آمنة الكتبي (دبي) 

يستعد الكابتن شريف الرميثي، الذي جرى اختياره ليكون العضو المشارك في ثاني دراسة ضمن برنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء، وطاقم الفريق للمشاركة في أبحاث محاكاة مهمات الاستكشاف البشرية «هيرا»، التابعة لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، ومن المقرر أن تبدأ الأبحاث 10 مايو المقبل، وتستمر 45 يوماً، تنتهي في 24 يونيو المقبل، وذلك ضمن 4 مراحل للدراسة.
ويقع مجمع هيرا في مركز جونسون للفضاء، ويتميز ببيئة مغلقة، وهو عبارة عن موطن فريد مساحته 650 قدماً مربعاً مقسم على طابقين ودور علوي، ومصمم ليكون بمثابة نظير للعزلة والحبس والظروف البعيدة في سيناريوهات الاستكشاف، وتشمل الدراسات إجراء تقييمات الصحة السلوكية والأداء، ودراسات الاتصال والاستقلالية، وتقييمات العوامل البشرية، وتقييمات القدرات الطبية.

دراسة
ويمكن مجمع هيرا العلماء من دراسة كيفية تكيف أفراد الطاقم مع العزلة والحبس والظروف البعيدة قبل أن ترسل ناسا رواد فضاء في مهمات إلى الفضاء السحيق إلى القمر والمريخ وما وراءهما، وسيقوم أفراد الطاقم بإجراء بحث علمي ومهام تشغيلية طوال مهمة محاكاة الكوكب الأحمر، بما في ذلك «المشي» على سطح المريخ باستخدام الواقع الافتراضي، كما سيواجهون أيضاً تأخيرات متزايدة في الاتصالات لمدة تصل إلى خمس دقائق في كل اتجاه مع مركز التحكم في المهمة أثناء اقترابهم من المريخ.
وتشمل التجارب تقييم الاستجابات الفسيولوجية والسلوكية والنفسية لأفراد الطاقم في بيئة مشابهة لما سيواجه رواد الفضاء في رحلة إلى المريخ، حيث يشارك الفريق بإجراء 7 دراسات بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، وستسمح الأفكار المستمدة من الدراسات للباحثين بتطوير واختبار استراتيجيات تهدف إلى مساعدة رواد الفضاء على التغلب على العقبات في المهام الطويلة في أعماق الفضاء.
وتعد مهام محاكاة الفضاء نوعاً من المهمات الفضائية التي يتم إجراؤها على الأرض، وتحاكي ظروف الحياة التي يعيشها رواد الفضاء، خلال مهمة فعلية في الفضاء، وتوفر هذه المهام بيئة مراقبة للباحثين لدراسة التأثيرات الفيزيائية والنفسية للسفر الفضائي طويل المدى على الإنسان.
وتعد مهام محاكاة الفضاء حاسمة في تطوير علم الفضاء، حيث توفر وسيلة لاختبار التقنيات والأساليب الجديدة لاستكشاف الفضاء، وتحسين فهمنا للسلوك البشري والفسيولوجيا، وتطوير استراتيجيات لتعزيز سلامة وأداء الطاقم.

الجامعات الإماراتية
وتلعب الجامعات الإماراتية دوراً محورياً في ثاني دراسة إماراتية لمحاكاة الفضاء، وذلك من خلال تقديم تجارب متنوعة، حيث تقدم جامعة الإمارات العربية المتحدة 3 تجارب تركز على مجالات مختلفة، حيث تركز التجربة الأولى على دراسة اضطرابات الأيض المتعلقة بالجلوكوز خلال فترة 45 يوماً من العزلة، عبر تحليل النواتج الأيضية، أما التجربة الثانية فستعمل على رصد الضعف في وظائف الدماغ، الناتج عن الإرهاق الذهني، في حين ستعمل التجربة الثالثة على مراقبة المؤشرات الحيوية للقلب والأوعية الدموية باستخدام تقنيات بصرية.
وتقدم جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية تجربتين؛ الأولى تركز على تقييم استهلاك الجسم للطاقة، والمحتوى الذي يشكلها، وكثافة العظام، والكتلة العضلية قبل وخلال العزلة، وتركز التجربة الثانية على دراسة تأثير التعرض مطولاً لبيئة محاكاة الفضاء على القلب والأوعية الدموية، كما تشارك الجامعة الأميركية في الشارقة بتجربة واحدة، تتناول دراسة الضغط النفسي في العزلة والأماكن المغلقة.

دكتوراه في الطيران 
تم اختيار الدكتور شريف الرميثي للمشاركة في ثاني دراسة ضمن برنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء.
بدأ شريف الرميثي مسيرته المهنية مع الاتحاد للطيران في عام 2007، وأصبح أول طيار متدرب ترقى إلى درجة كابتن لدى الناقلة. 
يحمل الرميثي درجة البكالوريوس في هندسة الطيران بالإضافة إلى ثلاث شهادات ماجستير من جامعة إمبري.
واصل الرميثي دراسته أثناء عمله كطيار للناقل الوطني للدولة حتى نال درجة الدكتوراه في الطيران، وبدعم ورعاية من الاتحاد للطيران، أصبح الرميثي أول إماراتي يحمل درجة الدكتوراه في هذا المجال والأصغر سناً والثامن حول العالم بين حملة تلك الدرجة المميّزة.