يوسف البستنجي (أبوظبي)

أعلنت إمارة أبوظبي عن إكمالها بنجاح طرح سندات سيادية متعددة الشرائح بقيمة 5 مليارات دولار أميركي في 02 سبتمبر 2020، ما يعكس مواصلة التزامها بتعزيز الاستدامة المالية.
وبالاعتماد على الطلب الكبير الذي أبداه المستثمرون، تم تسعير السندات بعوائد منخفضة تاريخياً.
ويتكون الإصدار من ثلاث شرائح: شريحة بقيمة ملياري دولار لمدة 3 سنوات، وشريحة طويلة الأجل بقيمة 1.5 مليار دولار لمدة 10 سنوات، وشريحة بقيمة 1.5 مليار دولار لمدة 50 عاماً.

الأطول أجلاً
وتعد شريحة الـ50 عاماً الأطول أجلاً لسندات صادرة عن جهة سيادية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، ما يؤكد مكانة أبوظبي الائتمانية المتميّزة، والثقة العالية من جانب المستثمرين إزاء الآفاق المستقبلية الواعدة لاقتصاد الإمارة.
وبصفتها الجهة الوحيدة في دول مجلس التعاون الخليجي التي حصلت على التصنيف الائتماني السيادي (AA) من وكالات التصنيف الائتماني الثلاث، ترتكز استراتيجية أبوظبي الاستباقية متوسطة الأجل لإدارة الديون إلى تعزيز هيكل رأسمال الإمارة، والاستفادة من مصادر التمويل المتنوعة، مع الحفاظ على التصنيفات الائتمانية الحالية.
وتجاوزت طلبات الاكتتاب على السندات 4.8 ضعف الحجم المطلوب، حيث تلقت طلبات من 60 جهة جديدة، وبلغ حجم الطلبات 24 مليار دولار أميركي.
وحظيت السندات لأجل 50 عاماً بإقبال كبير من المستثمرين الدوليين الذين استحوذوا على 95% من إجمالي السندات المتاحة في هذه الشريحة، ما يؤكد الثقة في قدرة أبوظبي على تحقيق نمو اقتصادي مستدام على الأمد الطويل.
 وسوف تسمح عائدات السندات السيادية لأبوظبي بالتركيز على استدامة نمو القطاعات غير النفطية، فيما تستمر الإمارة بتنويع مصادر تمويلها، والاستخدام الأمثل للموارد الحكومية، ودعم النمو المستمر والمستدام.
وحققت الشرائح مستويات تسعير غير مسبوقة بلغت 0.83% للسندات لأجل 3 سنوات، و1.732% للسندات لأجل 10 سنوات، و2.7% للسندات لأجل 50 عاماً.

مديرو اكتتاب
وعمل كل من «سيتي» و«دويتشه بنك» وبنك أبوظبي الأول و«مورغان ستانلي» و«ستاندرد تشارترد» كمديري اكتتاب ومحصلين مشتركين.
قال معالي جاسم محمد بوعتابة الزعابي، رئيس دائرة المالية في أبوظبي: «يؤكد نجاح هذا الإصدار، الذي يأتي في ظل أزمة «كوفيد -19» العالمية، على مكانة أبوظبي الائتمانية المتميّزة وقوة اقتصاد الإمارة.
وتعد شريحة الـ50 عاماً الأولى من نوعها، ليس فقط لأبوظبي، إنما على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، كما تمثل انعكاساً لثقة المستثمرين الكبيرة إزاء اقتصادنا وقوة الائتمان والتوقعات الإيجابية طويلة الأجل». وأضاف معاليه: «لقد أثبتت أبوظبي درجة عالية من المرونة خلال هذه الفترة، حيث شهد الاقتصاد العالمي تحديات جمّة.

 الاستعداد للخمسين
وفي الوقت الذي تستعد فيه دولة الإمارات العربية المتحدة للخمسين عاماً المقبلة، من خلال مبادرتها«2020: عام الاستعداد للخمسين»، نؤكد التزامنا لدعم الاستراتيجية الوطنية للقيادة الرشيدة من خلال غرس ثقافة الاستدامة المالية». وأضاف معاليه في تصريحات لـ«الاتحاد»: تركز أبوظبي على المحافظة على التوسع الواضح في القطاع غير النفطي، كما تستمر الإمارة في تنويع مصادر تمويلها، والاستخدام الأمثل للموارد الحكومية، من أجل توفير درجة من النمو المستمر والمستدام.
وقال «على الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية، إلا أنني ما زلت على ثقة تامة إزاء وضع السياسات الاستباقية، وما نتمتع به من حكمة مالية، وهي عوامل من شأنها أن تعزز النمو المستدام للإمارة». وأضاف: «تمكنت أبوظبي من الصمود في مواجهة مثل هذه الرياح المعاكسة للاقتصاد الكلي العالمي، بينما حافظت على مرونتها وقوتها لتحقيق النمو». وأكد معاليه أن اقتصاد أبوظبي سوف يتجاوز مرحلة عدم الاستقرار هذه ويعود أقوى وأكثر منعة.
وأضاف معاليه: «الجهود المتمثلة في تحسين الميزانية العمومية والاستخدام الأمثل للموارد الحكومية للحفاظ على المرونة محاور التركيز الأساسية لدى الدائرة». وقال: نجدد التزامنا بمبدأ الاستدامة المالية، والسعي بكل ما أوتينا من جهد لغرس هذه الثقافة في إمارة أبوظبي.
وأوضح رئيس الدائرة أن الاستراتيجية الحالية لإصدار السندات، تتمتع بالمرونة الكافية لاتخاذ الإجراءات السريعة عند ظهور أي فرصة سانحة.
 أما فيما يتعلق بالنمو طويل الأجل، فقال: «إننا نواصل دعم مبادرة القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة (2020: عام الاستعداد للخمسين)، حيث تواصل البلاد التركيز على الاستدامة والتنمية في المستقبل».