سيد الحجار (أبوظبي)

تواصل مشاريع الطاقة في الإمارات تنفيذ عملياتها التشغيلية وسط التزام بأعلى معايير السلامة والأمن والجودة العالمية، وذلك رغم التحديات التي فرضتها تحديات جائحة «كوفيد- 19». وكشفت عدد من الشركات مؤخراً عن استمرار تنفيذ المشاريع بقطاع الطاقة، وسير العمليات التشغيلية بالمشاريع القائمة، دون تسجيل أي إصابات خلال الملايين من ساعات العمل، في مؤشر على ريادة الإمارات في مجال السلامة والصحة، ومقدرتها على إنجاز المشاريع الكبرى والمتطورة على نحو آمن. وحققت محطات براكة للطاقة النووية، فضلاً عن محطات «شمس» و«نور أبوظبي» للطاقة الشمسية. ومع زيادة تحديات العمل خلال الجائحة، والالتزام بالإجراءات الاحترازية، توسعت الشركات الإماراتية في إعداد العديد من برامج السلامة والتدريب المستمر، بالإضافة إلى جلسات وحملات التوعية التي مكّنتها من توفير بيئة عمل وعيش سليمة وآمنة في مختلف المشاريع، مع الامتثال لقواعد وأسس السلامة المحلية والدولية، وتطبيق أنظمة إدارة السلامة للحدّ من المخاطر الحالية واستشراف المخاطر المحتملة.

محطات براكة
ومؤخراً، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية احتفاءها بأربع سنوات وأكثر من 100 مليون ساعة عمل آمنة تماماً في محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، الأمر الذي يعكس التزام المؤسسة بأعلى معايير السلامة والأمن والجودة العالمية خلال مسيرة تطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي، ويضع معياراً جديداً للسلامة لمشاريع الطاقة النووية الجديدة حول العالم.
وركزت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وكيبكو، المقاول الرئيس وشريكها في الائتلاف المشترك منذ أكثر من عقد من الزمان على العمل معاً وبشكل وثيق لتطبيق أعلى معايير السلامة والجودة وترسيخ ثقافة السلامة بشكل استثنائي، إضافة إلى مواصلة التحسين المستمر لسلوكيات العمل اليومية، والمساءلة، وتمكين الموظفين، لضمان سلامتهم وسلامة زملائهم، وذلك من خلال مجموعة من الممارسات والآليات المتعلقة بالسلامة، بما فيها برامج التدريب المستمر، وهو ما أدى إلى هذا الإنجاز الكبير في قطاع الطاقة النووية.
وقال محمد إبراهيم الحمادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: يعتبر هذا الإنجاز الاستثنائي نتيجة لثقافة السلامة الراسخة لدى فرق العمل والتفاني في الالتزام بأعلى معايير الجودة والسلامة خلال مسيرة تطوير محطات براكة، كما يعتبر الوصول إلى 100 مليون ساعة عمل آمنة شهادة على مقدرة دولة الإمارات على إنجاز المشاريع الكبرى والمتطورة على نحو آمن، علاوة على تسجيل إنجاز قياسي جديد في هذا المجال لمشاريع الطاقة النووية الجديدة على مستوى العالم، ومع وجود آلاف العمال في موقع محطات براكة، حرصنا على عقد دورات تدريبية منتظمة إلى جانب الإشراف المستمر لضمان التزامهم بالسلامة كأولوية قصوى.

نور أبوظبي
وأعلنت «نور أبوظبي»، أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم، خلال شهر مايو الماضي، إكمالها بنجاح عامين من العمليات التشغيلية التجارية. وقال عبدالله سالم الكيومي، الرئيس التنفيذي لشركة سويحان للطاقة: تعتبر نور أبوظبي رائدة في العديد من المجالات، وقد تمكنت المحطة من ترسيخ مكانتها كنموذج يُحتذى به في توفير الطاقة المتجددة بطريقة موثوقة وتنافسية، حيث تم إكمال أكثر من مليون ساعة عمل آمنة في إنجاز يتوج عزيمة وإصرار موظفينا وتفانيهم في عملهم. وتقع المحطة في منطقة سويحان بإمارة أبوظبي، وتبلغ قدرتها الإنتاجية 1.2 جيجا واط، وتتضمن ما يزيد على 3.3 مليون لوح شمسي. وتمتد المحطة على مساحة 8 كيلومترات مربعة، وتمتاز بتصميمها المتفرد الذي يعزز قدراتها الإنتاجية. ورغم التحديات التي سببتها جائحة (كوفيد-19)، استطاعت «نور أبوظبي» مواصلة عملياتها التشغيلية بكفاءة وموثوقية وبأقصى استطاعة إنتاجية.

تبريد الطاقة
وكشفت الشركة الوطنية للتبريد المركزي «تبريد»، خلال شهر مارس الماضي، عن تقريرها السنوي الأول حول الاستدامة (الإفصاح البيئي والاجتماعي والحوكمة)، مؤكدة أنه على الرغم من التحديات التي شهدها عام 2020، واصلت «تبريد» تسجيل تقدم ملحوظ على صعيد تحقيق أهدافها في العمل إلى جانب ضمان صحة وسلامة موظفيها في جميع مواقعها التشغيلية. وخلال 2020، قامت شركة «تبريد» بتشغيل ست محطات جديدة لتبريد المناطق، وإضافة أكثر من 50 ألف توصيل لعملاء جدد، مما رفع إجمالي توصيلات الشركة إلى 1.4 مليون طن تبريد عبر عملياتها، موضحة أنه في ظلّ بيئة تشغيلية صعبة وسنة استثنائية بكافة المقاييس، حافظت الشركة على استمرارية أعمالها مع ضمان الحفاظ على صحة وسلامة موظفيها وشركائها في كافة المرافق والمنشآت التابعة لها، وواصلت الشركة أداءها القوي في مجال السلامة، فلم تسجل أي وفيات خلال العمليات التشغيلية، محققةً أكثر من 12 مليون ساعة عمل من دون إصابات أو حوادث مهدرة للوقت.

