معتز الشامي (دبي)

أعلن الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس اتحاد كرة القدم، عن مشروعات طموحة لتحويل وجه كرة الإمارات، عبر البدء في ابتعاث أبرز المواهب إلى تجارب احتراف خارجية، والبداية بعدد 5 لاعبين في الموسم المقبل، من جيل منتخب الشباب والأولمبي لدوريات في أوروبا، بهدف الحصول على الخبرات اللازمة، وعيش حياة الاحتراف، والانخراط في أندية تمنح فرصة المشاركة واللعب أساسياً.
وتشرف لجنة خاصة تضم أعضاءً من إدارة المنتخبات ومجلس إدارة الاتحاد، على عملية الانتقاء والاختيار للعناصر المرشحة للاحتراف الخارجي، والتنسيق مع أندية اللاعبين الذين يتم ابتعاثهم، لتتم أول خطوة في مشروع يشهد إرسال عدد من لاعبي الإمارات كل موسم.
رصدت صحيفة «الاتحاد» أبرز الدوريات التي تستقبل اللاعبين المبتعثين، من أجل التكوين في أكاديميات بعض أنديتها، واستطلعت آراء عددٍ من الوسطاء المحترفين، في نقل اللاعبين لأندية في بلجيكا والبرتغال وهولندا، لتجارب مماثلة، وعملوا بالفعل مع مشروع السعودية وقطر لابتعاث المواهب إلى أوروبا خلال الأعوام الماضية.
وأشار الوسطاء إلى أن ابتعاث اللاعبين لتجربة مشاركة وإعاشة في نادٍ بأوروبا تعتبر مكلفة، خاصة أن الأمر تم بالفعل في دوريات آسيوية عدة، قامت بإرسال لاعبيها للتكوين في تلك الأندية، وكشف الوسطاء أن متوسط الأسعار للاعب الواحد 150 ألف يورو، يتم رصدها للإعاشة والسكن والنفقات «النثرية»، بالإضافة إلى لما يحصل عليه النادي المحتمل تمثل «بدل تدريب» للاعب، ومنحه الفرصة للمشاركة في مباريات الفريق الأول، وذلك لأندية الدرجة الثانية بالبرتغال وهولندا، ويقل المبلغ في أندية بلجيكا وسويسرا إلى متوسط 120 ألف يورو سنوياً، وبإنفاق 150 ألف يورو على اللاعب الواحد، تصل التكلفة الإجمالية 750 ألف يورو سنوياً لعدد 5 لاعبين، بما يصل إلى 3 ملايين درهم. فيما طالب الوسطاء بضرورة بدء المشروع من أندية الدرجة الثانية، وليس الدوريات المحترفة، لأن تلك الدوريات يصعب منح اللاعب فيها فرصة، ولكن الأمر يحدث في دوريات تحت 23 سنة في أكثر من دوري أوروبي، أو في الدرجة الثانية، الذي يكون بمثابة «البداية»، على أن يحصل اللاعبين الذين يلفتوا الأنظار على فرصهم لاحقاً، خصوصاً من يثبت قدراته في الموسم الأول لاحترافه.

دوريات جاهزة
من جانبه، أكد روي كيمارش، الرئيس التنفيذي لإحدى شركات التسويق الرياضي، بالدوريات البرتغالي البلجيكي والهولندي، أن البطولات الثلاث، هي الأنسب لمشروع الاتحاد الإماراتي، لافتاً إلى أنه سبق وأن تعامل مع دوريات مجاورة، في نقل لاعبين لتجارب «احتراف مؤقت» 6 أشهر إلى سنة، في أندية عدة بالدوريات البرتغالية والإسبانية والهولندية والبلجيكية.
ولفت إلى أن نصيحته الأهم للاتحاد كرة القدم لإنجاح ذلك المشروع، هو ضرورة اختيار نادٍ بدوري الدرجة الثانية، على أن يكون الاتفاق بمنح المواهب فرصة المشاركة أساسياً، ما لا يقل عن 60% من مباريات الموسم، مع متابعة دقيقة من الاتحاد لمستويات اللاعبين، ومدى تطورهم الفني والتزامهم بالبرامج التدريبية.
وفيما يتعلق بالأسعار المطلوبة لإنجاح مشروع، قال: في البرتغال متوسط الإنفاق على اللاعب الواحد يصل إلى 150 ألف يورو سنوياً، ويقل المبلغ إلى ما بين 80 ألفاً إلى 120 ألف يورو في دوريات الدرجة الثانية في سويسرا، بلجيكا، وهولندا، والمطلوب هو المشاركة للاعب أساسياً، إلا أن التسرع والنظر إلى أندية الصف الأول في الدوريات الكبرى، سيكون صعباً، وتكلفته تصل إلى ملايين للاعب الواحد، كما أنه من الصعب جداً أن توافق تلك الأندية على أن تتحول إلى أكاديميات لتأهيل لاعبين لم يسبق لهم أن خاضوا التجربة، ومن دول ليس معروفاً عنها تصدير المواهب والمحترفين إلى أوروبا، والأمر هنا مختلف، وتلك الأندية هي من ترسل الكشافين وتختار اللاعبين بنفسها، وليس العكس.
وعن نجاح المشروع من عدمه، قال: الأمر يتوقف على اللاعبين الذين يتم اختيارهم، هل يملكون المواهب القادرة على لفت الأنظار إليها؟ وهل يلتزمون بالفعل بمتطلبات الاحتراف والعيش في أوروبا في أجواء وبيئة وثقافة مختلفة تماماً؟ أم سيكون الأمر صعباً، وربما يعودون في منتصف الطريق مثلما عاد بعض العناصر التي تم ابتعاثها من بعض دوريات أخرى في آسيا، تركت أنديتها بأوروبا وعادت في منتصف الموسم.
وحول مدى جاهزيته، لخوض ذلك المشروع، وهل لديه بالفعل أندية جاهزة لاستقبال لاعبين من الإمارات، قال: لدي قائمة بـ 10 أندية يمكنها استقبال لاعبين من الإمارات والخليج، وكل نادٍ منهم، يقدم برامج التدريب وعدد الحصص التدريبية والمباريات خلال الموسم، والالتزامات عليه، والمتطلبات الخاصة بتوفيق الاتفاقية، ولكن يجب أن يقابل ذلك الأمر تحركاً جاداً من الجهات الراغبة في ابتعاث اللاعبين.

