حسونة الطيب (أبوظبي)

قبل أن تبدأ مؤشرات أسعار الفائدة في معاودة الارتفاع، ولتأمين قروض أقل تكلفة، هرع مديرو المال في الشركات العالمية، في موجة من الاقتراض تجاوزت 100 مليار دولار خلال الأسبوع الأول من العام الجاري. وبلغ إصدار سندات الشركات العالمية، حتى 7 يناير من هذا العام، نحو 101 مليار دولار، لتحل خلف الرقم القياسي المسجل في بداية العام الماضي فقط، عند 118 مليار دولار. 

سوق السندات
وتمكنت سوق سندات الشركات، من تحقيق الانتعاش عند بداية العام الحالي، بعد فترة سادها الخمول أثناء موسم الأعياد نهاية ديسمبر الماضي. وكانت موجة الصفقات الجديدة، بمثابة المؤشر للدلالة على  حجم تدفق الإصدارات بداية العام الحالي، في وقت تسعى فيه الشركات للاستفادة من سوق الدين، قبل بدء البنوك المركزية الرئيسية، في رفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل، ما يؤدي لزيادة تكلفة الاقتراض في قطاعات الاقتصاد المختلفة. 
وسيطرت البنوك وجهات الإصدارات المالية الأخرى، على هذه الصفقات، خاصة المؤسسات المالية الأجنبية، التي تعمل على جمع المال في الأسواق الأميركية. كما نشطت بعض المؤسسات الأخرى، في بيع السندات الجديدة مثل، وكالة ميتلايف للتأمين وشركة كاتربيلر للآليات الثقيلة.
ونتج عن هذه التحركات، جملة من الإصدارات الجديدة للأسهم، التي تراجعت  فوق 7 مليارات دولار بقليل خلال الأسبوع الأول من 2022، من واقع 22 مليار في الفترة نفسها من العام الذي سبق. وسادت عمليات بيع إضافية من شركات مدرجة، فضلاً عن انخفاض النشاطات التجارية الجديدة، بنسبة تزيد عن 50%، بالمقارنة مع 2021. لكن ما زال إجمالي الإصدارات عالياً قياساً على معايير تاريخية، مع اعتبار 2021، بمثابة الحالة الشاذة، إبان الأيام الأولى المعروفة ببطئها في إصدار الأسهم في أعقاب موسم الأعياد، بحسب «فاينانشيال تايمز».
وانعكس الركود الذي أصاب الأسواق، على أسواق الدين أيضاً، حيث قام المستثمرون بسحب بعض الطلبيات الخاصة بصفقات إصدار سندات جديدة. وينتج عن الزيادة في عائدات سندات الخزانة، ارتفاع في تكلفة اقتراض الشركات، ما ينعكس سلباً على قيمة السندات القائمة، التي توفر سعراً أقل في أسعار الفائدة بالنسبة للمستثمرين. كما يشجع ذلك في نفس الوقت، الشركات على العودة للأسواق بسرعة، قبل زيادة تكلفة الاقتراض.  

صعوبات
ويقول جوني فاين، مدير قسم إصدار الدين الاستثماري، في جولدمان ساكس: «استهل العام ببداية قوية، بيد أنها إشارة لبيئة مالية تحفها بعض الصعوبات، بالمقارنة مع ما شهده قطاع الدين في عام 2021». 
وارتفع متوسط العائد على السندات الاستثمارية خلال العام الحالي حتى الآن، من واقع 2.36% إلى 2.55%.   
وفي أسواق الأسهم الأميركية، تقدمت شركات التقنية الحيوية، التي تعتبر أقل حساسية للسوق العامة، ركب التداول بالنسبة للشركات القليلة المدرجة. لكن لا يزال، عدم الاستقرار الناتج عن إعادة تقييم السياسة المالية، واضحاً للغاية في تراجع أسعار أسهم شركات مثل، فجيل نيوروسينس، أول شركة علاجية في العالم تركز على الخلايا الدبقية الصغيرة، من 14 دولار إلى 11.41 دولار وفي أميلكس للأدوية من 21 إلى 16.72 دولار للسهم.