سامي عبد الرؤوف (دبي) 

شهد اليوم الأول للدورة السابعة والعشرين لمسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، انطلاقة قوية ومنافسات كبيرة بين المتسابقين الستة الذين خاضوا الاختبارات أمام لجنة التحكيم الدولية، وذلك مساء أمس الأول في ندوة الثقافة والعلوم بدبي. 
وأكد متابعون متخصصون أن انطلاقة الدورة الحالية تميزت بالعديد من الأمور، أبرزها تنافس المتسابق الإيطالي على مراكز متقدمة من بين أكثر من 70 مرشحاً لخوض التصفيات النهائية للدورة الحالية، بالإضافة إلى وجود جمال في أصوات العديد من متسابق البداية، مثل المتسابق الأردني الذي تميز بصوت عذب وجميل وقراءة خاشعة. 
وبرز في اليوم الأول للمسابقة، المتسابق أحمد خبيب ساهي ممثل إيطاليا الذي أدى جميع الأسئلة «خمسة أسئلة» من دون أن يقع في أي خطأ ظاهر يتعلق بالحفظ، وتمكن من إسكان أجراس لجنة التحكيم الدولية التي وضعت أقلامها ولم تقيد عليه ملاحظات، واكتفت بالاستماع إلى تلاوته التي تميز بالخشوع وحسن الأداء. 
ومتسابق إيطاليا هو طالب في السنة الثالثة بكلية الطب، ولد في إيطاليا من أصول باكستانية، شجعه والداه على حفظ القرآن الكريم، شارك في مسابقة ليبيا سنة 2023م، ومسابقة كرواتيا سنة 2019م، بدأ حفظ القرآن الكريم بسن الخامسة وختمه في الحادية عشرة. 
واستطاع أن يكون متسابق إيطاليا هو المفاجأة الأولى للدورة الحالية، وضمن للجاليات المقيمة في الغرب أحد مراكز الصدار بين الدول المشاركة. 
أمثلة تحتذى 
كما كان المتسابق عبد الله جمال حسين البيراوي، ممثل الأردن، بين الأفضل في اليوم الأول للمسابقة، بصوته الندي والجميل إلى حد جذب المستمع إلى معايشة الآيات وتدبر معانيها من شدة عذوبة الصوت وحسن الترتيل. 
وولد المتسابق الأردني في السعودية، وحفظ القرآن في أحد مساجد جدة، وبدأ الحفظ بسن الرابعة عشرة، وختمه في التاسعة عشرة، ولديه أخ وأخت حافظان لكتاب الله تعالى أيضاً، ويدرس في السنة الثالثة في تخصص العلاج الطبيعي. 
وشارك في مسابقة «خيركم» التي تقام على مستوى جدة، وبعدها أخذ سنداً في رواية شعبة وورش رغم عودته إلى الأردن لاستكمال الدراسة فيها.
أما ثالث المتسابقين أداء، فكان الأمين موسى ممثل الكاميرون، والبالغ أربعاً وعشرين سنة، درس في معهد للقرآن الكريم، ولديه خلوة قرآنية يحفّظ فيها القرآن الكريم لنحو مائة وعشرين طالباً في مدينة دوالا. 
وشجّعه معلّمه على حفظ القرآن الذي بدأه بسن السادسة وختمه في العاشرة بطريقة اللوح، لا سيما أنه فقد والده منذ صغره وتولى القيام بأمور إخوته الثلاثة عشر رغم أنه يصغرهم سناً. 
وتقدم في اليوم الأول أمام لجنة التحكيم في الحفظ برواية حفص عن عاصم كل من: الأمين موسى من الكاميرون، معاذ بن محمد راضي من ماليزيا، عبدالله جمال حسين البيراوي من الأردن، أحمد خبيب ساهي من إيطاليا، محمد حسان أشرف سورمالي من موريشيوس، مظاهر شعيب بيطؤ من الفلبين.
الأفضل  
كان قد بدأ اليوم الأول للمسابقة، بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم لفضيلة الدكتور سعيد إبراهيم محمد النمارنة، عضو لجنة تحكيم المسابقة، وألقى فضيلة الدكتور عبدالله محمد سليمان الجارالله، رئيس لجنة تحكيم المسابقة كلمة الافتتاح، أثنى فيها على الفعاليات القرآنية التي يشارك فيها ممثلو 70 دولة من أنحاء العالم في هذه الدورة. 
وأكد أن الجائزة امتداد لجهود كبيرة ومنجزات فاخرة امتدت لأكثر من 27 عاماً في خدمة كتاب الله وحفظته، وبرعاية كريمة وعناية سخية من راعي الجائزة، وداعمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، حتى غدت الجائزة محط الأنظار وموئل الآمال، ومثالاً يحتذى به في كل الأقطار، ومرجعاً مهماً للمؤسسات القرائية وللعاملين في تحكيم المسابقات القرآنية الدولية.