سامي عبد الرؤوف (أبوظبي)

أكد الدكتور محمد العلماء، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن المرأة الإماراتية أثبتت قدرتها على الريادة في القطاع الصحي، حيث تشغل النسبة الأعلى من إجمالي القوى العاملة المواطنة في هذا القطاع الحيوي، لتصبح ركيزة أساسية في تقديم خدمات الرعاية الصحية على مستوى الدولة. 
وأعلن في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، تحقيق الإمارات إنجازاً نوعياً يتمثل في الوصول إلى نسبة 100% في تغطية خدمات الرعاية الصحية للأمهات الحوامل عبر كوادر مؤهلة من الطبيبات والممرضات والقابلات، وهو مؤشر عالمي يعكس قوة المنظومة الصحية الوطنية وكفاءة المرأة الإماراتية فيها». 
وقال: هذا الإنجاز يأتي متّسقاً مع مستهدفات رؤية «نحن الإمارات 2031»، التي تسعى إلى بناء نظام صحي مرن، متكامل، ومبني على المعرفة والابتكار.
وتطرق الدكتور العلماء إلى دور المرأة الإماراتية في قطاع التمريض، حيث يمثل قطاع التمريض أحد المجالات التي برز فيها دور المرأة الإماراتية بشكل لافت، مشيراً إلى أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع تبذل جهوداً كبيرة لزيادة أعداد الكوادر المواطنة في مجال التمريض، لتحقيق أهداف «الاستراتيجية الوطنية للتمريض والقبالة 2026». 
وقال: «يأتي ذلك من خلال إطلاق برامج نوعية تهدف إلى تعزيز جاذبية المهنة لدى المواطنات، ودعم الاختصاص في مختلف مجالات التمريض، بما يضمن تهيئة أجيال قادرة على تلبية احتياجات المستقبل وضمان سلامة المرضى وسعادة المتعاملين». 
وأشار إلى المبادرات الخاصة بلجنة التوطين في القطاع الصحي، التي تعمل أيضاً على زيادة عدد المواطنين والمواطنات المشاركين في القطاع الصحي، وذلك من خلال رفع الطاقة الاستيعابية للبرامج الصحية في مجال التمريض، مما أدى إلى أن تشكل المرأة النسبة الأعلى من التمثيل في قطاع التمريض الإماراتي في الدولة.
وحول أبرز المكتسبات التي حققتها المرأة الإماراتية في المجال الطبي، أجاب الدكتور العلماء: «المرأة الإماراتية حققت مكتسبات واسعة في المجال الطبي على مدار السنوات الماضية، بدءاً من التحصيل الأكاديمي حيث تشكّل نسبة كبيرة من خريجي الجامعات في التخصصات الطبية والصحية، مروراً بتميزها في التخصصات الطبية والبحثية، وصولاً إلى تبوؤها لمناصب قيادية في المؤسسات الصحية والأكاديمية». 
وأفاد أن المرأة الإماراتية تشغل حيزاً كبيراً بين الكوادر الطبية والصيدلانية المواطنة، كما أنها تشغل النسبة الأكبر من إجمالي الصيادلة وأطباء الأسنان المواطنين، وهناك نمو سنوي في إسهامات الممرضات المواطنات في البحث العلمي، وهو ما يعزّز موقع الدولة كحاضنة للمعرفة الطبية على مستوى المنطقة.
وعن مستقبل المرأة الإماراتية في القطاع الصحي، أوضح الدكتور العلماء أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع تنظر إلى مستقبل المرأة الإماراتية في القطاع الصحي بإيجابية كبيرة، إذ باتت المرأة شريكاً أساسياً في صياغة السياسات الصحية واتخاذ القرارات، وليست فقط مزوداً للرعاية المباشرة، والتوجه الاستراتيجي يقوم على زيادة أعداد المواطنات بين إجمالي الإناث في هذا القطاع.  
وبيّن أن الوزارة تكثّف الجهود بالتعاون مع الشركاء، لتعزيز تأهيل المرأة لقيادة المبادرات الصحية الوطنية، وإعدادها لتكون في الصفوف الأولى بمجالات الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي والتخصصات الدقيقة، بما ينسجم مع أولويات عام المجتمع 2025 ويحقق تطلعات مئوية الإمارات 2071.
وحول الخطط الاستراتيجية لتعزيز دور المرأة الإماراتية في القطاع الصحي الاتحادي، أكد أن الوزارة تعمل على تمكين المرأة من خلال التكنولوجيا الصحية الحديثة، عبر منصات رقمية ذكية تتيح التدريب والترخيص وإدارة الكفاءات الصحية، بما يعزّز دورها في بناء منظومة صحية متكاملة ومستدامة.

مواقع قيادية متقدمة
وبالنسبة لأهم المناصب التي تتولها المرأة الإماراتية في القطاع الصحي، أوضح العلماء، أن المرأة الإماراتية تشغل اليوم مواقع قيادية متقدمة في القطاع الصحي والمجالس واللجان الوطنية المتخصصة، التي تتولى صياغة السياسات ووضع الأطر التشريعية والتنظيمية.  
وقال: «لقد نجحت دولة الإمارات في تمكين المرأة لتكون ركناً أصيلاً في منظومة اتخاذ القرار الصحي، بما يعكس الثقة في كفاءتها وقدرتها على المشاركة في رسم مستقبل الخدمات الصحية والوقائية».
وأضاف: «كما أن الحضور النسائي في مواقع القيادة الصحية هو مشاركة فعلية في التخطيط الاستراتيجي وصناعة القرار، خصوصاً في مجالات الصحة العامة، تعزيز جودة الحياة، الاستجابة للطوارئ، الابتكار الصحي، والحوكمة الطبية».
وأكد أن وجود المرأة في هذه المناصب ينسجم مع رؤية «نحن الإمارات 2031» التي تضع بناء منظومة صحية رائدة ضمن أولوياتها، ويعكس التزام الدولة بتعزيز المساواة وتكافؤ الفرص بين الجنسين في كافة القطاعات، ولا سيما القطاع الصحي الذي يُعد من أكثر القطاعات تأثيراً في حياة المجتمع.
وشدّد على أن بنات الوطن أثبتن أنهن قادرات على الجمع بين الرسالة الإنسانية والمسؤولية الوطنية، وأسهمن بفاعلية في تعزيز صحة المجتمع وحماية أجياله، مؤكداً أن الدولة تراهن على طاقاتهن لتشكيل مستقبل الرعاية الصحية، وتحقيق مستهدفات التنمية المستدامة، وبناء وطن أكثر صحة وازدهاراً.