معتز الشامي (دبي)

 لا يزال الجدل مستمراً حول مستقبل كرة القدم عالمياً، في ظل اتضاح معالم الطريق، بالنسبة لخطة فيفا، لإقامة المونديال كل عامين بدلاً من 4 أعوام كما هو الوضع حالياً.

 وشهد اجتماع «قمة فيفا» الذي تم خلاله توجسه الدعوة إلى رؤساء الاتحادات الوطنية حول العالم مساء أول أمس الخميس، شرحاً لكافة التفاصيل الخاصة بالمقترح السعودي الذي تبناه الاتحاد الدولي، وعقد بشأنه أكثر من ورشة عمل مع اللجان المعنية، للوقوف على الفوائد التي ستعود جراء هذا التعديل، الذي يمكن وصفه بالتاريخي على مسار المونديال، الذي يقام بشكلها الحالي كل 4 أعوام منذ عام 1930.

 ورغم الإيجابيات التي تم عرضها في اجتماع القمة الأخير، إلا أن الاتحاد الأوروبي لا يزال يرفض الفكرة وينتقدها، كما انتقد أسلوب فيفا الذي روج لمشروعه في وسائل الإعلام منذ مارس الماضي، عبر مدير التطوير الفرنسي أرسين فينجر، من دون أن يتشاور رسمياً مع الاتحادات والروابط وممثلي روابط المشجعين والأندية، وهو ما طالب به «يويفا»، وطالب ضرورة أن يكون هناك إشراك للإعلام والجماهير، وقد وافق «فيفا» على هذا المطلب، ما يعكس مؤشراً بثقة «فيفا» في تفوق مشروعه.

 «الاتحاد الرياضي» حصلت على معلومات من الاتحاد الدولي، حول بعض تفاصيل المشروع المنتظر، وأسباب تمسك فيفا به بهذا الشكل، حيث أشارت المصادر إلى أن فيفا على ثقة بأن متوسط الدخل سيزيد لأكثر من 3.5 إلى 4.5 مليار دولار إضافية، على الدخل الطبيعي الذي يتحقق حالياً كل 4 سنوات، وبالتالي سيقفز الدخل في الدورة الواحدة لمجلس فيفا ما بين 8.5 إلى 9.5 مليار دولار، من المونديال وحده، بخلاف الدخل المتوقع من الشكل الجديد لمونديال الأندية بمشاركة 24 فريقاً.

 «فيفا» ألمح خلال القمة إلى أن هناك فرصة سانحة بعد إقرار المونديال كل عامين، إلى زيادة الإنفاق على مشاريع التطوير في الاتحادات الوطنية حول العالم، حيث يمنح الاتحاد الدولي حالياً 1.25 مليون دولار سنوياً لكل اتحاد، ويتوقع أن يتضاعف الرقم مرة على الأقل إلى مرة ونصف، حال تم إقرار إقامة البطولة كل عامين، بخلاف دعم مشاريع إنشائية لدعم الاتحادات الأشد فقراً وتطوير الأكاديميات بها.

 وأكدت المصادر إلى أن فيفا يواجه عصيان اليويفا، بقوة الدخل المالي وزيادة الإنفاق على الاتحادات الوطنية حول العالم، بالإضافة للكتلة الصلبة التي أيدت من اليوم الأول المقترح بأغلبية كاسحة، وصلت إلى 166 دولة، تمثلت في اتحادات آسيا وأفريقيا وأوقيانوسيا، بالإضافة إلى بعض اتحادات الوطنية في قارات مختلفة منها قارة كونكاكاف وأميركا اللاتينية. فيما كانت القمة قد ناقشت العديد من القضايا والأفكار المتعلقة بمستقبل اللعبة الشعبية الأولى بالعالم، وتقليل أيام الفيفا والتجمعات خلال العام، وإعادة النظر في توزيع المبالغ المالية والإيرادات عند استضافة البطولات الكروية، التي يُشرف عليها الاتحاد الدولي، إلى جانب طرح مقترح إعداد ملف جديد لمستقبل البطولات الخاصة بالمراحل السنية.

 وأعلن الاتحاد الدولي أنه سيقوم بدراسة جميع الأفكار والمقترحات التي طُرحت بالقمة، من خلال إقامته لمجموعة من ورش العمل بمشاركة مختلف الاتحادات الوطنية الأعضاء، والاستعانة بآراء المختصين بكرة القدم من مدربين ولاعبين ونجوم سابقين ونقاد ومحللين وإعلاميين ومسؤولي الشركات الراعية، وكذلك إشراك الجماهير عبر استبيان خاص لوضع الأفكار والآراء، حول جميع المقترحات التي سيتم تحليلها لمناقشتها في القمة المقبلة، المزمع إقامتها في شهر ديسمبر المقبل، ومن ثم رفعها إلى الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم لاتخاذ القرارات المناسبة بهذا الشأن، وبحسب المصادر ضمن فيفا تأييداً وصل لأكثر من 160 دولة بالفعل لهذا المقترح حتى الآن.

 أوضحت المصادر بالاتحاد الدولي، أن تحديد ملامح وموعد البطولة المرتقبة، وما إذا كانت ستقام في الأعوام الزوجية بداية من 2028 أم الفردية بداية من 2029، سيتم طرحها مجدداً على وجه أوضح في قمة ديسمبر المقبل، بعد رؤية الاتحادات القارية حول العالم للروزنامة الأفضل بالنسبة لظروفها، ومن ثم يتم اتخاذ القرار لاحقاً في الجمعية العمومية المقررة في الصيف المقبل.

 من جهته أشاد محمد بن هزام الأمين العام لاتحاد الكرة، بالأفكار التي طرحت من جانب الفيفا، خلال «القمة» الأخيرة، ولفت إلى أن الاتحاد الإماراتي على تواصل مع الفيفا والاتحاد الآسيوي، وهناك تنسيق حول هذا الأمر، موضحاً أن الإمارات رحبت بفكرة إقامة المونديال كل عامين، لما له من أثار فنية ولوجستية وتطويرية على اللعبة، على المدى القصير والبعيد.

وأشار إلى أن هناك تشاوراً مستمراً مع الاتحادين الآسيوي والدولي في هذا الجانب، خاصة أن الاتحاد الإماراتي يعزز من حضوره في المحافل القارية والدولية، حيث حدد ضمن أهدافه الاستراتيجية أن يكون شريكاً في صنع القرار الرياضي الكروي، على المستوى القاري والدولي.