سيد الحجار (أبوظبي)

حققت محطة شمس للطاقة الشمسية المركزة خلال العام 2021، أعلى إنتاج سنوي في تاريخها، حيث بلغ إجمالي إنتاج المحطة من الكهرباء النظيفة خلال العام الماضي 336 جيجاواط/ساعي، بنمو %5 مقارنة بالعام 2020، و%8 مقارنة بمعدل السنوات الخمس الماضية. 
وقال ماجد العوضي، مدير عام شركة «شمس للطاقة» في حوار مع «الاتحاد»: إن محطة شمس حققت منذ تدشينها في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، خلال شهر مارس عام 2013، نتائج مميزة على مدى السنوات التسع الماضية، حيث بلغ حجم إنتاج المحطة حتى اليوم نحو 1800 جيجاواط/ساعي من الطاقة النظيفة، كما أسهمت المحطة في تفادي إطلاق 1.575 مليون طنّ من غاز ثاني أكسيد الكربون، ما يدعم جهود الإمارات للحد من تداعيات التغير المناخي.
وتتولى تشغيل محطة شمس شركة «شمس للطاقة» المملوكة من قبل شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، وشركة «توتال»، و«صندوق معاشات ومكافآت التقاعد لإمارة أبوظبي».
وتعتبر «شمس»، التي تحتفل خلال شهر مارس الحالي بعامها التاسع، إحدى أكبر محطات توليد الطاقة الشمسيّة المركّزة قيد التشغيل في العالم، وتصل قدرتها الإنتاجية إلى 100 ميجاواط، وتزود المحطة أكثر من 20 ألف منزل في أبوظبي باحتياجاتها من الكهرباء على مدار العام، وتساهم في تفادي إطلاق 175 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً. 
وتقع المحطة في منطقة الظفرة، على بعد حوالي 120 كيلومتراً من مدينة أبوظبي، وتمتد على مساحة 2,5 كيلومتر مربع، أي ما يعادل 285 ملعباً لكرة القدم، وتستخدم المحطة 258 ألف مرآة من عاكسات القطع المكافئ.
وأشار العوضي إلى أهمية محطة شمس في دعم تحقيق أهداف الإمارات لمواجهة تحديات المناخ، لاسيما ما يتعلق بالسعي لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، وزيادة حصة الطاقة النظيفة إلى 50%، حيث ساهمت المحطة بدور مهم في رسم ملامح قطاع الطاقة المتجددة في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأضاف أن مشروع «شمس» كان بمثابة اللبنة الأولى في استراتيجية دولة الإمارات للتحول نحو الطاقة النظيفة، حيث مهد الطريق للعديد من المشاريع الأخرى بمجال الطاقة الشمسية، مثل مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، ومشروع محطة نور أبوظبي، ومحطة الظفرة، وغيرها من المشاريع التي يجري الاستعداد لإطلاقها خلال الفترة المقبلة، موضحاً أن نجاح مشروع «شمس» أعطى المزيد من الثقة للمسؤولين والمستثمرين بجدوى تكنولوجيا الطاقة النظيفة في المنطقة.

الصحة والسلامة
وقال العوضي: إن محطة شمس تعتمد على تكنولوجيا الطاقة الشمسية المركزة، حيث يتم استخدام حرارة الشمس في توليد الطاقة، موضحاً أن التحديات التشغيلية مشابهة إلى حد كبير لمحطات الكهرباء التي تعمل بالغاز.

