عمرو عبيد (القاهرة)

 بلغ فريق الأهلي المصري نهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة الثانية على التوالي والـ14 في تاريخه، بالبطولة الأكبر في "القارة السمراء" على مستوى الأندية، بعد تجاوزه عقبة الترجي التونسي في نصف النهائي، بالفوز ذهاباً وإياباً، وتأهل الأهلي إلى نهائي دوري الأبطال الأفريقي توالياً للمرة الرابعة في مسيرته الأفريقية الباهرة.

 وكانت المرة الأولى في نسختي 1982 و1983، وكذلك 2012 و2013 ثم 2017 و2018، لكن يبقى إنجازه الرائع ببلوغ 4 مباريات نهائية متتالية بين عامي 2005 و2008، فاز في ثلاثة منها.

 "عملاق الكرة المصرية" رد خسارته لقب عام 2018 على يد الترجي التونسي، الذي وقع ضحية هذه المرة بالهزيمة ذهاباً وإياباً في نصف النهائي، ليستمر الأهلي في لعب دور "أمير الانتقام" الذي بدأه في ثمانينيات القرن الماضي ولا يزال مستمراً، لأن "المارد الأحمر" لم ينسَ الإقصاء التاريخي الأول أمام مولودية الجزائري عام 1976، ليرد له الدين بعد 8 سنوات، عندما تغلب عليه في الدور الثاني من بطولة أبطال الكؤوس عام 1984، في طريقه نحو اللقب آنذاك.

 كوتوكو الغاني منع الأهلي من الاحتفاظ بلقب "الشامبيونزليج" عام 1983، ليقصيه الأخير من نسخة 1987 قبل التتويج بالنجمة الثانية، مثلما فعل مع أفريكا سبورت الإيفواري، الذي أبعده عن "كأس الكؤوس 1992"، فهزمه الأهلي في نهائي 1993، وعاد لمنصات التتويج القارية بعد غياب استمر 6 سنوات في ذلك الوقت.

 وفي عام 1994، صعق الزمالك مواطنه وغريمه الأزلي في كأس السوبر عام 1994، ليعاقبه "أمير الانتقام" طوال 15 عاماً، حيث لم يخسر أمامه أبداً خلال 9 مواجهات أفريقية، انتهت بـ6 انتصارات لـ"الأحمر" و3 تعادلات، قبل أن يوجه له "ضربة قاضية" في "نهائي القرن" عام 2020.

 وشهد نهائي 2006 انتظار جماهير الصفاقسي التونسي استسلام "نادي القرن" بعد التعادل في مباراة الذهاب بنتيجة 1/1، لكن الرد جاء مدوياً في رادس بهدف قاتل منح الأهلي اللقب الثاني على التوالي، وكانت مدينة رادس شاهدة على "ثأر كروي" مكرر للأهلي، بحصد لقب 2012 في عقر دارالترجي، بعد عامين فقط من "هدف اليد الشهير" الذي أبعده عن البطولة في عام 2010 ثم الخروج من دور المجموعات بسبب "شيخ الأندية التونسية" عام 2011.

 فرق جنوب أفريقيا دخلت "القائمة الحمراء الخاصة" بعد فوز أورلاندو بايرتس على الأهلي في رمضان 2013، الذي عاد ليحصد اللقب في النهاية على حساب "القراصنة"، ومنذ "خماسية" صن داونز عام 2019، لم يتمكن "الأولاد" من الصمود أمام "المارد الأحمر"، حيث بصمت النسخة الماضية من دوري الأبطال على رد الأهلي القوي في وجه صن داونز، وهو ما كرره في البطولة الجارية أيضاً.

 وكان الوداد المغربي أحد ضحايا "أمير الانتقام" في بطولة 2020، التي أقصاه منها "العملاق الأحمر" في نصف النهائي ، رداً على خسارة لقب 2017، بسيناريو مشابه لما حدث مع الترجي في البطولة الجارية.