سيد الحجار (أبوظبي)

استقطب الاستثمار في السوق العقاري شريحة واسعة من الشباب خلال الفترة الأخيرة، لاسيما في ظل توفر وحدات بأسعار تنافسية، وتسابق الشركات لتقديم العروض الجاذبة لشرائح متنوعة من المستثمرين، فضلاً عن زيادة الوعي بثقافة الادخار، مع تراجع منافذ الصرف بعدة مجالات بعد «كورونا»، بجانب انخفاض المخاطر بالقطاع العقاري، مقارنة بقطاعات أخرى.
وكشفت شركة الدار العقارية مؤخراً عن جذب مشروع «نويا» بجزيرة ياس للعملاء الأصغر سناً، حيث استحوذ المشترون دون سن 45 عاماً على 50%، ودون 30 عاماً على 20%، من مبيعات المشروع، ليسجل أعلى مستوى لإقبال الشباب على المشاريع العقارية.
ويعد «نويا»، المشروع الوحيد الذي طرحته «الدار» بعد جائحة «كورونا»، حيث يوفر 510 وحدات سكنية ومنازل تاون هاوس، وتم بيعه بالكامل خلال 4 ساعات من الإطلاق في شهر نوفمبر الماضي، ليحقق مبيعات بقيمة مليار درهم.
وكشفت بيانات دائرة الأراضي والأملاك بدبي أن الأفراد ما بين 35 و45 عاماً استحوذوا على 31 % من تصرفات العقارات خلال عام 2019، فيما بلغت حصة ما بين 25 و35 عاماً 17.9 %.

  • راشد العميرة

وجهات جاذبة
بدوره، قال راشد العميرة المدير التنفيذي للشؤون التجارية لدى الدار العقارية إن الفترة الحالية تشهد إقبالاً ملحوظاً على شراء العقارات من الشباب، بكافة مشاريع الشركة، وفي مقدمتها «نويا»، و«ووتر إج» بجزيرة ياس، لاسيما في ظل توفر وحدات في وجهات مناسبة، بأسعار تنافسية، مع وجود عروض جاذبة بالسوق.
وأكد العميرة أن توالي إقرار العديد من المبادرات والإجراءات الداعمة للاقتصاد الوطني خلال الأشهر الأخيرة، وتوفير المزيد من التسهيلات، وخفض وإلغاء بعض الرسوم، ساهمت في جذب شرائح جديدة من المستثمرين، لاسيما مع تقليص الدفعة المقدمة لشراء العقارات، وتوفر السيولة.
وخلال شهر مارس الماضي قرر المصرف المركزي تعديل نسب تمويل العقارات السكنية للمواطنين والوافدين، ما يسمح للراغبين في شراء العقارات الحصول على تمويل بنسبة أكثر بـ5% عما هو معمول به منذ العام 2013 وفق نظام الرهن العقاري، ما يعني تقليص الدفعة المقدمة لشراء العقارات بنسبة 5%.

وبناء على التعديل، فإنه يسمح للبنوك، تقديم تمويل للمسكن الأول للمواطن الذي تبلغ قيمته 5 ملايين درهم فما أقل حتى 85%، على أن يدفع المواطن 15% دفعة مقدمة من قيمة العقار، بدلاً من 20% سابقاً، فضلاً عن تمويل 75% إذا كانت قيمة العقار تزيد على 5 ملايين درهم.
وفيما يتعلق بالوافدين، فقد وضع النظام حداً أقصى بنسبة 80% لنسبة القرض إلى القيمة لعقار واحد فقط للمالك أو الساكن إذا كانت قيمة العقار تقل عن 5 ملايين درهم، ما يعني تخفيض الدفعة المقدمة إلى 20%، بدلاً من 25% سابقاً، أما في حالة إذا كانت قيمة العقار أكثر من 5 ملايين درهم فيكون الحد الأقصى لنسبة القرض 70% من قيمة العقار.
وذكر العميرة أن نسبة المشترين الإماراتيين بمشروع نويا وصلت إلى 60%، بينما كانت نسبة المشترين من جنسيات أخرى 40%، موضحاً أن المشروع شهد كذلك إقبالاً قوياً من الإناث بنسبة 25%. 
ومن المقرر أن تنطلق الأعمال الإنشائية لمشروع «نويا» في الربع الثاني من عام 2021 على أن يتم تسليم الوحدات في الربع الثاني 2023.

  • مسعود العور

ثقافة الادخار
من جانبه، أكد مسعود العور، الرئيس التنفيذي لشركة ميداليان أسوشيت الاستثمارية أن الفترة الحالية تشهد إقبالا ملحوظا من الشباب على الاستثمار بالسوق العقاري، لاسيما في ظل ارتفاع العائد الاستثماري بالقطاع العقاري، وقلة المخاطر، مقارنة بقطاعات أخرى، لاسيما مع وجود مخاوف لدى بعض الشباب من الاستثمار الخاص، وبدء مشاريع صغيرة خلال هذه الفترة.
وأشار العور إلى زيادة الوعي لدى الشباب خلال هذه الفترة، لاسيما فيما يتعلق بثقافة الادخار، في ظل تقليص وتوقف الكثير من منافذ الصرف بعد «كورونا»، موضحاً أنه مع توفر المدخرات لدى الشباب فإن العقار يكون الاستثمار الأفضل والأكثر استقراراً، لاسيما في ظل انخفاض العوائد على المدخرات بالبنوك.
وأكد العور أن هناك ثقة في تحسن القطاع العقاري بعد الجائحة، ما يشجع الكثير من الأفراد على محاولة اقتناص الفرص الواعدة بالسوق، خاصة في ظل الدعم المتواصل من الجهات الحكومية للأوضاع الاقتصادية.
وأوضح أن تغير متطلبات السكن بعد «كورونا»، أسهم في وجود طلب جديد بالسوق على فئات متنوعة من العقارات، مثل الفلل والتاون هاوس، وهو ما عزز الطلب بالسوق بوجه عام.