شريف عادل، رويترز (واشنطن)
أقر الكونجرس الأميركي بمجلسيه النواب والشيوخ مشروع قانون لتمويل الحكومة الاتحادية حتى منتصف فبراير بما حال دون إغلاقها، بعد إحباط محاولة بعض الجمهوريين تأجيل التصويت.
ووافق مجلس الشيوخ على المشروع بواقع 69 صوتا مقابل 28، مما يبقي على تمويل الحكومة عند مستواه الحالي حتى 18 فبراير، ويمنح الرئيس الديمقراطي جو بايدن وقتاً كافياً لتوقيعه كي يصبح قانوناً قبل أن ينتهي التمويل الحالي عند منتصف أمس.
وسبق الشيوخ في هذه الخطوة بساعات مجلس النواب الذي أقر المشروع بعد موافقة 221 عضوا ورفض 212. ولم يحظ المشروع في المجلس سوى على تأييد جمهوري واحد.
العجز عن السداد
ويواجه الكونجرس موعداً نهائياً ملحاً آخر. فالحكومة الاتحادية تقترب من الوصول إلى سقف اقتراضها البالغ 28.9 تريليون دولار، والذي قدرت وزارة الخزانة أنها قد تصل إليه بحلول 15 ديسمبر. والفشل في تمديد السقف أو رفعه في الوقت المناسب قد يسبب عجزاً عن سداد الديون ينذر بعواقب وخيمة على أكبر اقتصاد في العالم.
قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر عن إبرام اتفاق مع الجمهوريين لإفساح المجال أمام إقرار المشروع «أنا سعيد أن أصحاب العقول الراجحة والرأي السديد هم من سادوا في النهاية. الحكومة ستبقى مفتوحة، وأشكر أعضاء هذا المجلس على الابتعاد بنا عن حافة إغلاق مكلف يمكن تفاديه ولا داعي له».
مخاوف أوميكرون
من جهة أخرى، أكد بايدن أن خطته لمحاربة وباء كوفيد-19 ومتحوراته خلال الشتاء الحالي لا تشمل فرض الإغلاق، أو منع المواطنين من الخروج من منازلهم، في مساعيه إنعاش الاقتصاد، وصولاً للمائة متر الأخيرة قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس المقرر عقدها في شهر نوفمبر المقبل.
وأضاف أن بلاده حالياً «في موقف أفضل مما كانت فيه العام الماضي»، الذي شهد فقدان أكثر من عشرين مليون أميركي وظائفهم، وارتفاع معدل البطالة إلى ما يقرب من خمسة عشر بالمائة لأول مرة منذ عام 1930، وتحقيق معدل نمو سلبي للمرة الأولى منذ وقوع الأزمة المالية العالمية في 2008.
وأكد بايدن، الذي أتم عامه التاسع والسبعين قبل أسبوعين، أن خطته لمحاربة الوباء تعتمد على «التوسع في توفير جرعة اللقاح التنشيطية للمواطنين، وتوفير اختبارات الكشف عن الفيروس بالمجان على نطاق واسع»، نافياً وجود نية للتوسع في إجبار المواطنين على تلقي اللقاح، ومتمنياً الحصول على تأييد أعضاء الحزب الجمهوري لخطته.
ارتفاع معدل التضخم
وفي خضام معركته مع ارتفاع أسعار وقود السيارات، وما تسببه من ارتفاع معدل التضخم، واضطرابات سلاسل الإمداد، بالإضافة إلى المشكلات المرتبطة بارتفاع عجز الميزانية الأميركية، ووصول الدين العام إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، وما سببه ذلك من صعوبة الحصول على الأموال اللازمة لتنفيذ خططه لتجديد البنية التحتية وتوسيع شبكات الإنترنت ومساعدة الأسر الأميركية، اضطر بايدن للإعلان عن خطواته في مواجهة المتحور الجديد أوميكرون يوم الخميس بعد ظهور أول حالتي إصابة في الأراضي الأميركية. وبعد دقائق من تحدثه، أعلنت السلطات في مدينة نيويورك اكتشاف خمس حالات إصابة بالمتحور الجديد، إلا أن كيثي هوتشل، محافظ الولاية التي تحمل نفس الاسم وتقع فيها المدينة قالت إن اكتشاف تلك الحالات لا يعني إصدار أوامر إغلاق في ولايتها.
خطط التلقيح
وبينما أعادت الدول الأوروبية فرض القيود على الحياة العامة لمحاربة الموجة الجديدة لانتشار الفيروس، اكتفى البيت الأبيض بمطالبة الشركات التي تضم مائة موظف أو أكثر بالمضي قدماً - طوعاً - في تلقيح موظفيها أو إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس لمن لم يتلق اللقاح بصورة أسبوعية بحلول الرابع من شهر يناير القادم. وقال بايدن يوم الخميس إن هدف إدارته هو إبقاء المدارس مفتوحة من خلال توفير المئات من عيادات التطعيم للأسر لتسهيل تحصين الآباء لأطفالهم».