أندي روكسبيرج: زرع «الاحتراف الأوروبي» في عقول الشباب
أكد أندي روكسبيرج المدير الفني للاتحاد الآسيوي، أن اتجاه أي اتحاد في القارة، لابتعاث المواهب لتجارب احترافية، يعتبر خطوة من أجل البناء للمستقبل، وبداية السير في الطريق الصحيح، لإعداد المواهب، وزرع فكرة «الاحتراف الأوروبي» في عقول اللاعبين الشباب، ولفت إلى أن هناك دولاً في غرب آسيا اتخذت خطوات مماثلة، منها الدوري السعودي والقطري، بالإضافة إلى دوريات في الشرق، مثل اليابان وكوريا والصين، التي ابتعثت لاعبين لتجارب إعاشة بالفعل في أوروبا والبرازيل.
وأوضح أن فوائد تلك التجارب كبيرة، وتؤدي إلى تطور مستويات اللاعبين، إلا أن الأمر يحتاج إلى الاستمرارية، وضرورة إجادة اختيار المواهب التي تتمتع بالطموح والرغبة في التضحية بكل شيء، في سبيل عيش حياة الاحتراف، والاقتراب من مستويات تدريبية وفنية، أعلى مما هو عليه الحال في دورياتها الأصلية.

عادل العامري: تحويل المشروع إلى تجارة لن يعود بالفائدة!
أشاد عادل العامري وكيل اللاعبين بخطوة الاتحاد، وأوضح أنها بالفعل تأخرت كثيراً، مطالباً بألا تكون بمفردها كل ما يرتكز عليه مشروع تطوير مواهب الكرة الإماراتية، مشيراً إلى أنه في وقت سابق جلب عقوداً لاحتراف بعض لاعبي المنتخب الأولمبي والشباب، وبمبالغ تصل إلى 200 ألف يورو في المتوسط لأول سنة، إلا أن الأندية الإماراتية بالغت في طلباتها.
وأضاف: يجب التعامل برؤية مختلفة مع هذا الملف، ويجب أن نشرك أنديتنا فيه بطريقة غير مباشرة، عبر إبرام اتفاقيات تبادل لاعبين مع الأندية التي تشتري منها صفقات بعشرات الملايين سنوياً بين البرازيل أو البرتغال أو غيرها، وبالتالي تسمح تلك الاتفاقيات بابتعاث لاعبين في سن الشباب للتعايش والتدريب، من دون دفع أي أموال، لأن أنديتنا بالفعل تفيد تلك الأندية وتشتري منها لاعبين بعشرات الملايين، ووقتها يتم بالفعل إنجاح نظام الابتعاث، ولكن بشكل أكثر نجاعة، بدلاً من تحويله إلى مشروع تجاري بحت، يكون الهدف فيه هو منح أندية أوروبية أموالاً لتجربة بعض لاعبي منتخباتنا فقط.

متوسط أسعار «الابتعاث»
البرتغال
القيمة السوقية لدوري الأولى: 1.22 مليار يورو
القيمة السوقية لدوري الثانية: 117 مليون يورو
عدد أكاديميات تأهيل اللاعبين من الخارج: 15 
متوسط الإنفاق للاعب: 150 ألف يورو سنوياً

هولندا
القيمة السوقية لدوري الأولى: 969 مليون يورو
القيمة السوقية لدوري الثانية: 150 مليون يورو
عدد أكاديميات تأهيل اللاعبين من الخارج: 20 
متوسط الإنفاق للاعب: 130-150 ألف يورو سنوياً

بلجيكا
القيمة السوقية لدوري الأولى: 808 ملايين يورو
القيمة السوقية لدوري الثانية: 63 مليون يورو
عدد أكاديميات تأهيل اللاعبين من الخارج: 8 
متوسط الإنفاق للاعب: 80 - 120 ألف يورو