عمرو عبيد (القاهرة)

عاد المنتخب من تأخره بهدفين مباغتين أمام نظيره الطاجيكي، ليحقق «ريمونتادا» ناجحة ويفوز بثلاثة أهداف، في مواجهة كشفت عن قدرة «الأبيض» على امتلاك الكرة وتنفيذ الضغط العالي، وصناعة خطورة هجومية، لكن على الجانب الآخر، بقيت بعض الثغرات المتعلقة بالتمركز والارتداد الدفاعي، في حاجة إلى التصحيح والتطوير.
«الأبيض» كان صاحب الكرة في أغلب فترات المباراة، خاصة مع الضغط المستمر وسرعة استعادة الكرة الثانية، لكن المساحات على الطرفين الدفاعيين، كانت بحاجة لدعم من لاعبي الخط الأمامي، وهو ما ظهر بوضوح في كرة الهدف الثاني لطاجيكستان، الذي اعتمد على الدفاع المتأخر، والتحول السريع للهجوم عبر المرتدات، ولهذا خرجت الإحصائيات الفنية العامة بنسبة استحواذ كبيرة جداً لمنتخبنا، بـ74%، بواقع 72% في الشوط الأول، و76% في الشوط الثاني، مقابل امتلاك المنافس الكرة بنسبة لم تتجاوز 26% طوال المباراة، كما استطاع لاعبونا تمرير 670 كرة بدقة 90.5%، مقابل 78.4% للمنتخب الطاجيكي عبر 269 تمريرة فقط.
اتسمت صناعة هجمات «الأبيض» في الشوط الأول بالبطء، بسبب عدم وضوح الرؤية في وسط الملعب، حيث عاد فابيو ليما كثيراً للقيام بهذا الدور خلال تلك الفترة، مع ميله جهة اليمين، الأكثر نشاطاً طوال المباراة، في حين تراجع تأثير الجبهة اليسرى هجوماً ودفاعاً، وعقب دخول خلفان مبارك، زادت خطورة «الأبيض» وباتت الهجمات تصل بصورة أفضل وأكثر سرعة، وتشير الأرقام إلى أن الطرف الأيمن نفذ أكثر من نصف عدد هجمات منتخبنا، بنسبة 51%، وهو الجانب الذي أسهم في تسجيل «الثلاثية»، بينما وضع المنافس تركيزه الهجومي عليه أيضاً، بإجمالي 10 هجمات، تمثل 43% من محاولاته، معتمداً على المساحات الخلفية أثناء تقدم هجوم «الأبيض» عبر تلك الجبهة.
ولا خلاف على أن منتخبنا كان الأغزر هجوماً والأكثر خطورة، طوال المباراة، إذ اكتفى المنافس بخطف هدفين من أخطاء دفاعية عبر فرصتين له فقط طوال المباراة، في حين صنع «الأبيض» 11 فرصة تهديفية، لكن اللاعبين تباروا في إهدارها، حيث حصل منتخبنا على 4 فرص في الشوط الأول، مقابل 7 في الثاني، الذي تسيده تماماً، كما كان متوقعاً منذ البداية، بينما لم يشكل طاجيكستان أي خطورة في تلك الفترة الثانية، في ظل الضغط المستمر من جانب «الأبيض».سدد منتخبنا في المباراة 22 كرة على المرمى، بواقع محاولة واحدة كل 4 دقائق، وجاءت دقتها بنسبة 50%، بعد تسديد 11 كرة بين القائمين والعارضة، مقابل مثلها بعيداً عن المرمى، وكان منتخبنا الأكثر توغلاً في دفاعات المنافس، بعدما سدد 59% من الكرات داخل منطقة الجزاء.
على الصعيد الفردي، برز علي مبخوت كالعادة، بعدما كان الأكثر محاولة على المرمى، بإجمالي 5 تسديدات، ذهبت 4 منها بين القائمين والعارضة، بدقة 80%، كما كان الأغزر تسديداً داخل منطقة الجزاء، بـ3 محاولات، متساوياً مع ليما، في حين سدد محمود خميس جميع كراته خارج المنطقة، في 3 محاولات، وكان بندر الأحبابي الأفضل على مستوى التمرير الفعال، حيث صنع 3 فرص تهديفية، تحولت واحدة منها إلى «صناعة»، ويبقى كايو أكثر اللاعبين إهداراً للفرص، وتكرر ذلك في 3 مناسبات.

الأحبابي: نحتاج مزيداً من الوقت
أكد بندر الأحبابي جناح المنتخب والعين، أن «الأبيض» نجح في الخروج بالفوز من تجربة لم تكن سهلة، في ظل الحاجة إلى المزيد من الوقت للوصول إلى التجانس بين لاعبين. وقال: البداية لم تكن جيدة، لكن المهم أننا حققنا الفوز، وهذا هو المطلوب، الآن نحن نستعد للتصفيات في مارس، ونحتاج إلى مثل هذه التجارب، حتى يحدث التأقلم والتجانس بين العناصر التي يستقر عليها المدرب، بعد اختياره للتشكيلة الأساسية، وما زلنا في مرحلة تجارب، وبالتأكيد الانسجام والجاهزية يتطلبان الوقت، خصوصا بعد توقف الدوري، وتراجع المستويات بشكل عام، ثم استعادة الثقة، واستئناف النشاط، والآن الكل يبحث عن التطور في المستوى، وتقديم الأفضل. 
وعن رسالته إلى الشارع الرياضي، قال: لا نريد لجماهير المنتخب أن تحزن، عليهم أن يتأكدوا بأننا نبذل كل ما لدينا لإسعادهم، وفي المباريات والتجمعات المقبلة سيكون الأداء أفضل بالتأكيد، بعد استيعاب المطلوب من اللاعبين، والوصول إلى التشكيلة المنتظرة.