عمرو عبيد (القاهرة)
تملك بعض دول العالم رصيداً ضئيلاً من الميداليات الأولمبية، ولهذا تنتظر وتأمل في خروج أبطالها عبر فترات زمنية متباعدة لمنحها هذا المجد العالمي، الذي يشجع الأطفال للسير على نهج الأساطير وتحويل الأحلام الصغيرة إلى حقيقة، وهناك العديد من الأمثلة التي نشاهدها حالياً في أولمبياد «طوكيو 2020»، بينها المصارع المصري محمد إبراهيم السيد، الذي شاهد مواطنه الأسطوري كرم جابر في عام 2004 يحصد الذهبية المصرية الأخيرة في الأولمبياد حتى الآن، ليبدأ حلم «كيشو» في عمر 6 سنوات، وها هو يُعيد مصر إلى التتويج في ذات اللعبة بعد 9 سنوات.
وصحيح أن هداية ملاك اعتادت التتويج منذ أولمبياد 2016، لكن مواطنها سيف عيسى عانق ميدالية غائبة عن مصر في منافسات رجال التايكواندو منذ «أثينا 2004»، عندما حصد تامر بيومي البرونزية، وقتما كان عمر سيف قد تجاوز السادسة بقليل، بينما كان سفيان البقالي ابن 8 سنوات فقط عندما صنع الأسطوري هشام القروج معجزته في «أولمبياد 2004» أيضاً، بالفوز بذهبيتي سباقات العدو 1500 و5000 متر، وعاد البقالي بعد 17 عاماً ليهدي المغرب ذهبية نادرة في سباق 3000 متر موانع.
أحمد الحفناوي سار على نهج أسامة الملولي، قرش المتوسط، الذي منح تونس ميدالية ذهبية في السباحة عام 2012، ووقتها لم يكن الحفناوي قد بلغ من العمر 10 سنوات، لكنه نجح في إعادة الذهب إلى بلاده في عمر 18 عاماً بعد غياب تونسي قصير، وأصبح محمد خليل الجندوبي أول من يحقق ميدالية عربية في الأولمبياد الحالي، بفضية التايكواندو، متفوقاً على مواطنه أسامة الوسلاتي صاحب برونزية 2016، عندما كان الجندوبي ابن 14 عاماً، لكنه لم يكن قد وُلد عندما حصدت تونس آخر فضياتها عام 1972.
على جانب آخر، بدأت الكويت مشاركاتها الأولمبية عام 1968، بـالرياضيين فقط، اللذين شاهدهما عبد الله الرشيدي في عمر 5 سنوات وقتها، ليخوض بعدها غمار منافسات رماية الاسكيت وينجح في تحقيق برونزيتي 2016 و2020، بعدما شارف على الستين من عمره، أما الربّاع معن أسعد فلم يكن قد بلغ الـ11 من عمره، عندما حصدت سوريا آخر ميدالياتها عام 2004، حيث نجح الملاكم ناصر الشامي في إضافة البرونزية للرصيد السوري، قبل أن يضيف أسعد الميدالية الرابعة بعد 17 عاماً.
أما أومير مارسيال فرفع رصيد الفلبين إلى 3 ميداليات في «طوكيو 2020»، بعدما أضاف برونزية الملاكمة لوزن المتوسط، والطريف أن أومير لم يكن قد أكمل عامه الأول عندما حصد مواطنه مانسويتو فيلاسكو فضية وزن الذبابة الخفيف عام 1996، في حين أن ذهبية برمودا التاريخية الأولى وقعت عليها لاعبة «الترايثلون» فلورا دافي، التي لم تكن وُلدت وربما لم يتعارف والداها، عندما فاز مواطنها كلارنس هيل ببرونزية الملاكمة عام 1976، حيث جاءت دافي إلى الدنيا بعد 11 عاماً من هذا الإنجاز.