يوسف العربي (أبوظبي)

أكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، رئيس المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية، أن المؤتمر الذي يعقد في العاصمة أبوظبي يشكل منصة عالمية لاستعراض ريادة الإمارات في مجال التجارة العالمية لاسيما بعد تسجيلها أرقاماً قياسية على هذا الصعيد خلال العام 2023.
وقال معاليه خلال الإحاطة الإعلامية التي عقدت في أبوظبي أمس، إن المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية يحظى بمشاركة دولية قوية، حيث تستعد الإمارات لاستقبال 175 وفداً دولياً يضمون 5900 شخص من 166 دولة، كما تأكد حضور رئيس جزر القمر ورئيس تيمور الشرقية، بالإضافة إلى 150 وزيراً، و60 نائب وزير، و290 برلمانياً.
وأضاف معاليه أنه تم عقد أكثر من 100 اجتماع وزاري لضمان نجاح المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية، موضحاً أن المشاركين يعملون على الدفع بالعديد من الملفات المهمة إلى الأمام وسط مشاركة قوية للقطاع الخاص من خلال الشركات مع التركيز على تكنولوجيا التجارة وتوظيفها وضمان وجود تشريعات كافية لمواكبة هذا النمو على هذا الصعيد.
وأكد لـ «الاتحاد» أن التكنولوجيا تتمتع بالقدرة على التأثير بشكل إيجابي على كل رابط في سلاسل التوريد العالمية، بدءاً من عمليات التفتيش الجمركي الآلية إلى أنظمة إدارة المخزون الموجهة بالذكاء الاصطناعي ويمكنها أيضاً توسيع نطاق التجارة، وتمكين الدول الصغيرة والشركات الصغيرة والمتوسطة من المشاركة في النظام التجاري العالمي بشكل عادل وآمن.
ولفت معاليه إلى أنه تم العمل على إعداد مسودة مكونة من 50 صفحة لإصلاح منظمة التجارة العالمية تشمل تطوير عمل المنظمة لضمان زيادة فعالياتها في تحفيز التجارة العالمية. 

حدث رئيسي
وتستعد دولة الإمارات لاستضافة المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي خلال الفترة من 26 إلى 29 فبراير 2023، وهو حدث رئيسي يجمع بين وزراء التجارة وكبار المسؤولين من جميع أنحاء العالم لإجراء نقاشات حول القواعد واللوائح الناظمة لأنشطة التجارة العالمية. 
ومن خلال هذا المؤتمر، الذي يستضيف 175 وفداً من أعضاء المنظمة والأعضاء بصفة مراقب إلى جانب قادة القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية وممثلي المجتمع المدني، وستتاح للمجتمع الدولي فرصة التعاون من أجل التوصل إلى نظام تجاري أكثر كفاءة واستدامة وشمولاً. 
وأكد معالي ثاني بن أحمد الزيودي، أهمية المؤتمر الوزاري الثالث عشر للمنظمة في إعادة تشكيل مستقبل التجارة العالمية، مضيفاً: يعد وجود نظام تجاري قوي وشامل متعدد الأطراف أمراً ضرورياً لتعزيز النمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل، ورفع مستويات المعيشة. 

شراكات جديدة
وقال معالي ثاني بن أحمد الزيودي، إن حجم التجارة الخارجية غير النفطية للدولة خلال الأعوام المقبلة سيستمر في النمو مع زيادة عدد اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة مع العديد من الدول، حيث تتيح هذه الاتفاقيات للمصدرين والشركات والمصانع المحلية الوصول إلى الأسواق العالمية بأقل العراقيل الجمركية، ما يسهم في الوصول إلى أحجام التجارة التي تلبي الطموحات المستقبلية للدولة
وأوضح لـ «الاتحاد» أنه من المقرر توقيع ثلاث أو أربع اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة جديدة في الفترة القليلة المقبلة، مشيراً إلى وجود خطة للتوسع في هذه الاتفاقيات على مستوى العالم.
وأكد معاليه، أن توجهات الدولة فيما يخص التجارة الخارجية، هي تعزيز التواجد الدولي من خلال فتح أسواق جديدة وضمان انسيابية وصول الخدمات والسلع الإماراتية إلى الأسواق الخارجية، وأيضاً انسيابية السلع والخدمات إلى السوق المحلية، بما يضمن التقليل من التضخم وتخفض الرسوم والتكاليف على المستهلكين. وأشار إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تستهدف مضاعفة نسبة نمو تجارة الخدمات من 5.2% إلى 9.4% نظراً لأهمية هذا القطاع وفرص نموه الواعدة في الدولة.

قضايا ملحة 
وقال معالي أحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي: نتطلع للترحيب بقادة التجارة العالمية للتباحث حول أكثر القضايا الملحة والتوصل إلى حلول مبتكرة لتحديات الحاضر والمستقبل. وتؤكد استضافة المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي مقوماتها كمركز عالمي. 
وأضاف: تشكل التجارة وتبادل السلع والأفكار والابتكارات مع بقية دول العالم جزءاً لا يتجزأ من تاريخ أبوظبي ونهضتها الحديثة، وسيكون للتجارة الحرة والعادلة دور محوري في مستقبلنا، إذ نعمل على تعزيز مكانة دولة الإمارات وأبوظبي كوجهة مفضلة للمواهب والأعمال والاستثمارات، وحلقة وصل رئيسية في سلاسل التوريد الدولية، وباعتبارنا الجهة المضيفة للمؤتمر الوزاري الثالث عشر، سنقدم الدعم اللازم لضمان نجاح المؤتمر، بما يمكّن النظام التجاري العالمي من الارتقاء بالاقتصادات وتحسين معيشة الشعوب. 

معالجة التحديات
وسيسعى المشاركون في المؤتمر الوزاري الثالث عشر إلى الاستفادة مما تم تحقيقه خلال المؤتمر الوزاري الثاني عشر الذي عُقد في جنيف في يونيو 2022، والذي شهد إنجازات كبيرة في ما يتعلق بدعم مصايد الأسماك والأمن الغذائي والتجارة الإلكترونية.

اتفاق إماراتي كاميروني
أكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية أنه حين تقدمت دولة الإمارات بطلب استضافة المؤتمر الوزاري 13 لمنظمة التجارة العالمية كانت دولة الكاميرون قد تقدمت باستضافة المؤتمر نفسه.
وأشار إلى أن الإمارات حرصت على الحفاظ على الإجماع داخل منظمة التجارة العالمية، وخاضت مفاوضات ودية مع دولة الكاميرون، حيث تم الاتفاق على استضافة دولة الإمارات للمؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية، فيما تستضيف الكاميرون المؤتمر الرابع عشر بعد عامين.

قضايا مهمة
قال جمعة الكيت الوكيل المساعد لشؤون التجارة الدولية في وزارة الاقتصاد: المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية يعد المنتدى التفاوضي الوحيد لجميع أعضاء المنظمة للتفاوض والاتفاق على الأجندة التجارية العالمية لافتاً إلى وصول حجم التجارة العالمية إلى 63 تريليون دولار.
ولفت إلى الأجندة تشمل العديد من القضايا المهمة لجميع الدول بمختلف مستوياتها التنموية، حيث سيتم مناقشة موضوعات تتعلق بالزراعة، واتفاقيات مصائد الأسماك، والتجارة الإلكترونية، وسلاسل الإمداد، وكيفية أن يكون لمنظمة التجارة العالمية القدرة على التنبؤ بتدفق السلع الأساسية والأولية تسهيل الاستثمار والإصلاح في هيكل منظمة التجارة العالمية وكذلك آلية تسوية المنازعات التجارية.