شريف عادل (واشنطن)

ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تعاملات آخر أيام الأسبوع، إلا أن هذا الارتفاع لم يكن كافياً لمحو الخسائر الأسبوعية التي لحقت بها، للأسبوع الثالث على التوالي، بينما بقي أمل المستثمرين في الأسبوع القادم بتحقق الارتفاعات المعتادة في الأيام الأخيرة من كل عام.
وفي تعاملات هادئة، أغلقت في منتصفها سوق السندات، استعداداً لعطلة عيد الميلاد المجيد، ارتفع مؤشر داو جونز بأكثر من نصف بالمئة، وزاد مؤشر أس آند بي 500 نحو %0.6 من قيمته، بينما اكتفى مؤشر ناسداك بالارتفاع بنسبة %0.2. وستبقى كافة الأسواق الأميركية معطلة يوم الاثنين القادم، وأيضاً يوم الاثنين من الأسبوع التالي، في مناسبة مطلع العام الجديد.
وأظهرت بيانات صدرت الجمعة تراجع المؤشر المفضل للتضخم لدى بنك الاحتياط الفدرالي، وهو مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، بينما أظهرت بيانات أخرى تباطؤ إنفاق المستهلكين والشركات خلال الشهر المنتهي.
وقالت وزارة التجارة يوم الجمعة إن الإنفاق الشخصي زاد بنسبة 0.1% في نوفمبر مقارنةً بالشهر السابق، مسجلاً تراجعاً عن زيادة بنسبة 0.9% في شهر أكتوبر، حيث عززت الأسر الأميركية إنفاقها على الخدمات الشهر الماضي، بينما خفضت الإنفاق على السلع، بما فيها السيارات.
ولا يبدو أن المستثمرين سيشعرون بالأمان حتى يحل موعد اجتماع البنك الفيدرالي في فبراير القادم، حيث أصبحت بيانات قوة الاقتصاد تسمح للبنك الفيدرالي بمزيد من التشدد، بينما تؤكد البيانات الضعيفة اقتراب الاقتصاد الأكبر في العالم من الدخول في ركود. وبين مطرقة التضخم وسندان الركود، زاد تذبذب الأسواق خلال الأشهر الأخيرة، وتسبب فيما بدا واضحاً من عزوف المستثمرين عن المخاطرة.
وعلى صلة بتلك التطورات، تأرجح مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية بين المنطقتين الحمراء والخضراء، يوم الجمعة، في تعاملات ضعيفة قبل عطلة نهاية الأسبوع المطولة، لينهي اليوم دون تغير يذكر، غير أنه سجل ارتفاعاً أسبوعياً بلغ 0.6%.
وفي الأسواق الأخرى، تراجع الدولار أمام سلة من مجموعة من العملات الرئيسة، متأثراً ببيانات تباطؤ الاقتصاد والإنفاق الأميركيين، بسبب ما توقعته الأسواق من إبطاء البنك الفيدرالي لوتيرة رفع الفائدة خلال الفترة القادمة، بينما استفاد الذهب من تلك التوقعات ليسجل ارتفاعاً أسبوعياً بنسبة 0.2%، في أفضل أداء له في الأسابيع الثلاثة الأخيرة.
أيضاً ارتفعت أسعار النفط بنحو ثلاثة دولارات، ليصل سعر البرميل من خام برنت إلى ما يقارب  84 دولاراً، ويتجاوز سعر البرميل من خام غرب تكساس الأميركي 79.5 دولار، بعد تزايد احتمالات تخفيض روسيا إنتاجها من النفط، رداً على اتفاق دول الاتحاد الأوروبي على وضع سقف لسعر النفط الروسي. وتوقعت وكالة رويترز أن تخفض الشركات الروسية إنتاجها من النفط بما يقرب من 20% في ديسمبر الجاري، مقارنة بإنتاج الشهر الماضي.