محطة شمس
وحققت محطة شمس للطاقة الشمسية المركزة، التي تم تدشينها في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، في شهر مارس عام 2013، نتائج مميزة على مدار سنوات عملها الثماني، إذ نجحت في تفادي إطلاق 1.4 مليون طنّ من غاز ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل زراعة 12 مليون شجرة أو إزالة 120 ألف سيارة من الشوارع. وتتولى تشغيل محطة «شمس» شركة «شمس للطاقة»، المملوكة من قبل شركتي «مصدر» و«توتال» وصندوق المعاشات ومكافآت التقاعد لإمارة أبوظبي.
وكانت شركة «شمس للطاقة» قد كشفت خلال شهر يوليو 2019 عن نجاحها في إنجاز مليون ساعة عمل آمنة من دون تسجيل أية إصابات تستدعي التغيب عن العمل، وذلك بفضل المنهجية الصحيحة التي نتبناها والإشراف الدقيق على كافة العمليات والأنشطة الحيوية، فضلاً عن التزامها بالسياسات والإجراءات الخاصة بالصحة والسلامة والبيئة.

مجمع محمد بن راشد
وخلال شهر مارس الماضي، دشنت هيئة كهرباء ومياه دبي محطة تحويل رئيسية جديدة جهد 400132 كيلوفولت تحمل اسم «شمس» في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية.
وبلغت التكلفة الإجمالية لمشروع محطة «شمس» 562 مليون درهم، حيث تم تنفيذ مشروع محطة «شمس» والذي تضمن أكثر من مليوني ساعة عمل آمنة دون إصابات وفق أعلى معايير الجودة والكفاءة والسلامة، رغم التحديات المرتبطة بانتشار جائحة كوفيد-19 حيث تم استخدام طائرات الدرونز لمتابعة سير العمل عن بُعد على مدار الساعة، مع الترتيب لزيارات ميدانية افتراضية، لضمان تنفيذ المشروع وفق أعلى معايير الجودة، مع الحفاظ على أمن وسلامة جميع العاملين. وكانت الهيئة قد أكدت منتصف العام الماضي، أنه لم يتم تسجيل أية إصابات بشرية، منذ بدء مراحل مشروع مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، مع تنفيذ أكثر من 17 مليوناً و500 ألف ساعة عمل بلا إصابات حتى نهاية مايو 2020.

مياه وكهرباء العين
وخلال شهر مايو الماضي، أعلنت شركة العين للتوزيع، التابعة لشركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»، عن تنفيذ 15 مشروعاً في البنية التحتية للمياه والكهرباء خلال العام الماضي، مع تحقيق أكثر من 10 ملايين ساعة عمل من دون تسجيل أي إصابات عمل مُهدرة للوقت، مما يجسد التزام الشركة بأعلى معايير الصحة والسلامة والبيئة في كافة عملياتها. وأكدت الشركة أنه على الرغم من التحديات والظروف التي فرضها الوباء، فقد تم تطبيق استراتيجية مواصلة الأعمال لتحقيق الأهداف والمشاريع المخطط لها دون تأخير أو إصابات عمل أو هدر للوقت أثناء تنفيذ 10 ملايين ساعة عمل.

أداء سلامة عالمي 
حرصت العديد من الشركات الإماراتية العاملة بمجالات عدة عن الإعلان عن التزامها بمعايير السلامة والأمن، خلال الفترة الأخيرة، رغم تحديات الجائحة.
وخلال شهر أبريل الماضي، أعلنت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، عن بدء تشغيل القسم الأول من مشروع توسعة مصهر الشركة في منطقة الطويلة.
وذكرت الشركة أنه يعمل حالياً نحو 950 شخصاً في مشروع توسعة مصهر الطويلة، حيث تم إنجاز أكثر من 2.1 مليون ساعة عمل حتى الآن بأداء سلامة عالمي المستوى، مع عدم تسجيل إصابات ناجمة عن العمل.
وكانت الشركة قد أعلنت مطلع العام الحالي، عن اكتمال عملية التجديد الدورية الرئيسية لخط الإنتاج 3 في موقع الشركة في الطويلة، موضحة أن أداء السلامة لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم طوال فترة تجديد خط الإنتاج المستمرة لمدة ثلاث سنوات يتواكب بشكل إيجابي مع معايير السلامة العالمية في القطاع. وأكدت أنه منذ عام 2018 حتى عام 2020، لم تسجل شركة الإمارات العالمية للألمنيوم أي إصابات ناجمة عن العمل في المشروع، وبشكل عام، بلغ إجمالي معدل الإصابات القابلة للتسجيل في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم في عام 2020 نحو 1.34 إصابة لكل مليون ساعة عمل، ما يعد أقل بحوالي 66% من متوسط القطاع العالمي وفقاً لأحدث الأرقام الصادرة في عام 2019 من قبل معهد الألمنيوم الدولي. ونهاية العام الماضي، كشفت شركة «خدمة» لإدارة وصيانة المرافق عن تسجيل 7 ملايين ساعة من العمل من دون أي حوادث أو إصابات في طاقم العمل وذلك طيلة عام 2020، موضحة أن هذا السجل يشتمل على 2,4 مليون ساعة خلال موسم صيف 2020. ويعمل في شركة «خدمة» أكثر من 3200 موظف، يقدمون خدمات لأكثر من 80 مشروعاً في الإمارات والسعودية.