معتز الشامي (دبي)


يواصل الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، بقيادة الهولندي مارفيك متابعة مباريات «الجولة 13» لـ «دوري أدنوك للمحترفين»، وذلك لاختيار أنسب العناصر للتجمع المرتقب الذي يدخله «الأبيض» يوم 18 يناير الجاري، ويستمر حتى موعد الجولتين السابعة والثامنة، من مشوار التصفيات المؤهلة إلى «مونديال 2022»، أمام سوريا يوم 27 يناير، وإيران في الأول من فبراير، ضمن المجموعة الأولى.
وأصبح الخط الأمامي للمنتخب في مشكلة، ليس فقط لغياب التوفيق عن القوة الهجومية في التصفيات، المتمثلة في علي مبخوت هداف «الأبيض» والجزيرة، بالإضافة إلى تيجالي مهاجم النصر، والتي شهدت تسجيل 4 أهداف فقط خلال 6 مباريات. 
يستمر وضع الهجوم في الأزمة نفسها، خاصة بعد ابتعاد مبخوت عن المشاركة خلال الجولات الماضية، وعدم جاهزيته للحاق بالتجمع المرتقب يوم 18 يناير، حيث يتوقع غياب اللاعب عن المعسكر، ما يجعل خيارات الخط الأمامي ضيقة للغاية بالنسبة لمارفيك، الذي يجد نفسه أمام الاعتماد على تيجالي بمفرده، وبالتالي يحتاج إلى البحث عن خيارات أخرى، وقد يجدها في لاعبي الصف الثاني، وبعض الأسماء التي برزت مؤخراً، مثل أحمد فوزي مهاجم الجزيرة، أو إعادة زايد العامري الذي لم يشارك أساسياً مع فريقه، وتعرض للإصابة مؤخراً، وينتظر أن يعود إلى تشكيلة الجزيرة.
وكان مارفيك قد أبدى عدم قناعته بأن يقود تيجالي بمفرده هجوم المنتخب، حيث سبق وأن قام بتجربته في آخر مباراتين رسميتين لـ «الأبيض» في كأس العرب، ولم يقدم تيجالي الأداء المنتظر في الوقت الذي يحتاج فيه المنتخب إلى رأس حربة يستطيع تنفيذ الأفكار التكتيكية، ومساعدة المنتخب لتحقيق نتائج إيجابية، خصوصاً في مواجهة سوريا 27 يناير، وهي المباراة التي يحتاج فيها المنتخب إلى الخروج بـ «العلامة الكاملة»، لضمان حظوظه في المنافسة على بطاقة التأهل إلى الملحق القاري.
وسيكون الجهاز الفني لمنتخبنا مطالب بالبحث عن حلول خلال متابعته للجولة الحالية من الدوري، بالإضافة إلى ربع نهائي كأس رئيس الدولة يومي 15 و16 يناير، على أمل اختيار أجهز العناصر للتجمع المنتظر، فيما يتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة بعض التغييرات التكتيكية في طريقة وأسلوب اللعب، وأيضاً مراكز بعض اللاعبين لزيادة الفاعلية الهجومية، في ظل تأثر القوة الضاربة لـ «الأبيض» خلال مشوار التصفيات، وظهور ذلك واضحاً حتى في مباريات كأس العرب الأخيرة.
وكانت عودة فابيو دي ليما للمشاركة مع الوصل وتقديم أداء متميز، أحد النقاط الإيجابية، حيث غاب اللاعب عن كأس العرب للإصابة، ولم يكن ليما المكسب الوحيد لـ «الأبيض»، ولكن استعاد أيضاً علي صالح فاعليته وخطورته الهجومية، وأصبح أحد الخيارات المهمة في تشكيلة «الأبيض»، ويحتاج المنتخب للأداء بروح قتالية عالية خلال المرحلة المقبلة، لتعزيز فرصه في تحقيق النتائج الإيجابية خلال الجولات المتبقية من تصفيات «المونديال».
من جانبه، أكد الألماني شايفر مدرب العين وشباب الأهلي وبني ياس الأسبق، ضرورة البحث عن حلول لتطوير أداء المنتخب على مستوى الهجوم، خاصة أنه عانى خلال مشوار التصفيات من كثرة إضاعة الفرص وغياب التركيز في اللمسة الأخيرة، مشيراً إلى أن غياب مبخوت، بالإضافة إلى عدم وجود بديل جاهز لمركز المهاجم ورأس الحربة، يعتبر أزمة جديدة بالنسبة للمنتخب في المباريات المقبلة، وبالتالي يتطلب ضرورة تغيير فلسفة التعامل مع العناصر الهجومية صاحبة المهارة في التشكيلة.
وأشاد شايفر بالمواهب المتوفرة في الدوري عموماً، لافتاً إلى وجود لاعبين أصحاب حلول فردية، يمكنهم تشكيل فارق في أداء المنتخب عند الاستعانة بهم، بجانب وجود لاعبين يستحقون فرصاً في المشاركة، وهذا يعتمد على رؤية مارفيك بالتأكيد، ولفت إلى أن تكثيف حضور لاعبي الوسط والأطراف في التشكيلة سيكون خياراً بديلاً، حال لم يكن لدى «الأبيض» المهاجم الجاهز سواء للإصابات أو الغيابات.
وشدد المدرب الألماني على ضرورة أن تكون فلسفة اللعب الجماعي حاضرة في تكتيك المنتخب في المباريات المقبلة، مع تأمين الوسط والدفاع واستغلال اللاعبين أصحاب الخبرات والمهارات لزيادة التجانس بينهم.