  • ماجد العوضي

وأضاف أن المحطة لم تشهد منذ 2016 أي حوادث ضخمة تستدعي التغيب عن العمل أو تسجل إصابات، حيث تعمل «شمس» وفق أعلى معايير الأمن والسلامة، موضحاً أن عدد الساعات الآمنة التي تم تسجيلها من دون أي إصابات تستدعي التغيب عن العمل بلغ 2.25 مليون ساعة عمل منذ يناير 2016، أي أكثر من 2200 يوم عمل خلال 6 سنوات، وذلك بفضل المنهجية الصحيحة التي تتبناها الشركة، والإشراف الدقيق على كافة العمليات والأنشطة الحيوية، فضلاً عن التزامها بالسياسات والإجراءات الخاصة بالصحة والسلامة والبيئة.
وقال العوضي: تلتزم شركة شمس بأعلى المعايير العالمية الخاصة بالصحة والسلامة والبيئة، وبالقوانين واللوائح التنظيمية السارية في دولة الإمارات، والصادرة من دائرة الطاقة بأبوظبي، ومركز أبوظبي للسلامة والصحة المهنية، حيث حصلت الشركة خلال السنوات الماضية على شهادات موثقة من هذه الجهات الرسمية، كما حصلنا على اعتماد أنظمة إدارة الجودة، والبيئة، والصحة والسلامة المهنية.
وأضاف: نجحنا خلال السنوات الماضية، في تطبيق نظام إدارة استمرارية الأعمال في ظل معايير الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، ودائرة الطاقة بأبوظبي، ولدينا اتفاقية تعاون مشتركة مع هيئة أبوظبي للدفاع المدني، نستعين بموجبها بخدمات وخبرات الهيئة في حالة حدوث أي حوادث، إلى جانب تنظيم تدريب دوري مشترك بمحطة شمس.
وأوضح أن أنظمة إدارة الصحة والسلامة والأمن والبيئة والجودة بالشركة تخضع دائماً إلى عملية تقييم دورية من عدة جهات رقابية مثل دائرة الطاقة، أو من الشركاء، وذلك بهدف الارتقاء بأهداف الشركة في هذه المجالات، وتحسين مؤشرات الأداء القابلة للقياس، وإعداد خطط العمل ذات الصلة، وتطبيق التدابير الرقابية المناسبة.
وقال العوضي: كسائر القطاعات، فإن جائحة كورونا كان لها بعض التأثيرات السلبية، موضحاً أن نظام إدارة استمرارية الأعمال ساهم بشكل كبير في الحد من هذه التأثيرات، حيث لم تتأثر الأعمال التشغيلية بالمحطة خلال فترة الجائحة واستمر العمل بوتيرة منتظمة.

دور مجتمعي
وأشار العوضي إلى الدور المجتمعي الفاعل لشركة شمس، موضحاً أن «شمس» عضو بلجنة الإشراف على البحوث لطلاب الدكتوراه بجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، كما تنظم الشركة برامج لطلاب الجامعات والمدارس، وهي مدرجة بنظام الرحلات في منهاج وزارة التربية والتعليم، كما يتم توفير المجال لطلاب الجامعات لإتمام ساعات العمل العملية عبر توفير برامج لمساعدتهم على مواكبة بيئة العمل.
ولفت إلى تنظيم الشركة مسابقة التحدي الشمسي السنوي، على مستوى منطقة الظفرة التعليمية، لتشجيع الطلاب على الابتكار بمجال الطاقة الشمسية.
وأوضح أن الشركة عضو في برنامج «نافس» الحكومي، حيث تقوم الشركة بالتعاون مع وزارة الطاقة والبنية التحتية، بتدريب الخريجين المواطنين وتأهيلهم لسوق العمل.
وأطلقت وزارة الطاقة والبنية التحتية خلال شهر يناير الماضي مبادرة (نافس في الطاقة)، بهدف تعزيز التوعية والتعاون ضمن شركات القطاع الخاص بمجال الطاقة ليكونوا شركاء فعالين لمبادرة نافس.
وأشار العوضي إلى اعتماد شركة شمس على سياسية التوظيف النوعي، حيث يتم التركيز على توطين وظائف من شأنها تقوية اقتصاد الدولة في مجال الطاقة المتجددة، موضحاً أن عدد العاملين بالشركة يصل إلى 88 موظفاً، وتصل نسبة التوطين بالإدارة إلى أكثر من 50%، ونسبة المواطنات 56% من إجمالي عدد المواطنين بالشركة. 

«الظفرة للابتكار»
أشار ماجد العوضي إلى استعداد شركة شمس لافتتاح مركز الظفرة للابتكار قريباً، والذي يعد أول مركز تفاعلي في المنطقة يمكن من خلاله الاطلاع على شركة «شمس للطاقة»، والتعرف على مجالات الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة وكذلك مشاريع الطاقة النظيفة في الإمارات.
وأوضح أن المشروع يستهدف توفير مركز بارز على مستوى المنطقة يتخصص في توفير المعارف المتعلقة بمجال الطاقة المتجددة، فضلاً عن تحفيز الشباب على المشاركة بدور فاعل في بناء مستقبل أكثر استدامة. 
وأكد أن المركز يهدف لترسيخ الدور الريادي لدولة الإمارات في ابتكارات الطاقة واستقطاب وتحفيز الزوار للمساهمة كأفراد في ترشيد استهلاك المياه والطاقة، وكذلك في تسليط الضوء على تكنولوجيا ومشاريع الطاقة المتجددة المحلية والعالمية.