واشنطن دي سي (وام)

استضاف معالي يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأميركية حفلاً بمناسبة تعزيز التعاون بين وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الفضاء الأميركية (ناسا) والمجلس الوطني الأميركي للفضاء.
وأكد كبار المسؤولين المشاركين التزامهم المشترك بتوسيع التعاون العلمي والتقني في مجالات استكشاف الإنسان للفضاء وأبحاث الطيران وتعزيزها.
وبناءً على الإعلان الأخير بأن الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة ستعملان معاً لدعم المحطة القمرية، وهي أول محطة فضائية قمرية للإنسانية أشاد بيل نيلسون رئيس وكالة ناسا بهذه الشراكة العميقة بين البلدين مؤكداً أن الشراكة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة قوية وفي نمو متزايد وقال: «نحقق معاً قفزات عملاقة في مجالات العلوم والتقنية، الأمر الذي من شأنه تعزيز حملة أرتميس ومستقبل استكشاف الإنسان للفضاء».
بوابة المحطة القمرية
وبهذه المناسبة أعرب معالي العتيبة عن سعادته بهذا الإنجاز وقال:«تفتخر دولة الإمارات العربية المتحدة بالعمل مع الشركاء في كافة أنحاء الولايات المتحدة للبناء على المعرفة الإنسانية والفهم المشترك للكون، ومن بوابة المحطة القمرية إلى مشروع استكشاف المريخ تستمر الشراكة بين بلدينا في النمو يوماً بعد يوم حيث تتجاوز طموحاتنا المشتركة عنان السماء».
وتمكنت دولة الإمارات من خلال التعاون مع وكالة ناسا والمؤسسات البحثية الأميركية وصناعة الطيران من تطوير برنامج فضائي متميز حقق إنجازات ملحوظة في إطار زمني قصير نسبياً.
ففي عام 2021 انطلق مسبار الأمل المريخي الإماراتي بنجاح Emirates Mars Mission وتمكن من الدوران حول الكوكب الأحمر وساهم في تقديم تصور للغلاف الجوي لكوكب المريخ بصورة تعد الأكثر تفصيلاً على الإطلاق.
أول رائد فضاء إماراتي
تجدر الإشارة إلى أن هناك تعاوناً بين مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة ناسا في برامج رحلات الإنسان للفضاء، ففي عام 2019 أصبح هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي يشارك في مهمة فضائية قصيرة إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، وتعاون خلالها مع وكالة ناسا لإجراء تجارب تعليمية وتوعوية.
كما شارك رائد فضاء إماراتي ثانٍ وهو معالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، في الرحلة التي انطلقت عام 2023 إلى محطة الفضاء الدولية كجزء من مهمة Space X Crew-6 التابعة لوكالة ناسا التي تقود البحث العلمي لتعزيز المعرفة الإنسانية وتحسين الحياة على كوكب الأرض.
امتدت فترة عمل معالي النيادي إلى ستة أشهر قضاها على متن محطة الفضاء الدولية، وكانت بمثابة أول مهمة فضائية طويلة الأمد في العالم العربي، وهو أول رائد فضاء عربي يقوم بمهام السير خارج المحطة الفضائية.
وتعكف دولة الإمارات بالتعاون مع مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة ناسا في مدينة هيوستن على برنامج لتدريب مرشحين اثنين إضافيين لكي يصبحا رائدا فضاء، وهما نورا المطروشي ومحمد الملا.
استكشاف الفضاء
من جانبه قال رائد الفضاء معالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي وزير دولة لشؤون الشباب «إن شراكتنا مع الولايات المتحدة، في مجال استكشاف الفضاء، تشهد على ما يمكن أن يحققه توحيد الجهود بين البشر من أجل بلوغ هدف محدد.. معاً بدأنا مسيرة تتخطى كل الاختلافات، وتؤسس لعصر من الاستكشاف والابتكار.. النجاحات التي حققناها في مهمات الفضاء وشراكاتنا في مجال التكنولوجيا، تعكس رؤية والتزام بلدينا بتعزيز التقدم المعرفي بهدف خدمة البشرية.
التعاون بين البلدين
وأوضح سالم بطي القبيسي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء أن التعاون الدولي في مجال الفضاء بما في ذلك الشراكة بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات يعتبر أمراً أساسياً للإنجاز العلمي والتقدم وقال: «تهدف شراكتنا مع وكالة ناسا وإدارة الطيران الاتحادي والعديد من المؤسسات البحثية الأميركية إلى تعزيز التعاون بين البلدين في تلك المجالات ودعم رؤيتنا المشتركة واستراتيجيتنا لتعزيز السلامة والأمن في مجال الفضاء، فضلاً عن توسيع نطاق البحث العلمي الدولي وتطوير تقنيات جديدة تساهم في تحسين حياة البشر».
تدريب رواد الفضاء
وقال سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: «تتمحور شراكة دولة الإمارات العربية المتحدة مع الولايات المتحدة في مجال استكشاف الفضاء حول الإيمان الراسخ بأن التعاون هو الأساس للتقدم في هذا القطاع.. امتدت جهودنا المشتركة من تدريب رواد الفضاء إلى المهام الرائدة بين الكواكب.. وتتبلور جهود هذا التعاون من خلال شراكتنا مع وكالة ناسا في تطوير وحدة معادلة الضغط الإماراتية لمحطة بوابة الفضاء القمرية.. وفي ظلّ التطلعات المستقبلية نتذكر أنه من خلال التعاون والرؤية المشتركة، يمكننا تحقيق المزيد من الإنجازات، وبناء إرث من الابتكار والاكتشاف للأجيال القادمة».
ارتميس
تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة من بين الموقعين الأصليين على اتفاقيات Artemis Accords ارتميس في عام 2020 وهي مجموعة عملية من المبادئ الإرشادية للتعاون في استكشاف الفضاء بين الدول المشاركة في برنامج وكالة ناسا لاستكشاف القمر في القرن الواحد والعشرين.
تضمن الحدث سلسلة من المناقشات شارك فيها كبار المسؤولين الحكوميين الممثلين لقطاعي الفضاء الأميركي والإماراتي، وكان من بين المشاركين رواد فضاء إماراتيون وخبراء من البلدين.
رحلات الفضاء البشرية 
قال شيراج باريك الأمين التنفيذي للمجلس الوطني للفضاء في الولايات المتحدة «إن الشراكة المتنامية بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات تتجاوز رحلات الفضاء البشرية وغرفة معادلة الضغط إلى مستوى مراقبة الأرض، والمرونة المناخية، واستكشاف المريخ، وحزام الكواكب الصغيرة على سبيل المثال وليس الحصر».
وأضاف: «تفتخر الولايات المتحدة أيضا بأن شراكتنا مع دولة الإمارات تشمل الاستخدام الآمن والمسؤول للفضاء من خلال اتفاقيات ارتميس وهناك إمكانيات لا حصر لها للتعاون بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات في مجال الفضاء ونحن فخورون بصداقة وتعاون شركائنا الإماراتيين دوماً».
الحضور
حضر الحفل عدد من الدبلوماسيين والمسؤولين الحكوميين الحاليين والسابقين، إضافة إلى بعض العلماء والمسؤولين التنفيذيين في مجال الفضاء.