شريف عادل (واشنطن)

في أول أيام الربع الثاني من العام، والذي وافق اليوم التالي مباشرة لإعلان الرئيس الأميركي جوزيف بايدن التفاصيل الأولية لخطته لتحديث البنية التحتية المتهالكة للولايات المتحدة، بتكلفة تصل إلى 2.3 تريليون دولار، استقر مؤشر إس آند بي 500 فوق مستوى 4000 نقطة لأول مرة في تاريخه، فيما توقع عدد من الخبراء والمستثمرين أن الارتفاع القياسي للمؤشر يعد نهاية لموجة الارتفاع التي امتدت لما يقرب من عام في أعقاب انتشار فيروس كوفيد-19 في الولايات المتحدة. 
واستفادت الأسهم الأميركية من تزايد التوقعات بعودة الاقتصاد الأميركي للانتعاش، وتزايد إيرادات الشركات، أسرع مما كان متوقعاً، خاصة مع نجاح الإدارة الأميركية في توصيل أكثر من مائتي مليون جرعة من الأمصال للمواطنين، ليتمكن المؤشر الأشمل لها من حصد المزيد من المكاسب. 
وقال كريج جونسون، مسؤول استراتيجيات الأسواق ببنك الاستثمار بايبر سادلر، في لقاء مع شبكة سي ان بي سي الاقتصادية «إعادة فتح الاقتصاد مستمرة في تقديم الدعم للأسهم الأميركية، وهي تشبه الضوء الذي بدأ في الظهور عند نهاية نفق الوباء المظلم».
وخلال تعاملات يوم الخميس الماضي، الذي وافق آخر تعاملات الأسبوع بسبب عطلة يوم الجمعة العظيمة، ارتفع المؤشر بنسبة 1.2%، وتبعه مؤشرا داو جونز بنسبة 0.5% وناسداك بنسبة 1.8%، بعد أن سجلت أسهم شركات التكنولوجيا الضخمة ارتفاعاتٍ كبيرة، كان أبرزها ارتفاع سهم شركة مايكروسوفت بنسبة 2.79%، بعد اتفاقها على صفقة مع الجيش الأميركي تقترب قيمتها من 22 مليار دولار خلال السنوات العشر القادمة. 
وبعد وصوله لأعلى مستوى منذ شهر يناير من العام الماضي، وتسجيله 1.77%، تراجع عائد سندات الخزانة الأميركية لعشر سنوات إلى ما دون 1.70%، بعد إعلان بايدن عن ثاني حزمة إنفاق لتحفيز الاقتصاد، ليعطي دفعة قوية لأسهم شركات التكنولوجيا الأكثر حساسية لعوائد السندات، فيرتفع سهم أمازون بنسبة 2.16%، وسهم نتفليكس بنسبة 3.4%، وسهم ألفابيت، الشركة الأم لمحرك البحث الشهير جوجل، بنسبة 3.34%. وكانت الحزمة الأولى بمبلغ 1.9 تريليون دولار، وشملت مدفوعات نقدية مباشرة للأسر الأميركية. 
ويوم الخميس، قالت سافيتا صابرامانيان، محللة الأسهم لدى بنك أوف أميركا، «إن السوق لم تهضم بعد فكرة رفع الضرائب على الشركات بهدف تمويل خطط الإنفاق، وهو ما يعني وجود احتمالات لتراجع أسعار الأسهم عند تطبيقها».