مصطفى عبد العظيم (دبي) كشف الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار المصري، عن استقبال المقاصد السياحية في مصر أكثر من 1.8 مليون سائح منذ بداية 2021 وحتى الأسبوع الأول من شهر مايو الجاري، وتسجيل زيادة شهرية تتراوح بين 15 إلى 25% في أعداد السياح خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام.
وتوقع العناني، خلال حوار مع «الاتحاد» على هامش مشاركته في سوق السفر العربي «الملتقى 2021»، أن تشهد الفترة المقبلة استمرار التحسن في التدفقات السياحية إلى مصر، مع اتجاه العديد من البلدان لتخفيف قيود السفر، خاصة من الأسواق العربية والأوروبية وعودة السياحة الروسية، إلى جانب استمرار تزايد ثقة الأسواق بإجراءات السلامة الصحية المتبعة في المنشآت السياحية منذ استئناف استقبال السياح في يوليو 2020.

  • خالد العناني يتحدث لـ«الاتحاد»

 

المقاصد الشاطئية
وأوضح العناني أن المقاصد الشاطئية كشرم الشيخ والغردقة ومرسى علم، استقطبت أكثر من ثلثي الحركة منذ بداية العام، فيما اتجه الثلث الباقي إلى القاهرة ووادي النيل، مشيراً إلى أن أوكرانيا جاءت في مقدمة الأسواق المصدرة للسياحة لمصر منذ استئناف الفتح، تلتها بيلاروسيا ثم كازاخستان ودول أخرى من أوروبا الشرقية، مؤكداً قرب الانتهاء من تطعيم جميع العاملين في القطاع السياحي بمحافظتي جنوب سيناء والبحر الأحمر، الأمر الذي من شأنه أن يعزز من فرص إنشاء ممرات سياحية آمنة مع مختلف دول العالم خلال الفترة المقبلة.
واعتبر وزير السياحة والآثار المصري، أن استضافة دبي لسوق السفر العربي 2021 كأول فعالية سياحية دولية مباشرة تنظم منذ تفشي جائحة كوفيد-19، مبادرة مهمة لدعم تعافي صناعة السياحة والسفر في المنطقة والعالم، وفرصة مهمة للسياحة المصرية لاطلاع العالم وبالأخص الأسواق العربية على الإجراءات والتدابير الاحترازية التي اتخذتها مصر خلال الـ 14 شهراً الماضية منذ بداية الأزمة، لأهمية السوق العربي الذي يمثل حوالي 20% من السياحة الوافدة لمصر.

نموذج الإمارات 
وأشار إلى أن سوق السفر العربي يشكل كذلك منصة مباشرة للتعرف على تجارب الدول الأخرى في التعامل مع تداعيات أزمة كورونا على القطاع السياحي، خاصة تجربة دولة الإمارات التي نجحت في بلورة نموذج يدمج السلامة الصحية للمواطنين والمقيمين والزوار باعتبارها أولوية، والاستئناف السريع للنشاط السياحي، وهو النموذج ذاته الذي انتهجته مصر، بعد إغلاق قصير استمر لنحو ثلاثة أشهر ونصف الشهر فقط  ، تم خلاله وضع خريطة طريق العودة الآمنة والتدريب على التعامل مع الواقع الجديد وتطبيق الإجراءات الاحترازية والتعقيم.
وأشاد العناني بجهود دولة الإمارات في احتواء آثار الجائحة ودورها المهم في إعادة بناء الثقة بصناعة السياحة والسفر، معرباً عن تطلعه إلى تعزيز الحركة السياحة البينية، بين مصر ودولة الإمارات ومضاعفة عدد السياح الإماراتيين إلى مصر، الذي يتراوح بين 60 و70 ألف سائح سنوياً قبل جائحة كوفيد-19، مشيراً في الوقت ذاته إلى تزايد أعداد السياح المصريين إلى دولة الإمارات.

العودة الآمنة للسياحة 
وقال العناني: إن مصر حرصت على المشاركة في المعرض حضورياً بوفد من وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة، وممثلي أكثر من 14 فندقاً ومنتجعاً وشركة سياحية مصرية، مؤكداً أن المعرض يشكل في حد ذاته بداية للتعايش السياحي مع الواقع الجديد الذي فرضته الأزمة، على القطاع السياحي العالمي الذي عانى بشدة من آثار الجائحة.
وأكد أنه رغم هذه الآثار نجحت مصر في العودة الآمنة للنشاط السياحي منذ استئناف الفتح في يوليو 2020، مشيراً إلى أنه منذ ذلك الحين والأعداد في ازدياد ملحوظ، خاصة في شهر مارس الماضي الذي شكل نقطة انطلاق قوية، بعد أن سجل زيادة في أعداد السياح بأكثر من 25% عن شهر فبراير، تلاه شهر أبريل بزيادة بلغت حوالي 15% على شهر مارس، مما يدل على التعافي التدريجي والثقة بالمنتج السياحي المصري وعلى السمعة السياحية الصحية الجيدة للمنتجعات السياحية في مصر.

مؤشرات التعافي
وقال: إن استقبال مصر لنحو 1.8 مليون سائح أجنبي منذ بداية العام الجاري، رغم ضعف الرقم مقارنة بالأرقام المسجلة قبل الجائحة، فإنه يعكس مؤشراً إيجابياً على التعافي، خاصة أن شهر أبريل الماضي سجل أكثر من 500 ألف سائح وهو ما يمثل نحو 50% من الأرقام المسجلة خلال الشهر ذاته قبل تفشي الجائحة، معتبراً أن المؤشر الأكثر أهمية هو النمو الشهري في التدفقات السياحية إلى مصر منذ بداية العام.

بيئة آمنة صحياً وسياحياً
وأكد استعداد المقاصد السياحية المصرية لاستقبال أعداد كبيرة من السياح، في بيئة آمنة سياحياً وصحياً بإجراءات وتدابير احترازية صارمة، خاصة أن القطاع السياحي مازال يعمل بـ 50% فقط من الطاقة الاستيعابية للفنادق، مشيراً إلى أنه رغم حصول أكثر من 800 فندق في مختلف المقاصد على شهادة السلامة الصحية، يوجد تفتيش دوري من قبل وزارة الصحة وغرفة المنشآت الفندقية، للتأكد من الالتزام بتطبيق الإجراءات والتدابير الصحية، لأن أهم هدف في هذه المرحلة هو الحفاظ على السمعة الصحية للمنتج السياحي المصري، والمكتسبات التي تحققت خلال الفترة الماضية ومن أهمها ثقة الأسواق المصدرة لمصر.