. وفيما يتعلق بالتنفيذ بالنسبة لأبوظبي، فإننا نشارك بفاعلية في المبادرات العالمية كشراكة التعليم الأخضر مع اليونسكو، إلى جانب توسيع البرامج المحلية كمبادرة المدارس المستدامة بحيث تغطي كل المدارس. كما تشمل جهودنا الخاصة بمعالجة النفايات تعزيز التدوير وتنفيذ تدابير كالحظر الأخير المفروض على المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة، والتي تكملها حملات توعية لتحفيز التغيير السلوكي».
وأوضح أنه من أجل مكافحة فقدان التنوع البيولوجي، تتعاون أبوظبي مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومع شركاء مثل أكاديمية إعادة الحياة البرية بهولندا، ومنظمة بلانت فور بلانيت في ألمانيا، استجابة للتحدي 6.3 – التعليم حول خطة عمل عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظام الإيكولوجي، وتعزز هذه الجهود بصورة أوسع عبر خطط لإنشاء مركز خبرة إقليمي للتعليم من أجل التنمية المستدامة بأبوظبي. وبالإضافة إلى ذلك، يؤكد التعاون الوثيق مع شركاء كالاتحاد الدولي لحماية الطبيعة على تفاني أبوظبي في تطوير توصيات التعلم القائم على الطبيعة.
واختتم باهارون داعياً العالم للانضمام إلى خريطة طريق أبوظبي ومساعدتنا في تنفيذ توصياتها المستمدة من العديد من التجارب والخبرات قائلاً: «إننا نبحث عن شركاء ومجالات تعاون وشبكات للمساعدة في ربط الناس وإيجاد غدٍ أفضل».
رحلات ميدانية
وعمل اليوم الرابع على وضع نهاية لأربعة أيام من المحادثات النشطة وتبادل المعرفة، والتي أَسَّست لاستكشاف المواقع البيئية والتعليمية بأبوظبي عبر سلسلة من الرحلات الميدانية في اليوم الخامس، ودمج النظرية بسلاسة في تجارب عملية.
وقبل إعلان خريطة الطريق، شارك المتحدثون الرئيسيون الذين تناولوا مواضيع المؤتمر العالمي الثاني عشر للتربية البيئية 2024، أنطونيلا باتشيوري، أستاذة تدريس علم الأحياء والتربية البيئية في جامعة بارما بإيطاليا وريتشارد بيري، رئيس اللجنة الاجتماعية العلمية وديفيد زاندفليت، الأستاذ بجامعة سيمون فريزر بفانكوفر بكندا، وجاياتري راغوا، كبير مستشاري التعليم البيئي في برنامج الأمم المتحدة للبيئة بالهند، في تلخيص نتائج هذه الفعالية، عبر معالجة التحديات التي جرى تحديدها في النقاشات على مدار الأيام الأربعة، وتسليط الضوء على الأبعاد التي يجب أخذها بعين الاعتبار والأهداف الجماعية للتربية البيئية ووسائل تحقيقها.
وتمهيداً لجهود التعليم البيئي المستقبلية، صدر إعلان حول المؤتمر العالمي الثالث عشر للتربية البيئية، والذي من المقرر أن ينعقد في مدينة بيرث في أستراليا، وهو ما يَعِد بمزيد من المشاركة والتقدم في مجال التربية البيئية.
استجابة فورية 
قال عبد المجيد حداد، نائب المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، مكتب غرب آسيا: «يعدّ التعليم من الوسائل الرئيسة لتحقيق مستقبل مستدام. تشكّل أزمة الكوكب الثلاثية خطراً واضحاً وقائماً يتطّلب عملاً منسَّقاً وتعاونياً. تسترشد استراتيجية برنامج الأمم المتحدة للبيئة بأزمة الكوكب الثلاثية. وسرّنا كثيراً أن نلمس تركيز هيئة البيئة – أبوظبي على هذه الأزمة، ونعاين نجاحها في الحصول على استجابة فورية من المعنيين بمجال التربية والتعليم البيئي من جميع أنحاء العالم، لاتخاذ إجراءات تعاونية من شأنها المساهمة في معالجة هذه الأزمة في المؤتمر العالمي الثاني عشر للتربية البيئية الذي استضافته أبوظبي».