مريم بوخطامين (رأس الخيمة) 

تمكن فريق طبي متخصص في مستشفى صقر برأس الخيمة، التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، من إنهاء معاناة طفلة تبلغ من العمر 9 سنوات، واجهت صعوبات في الأكل والشرب نتيجة وجود انسداد معوي تسبب لها بحالة من الاستفراغ الدائم للشراب والطعام لمدة طويلة؛ نتيجة وجود كتلة شعر يصل وزنها إلى أكثر من كيلوجرام ونصف الكيلوجرام داخل منطقة المعدة.
بدايةً، قال الدكتور هيثم الطنطاوي، استشاري جراحة الأطفال في مستشفى صقر برأس الخيمة الذي أجرى الجراحة للطفلة: إن مشكلة الانسداد المعوي تسبب أزمات كثيرة للمعدة والأمعاء الدقيقة والغليظة، والتي تؤثر بشكل طردي على الصحة العامة للجسم، مبيناً أن هناك مسببات عديدة لمشكلة الانسداد المعوي، ولكن مسببات الحالة التي تم علاجها كانت غريبة ومرتبطة بحالة سلوكية ونفسية أثرت عليها، معلقاً على أن حالة الطفلة تعد من الحالات الغريبة التي راجعت المستشفى مؤخراً، خاصة أنها كانت تبلغ من العمر تسعة أعوام، حيث عانت الطفلة حالة في الاستفراغ الدائم وعدم القدرة على الأكل والشرب نتيجة وجود انسداد في كامل جسم المعدة، بدءاً من القناة العلوية حتى نهاية المعدة.
وحول حالة الطفلة، أشار الطنطاوي إلى أن ذوي الطفلة أحضروا ابنتهم التي كانت تمارس عادة بلع شعرها منذ مدة طويلة تصل لعامين دون الإحساس بتلك المسألة، وبعد عرضها والكشف عليها عبر الأجهزة والمعدات الطبية والتحاليل الطبية، تبين وجود انتفاخ وجسم شبه صلب داخل المعدة، ومع الفحص الدقيق تيقنوا من وجود شعر يصل وزنه إلى أكثر من الكيلوجرام ونصف الكيلوجرام وطوله حوالي 30 سم، ناهيك عن أن الكتلة الخاصة بالشعر كانت ملوثة أيضاً، نتيجة تراكم الأكل الذي لم يتخلص منه الجسم بعد تناوله، منوهاً بأن هذه النقطة من النقاط التي كانت حساسة جداً في مرحلة الجراحة لاستخراج الشعر بسبب تلوثها.
طريقة
أوضح استشاري جراحة الأطفال في مستشفى صقر أن الطريقة الأنسب لاستخراج كتلة الشعر هي عمل «جرح استكشافي للمعدة» لاستخراج الكتلة التي أخذت شكل المعدة بشكل كامل، والتي لا تتناسب معها طريقة المناظير أو عبر إن دو سكوبي، أو منظار المعدة، خاصة أن الشعر ظل داخل المعدة لفترة تعدت العام وعشرة شهور، والتي شابتها ميكروبات؛ لذا كانت أفضل طريقة لاستخراجه هي «الجرح الاستكشافي»، وبين أن العملية سارت كما كان مخططاً لها، وخرجت الفتاة من المستشفى بعد التأكد من طبيعة عملية الأكل والشرب وخروجهما.
ونوه الطنطاوي بأنه تم تأكيد أهمية متابعة حالة الفتاة النفسية ومعالجة المشكلة السلوكية لديها.