عمرو عبيد (القاهرة)
ظهرت ملامح الموسم الكروي الجديد، 2022-2023، لتستحق تلك النسخة لقب «بوكسينج سيزون» عن جدارة بسبب الجدول المضغوط الذي تنطلق على أساسه أغلب بطولات الدوري في العالم وسط زخم المنافسات القارية والعالمية، خاصة كأس العالم في قطر خلال الفترة بين 21 نوفمبر و18 ديسمبر نهاية العام الحالي، وتغير نظام إقامة المباريات عبر عدة أيام في بداية كل أسبوع مثلما اعتادت البطولات، حيث تُقام الجولة الأولى فقط من «البريميرليج» على مدار 3 أيام، مقابل إقامة مباريات الأسابيع 5 و12 و33 فقط خلال يومين، في حين تُلعب مباريات جميع الجولات الـ34 الأخرى في يوم واحد فقط، بل إن أغلب المباريات ستُلعب في وقت واحد حسب الموقع الرسمي للدوري الإنجليزي.
بدايةً، ينطلق «البريميرليج» في موعد مُبكّر مقارنة بجميع المواسم السابقة وبالطبع سينتهي في مواعد متأخر حسب «روزنامة المونديال»، التي اقتضت إيقاف جولاته لمدة 44 يوماً بما يُعادل 6 أسابيع، وهو المُعدّل الأقل بين بطولات الدوري الأوروبية الخمس، كما تُقام 12 جولة بنظام مضغوط جداً عبر الموسم، على غرار طريقة «بوكسينج داي»، إذ سيكون الفارق 3 أيام فقط بين الجولتين 4 و5 وكذلك 5 و6، وهو ما يتكرر بين الأسابيع 12 و13 و14 وكذلك 32 و33 و34، بينما سيكون الفارق بين الجولتين 18 و19 يومين فقط بعد فارق 5 أيام بين الأسبوعين 17 و18 عقب العودة مباشرة من إجازة المونديال.
الوضع لن يختلف كثيراً في «الكالشيو» الذي تُقام جميع جولاته في يوم واحد فقط كل أسبوع، على أن يبدأ منتصف أغسطس وينتهي في الرابع من يونيو 2023، وسيتوقف خلال فترة كأس العالم لمدة 52 يوماً بما يُكافئ 7 أسابيع، ولهذا سيضطر الاتحاد الإيطالي لإقامة 11 جولة بنظام مضغوط جداً منذ البداية، إذ ستكون الجولات 3 و4 و5 أول من يخضع لأسلوب «البوكسينج» بفارق 3 و4 أيام فقط بينها على الترتيب، ثم يتكرر الأمر مع الأسابيع 13 و14 و15 بذات الفارق قبل التوقف من أجل المونديال مثلما سيكون الحال في الجولات 32 و33 و34، وبعد المونديال يُستأنف «سيري آ» بجولتين مضغوطتين بفارق 4 أيام بين الـ16 و17.
وتشهد البطولة الإسبانية 12 جولة مضغوطة طوال الموسم الذي ينتهي في 4 يونيو 2023، لكن الأمر قد يُشكّل أزمة للفرق المتنافسة على لقب «الليجا» وكذلك التي تحاول الهروب من الهبوط، لأن 7 منها سُتقام في نهاية المنافسات في جولات حاسمة تبدأ من الـ30 حتى 33 ثم بين 35 و37، في حين يختلف الأمر تماماً في ألمانيا وفرنسا، لأن «البوندسليجا» بـ34 جولة وانطلاقة مبكرة و6 جولات مضغوطة فقط ونهاية مقبولة في 27 مايو 2023، يحمل الكثير من التعامل الرحيم مع اللاعبين، لاسيما أنه سيتوقف 70 يوماً خلال فترة المونديال، في حين تُقام 10 جولات مضغوطة في «ليج ون» في فترات مقبولة خلال الموسم الذي يتوقف خلال كأس العالم لمدة 45 يوماً.

بطولات متداخلة
وسيبدأ الموسم فعلياً في إنجلترا يوم 30 يوليو بإقامة بطولة الدرع الخيرية في موعد مُبكر عن المعتاد لها، مع إضافة كأس الاتحاد الإنجليزي الذي سينتهي متأخراً في بداية يونيو المقبل وكذلك كأس الرابطة التي تُقام بين أغسطس وفبراير المُقبلين، وسيتأخر نهائي كأس إيطاليا قليلاً مقارنة بالموسم الماضي فيما يُقام نهائي كأس الملك الإسباني متأخراً بفارق أسبوعين عن السابق، وهو ما سيتكرر مع كأس ألمانيا الذي يمتد حتى يونيو 2023 بينما سيبدأ الدور التمهيدي لكأس فرنسا متأخراً في سبتمبر 2022 مقارنة بيونيو 2021 وبالتأكيد لن تبدأ فرق الدرجة الأولى الدخول في معترك الكأس إلا بعد نهاية كأس العالم بينما بدأت مشوارها في النسخة السابقة خلال شهر ديسمبر.
ومع إضافة بطولات كأس السوبر المحلية التي ينطلق أغلبها في يوليو في توقيت مُبكّر، وكذلك البطولات القارية التي ستسير على درب دوري الأبطال الذي تُقام مباريات مرحلة المجموعات في فترة مضغوطة بين سبتمبر ونوفمبر بفارق تبكير شهر كامل عن النسخة السابقة، ستُعاني الفرق المشاركة في أكثر من بطولة وقد تتأهل إلى أدوار متقدمة، بل إن نهائي «الشامبيونزليج» سيتأخر لأول مرة إلى 10 يونيو 2023، مثلما هو حال نهائي «يوروبا ليج» في 31 مايو مقابل 7 يونيو لنهائي دوري المؤتمر، والمشكلة أن الموسم سيستمر لما هو أبعد من ذلك مع إقامة ما بقي من جولات مرحلة مجموعات دوري الأمم الأوروبي في سبتمبر على أن تنطلق أدواره النهائية في 14 و18 يونيو!

معاناة آسيا وأفريقيا
وتم الكشف عن المواعيد المُقترحة لإقامة مباريات دوري أدنوك للمحترفين في الموسم المقبل، مع إمكانية تعديل توقيت الجولات بعد نهاية المونديال حسب فترات التوقف المطلوبة، خاصة أن هناك 5 منها مُعلنة حسب الجدول المُقترح أقصرها تمتد لـ15 يوماً وأطولها تبلغ 33 يوماً خلال إقامة كأس العالم ومثلها بين ديسمبر ويناير، من أجل منافسات كأس الخليج العربي، خليجي 25 بالعراق، خلال الفترة بين 6 و19 يناير، وستبدأ النسخة الجديدة من الدوري السعودي متأخرة نهاية أغسطس على أن ينتهي في مايو من دون تمديد مثلما حدث الموسم الحالي، كما تبدو الأمور «ضبابية» بالنسبة للكرة المصرية التي لا تزال تواصل اللعب حتى الآن في مسابقة الدوري المحلي بجانب بطولتي كأس، وهو ما يعني استمرار الوضع المضغوط لمباريات دوري الموسم المُقبل، ويزداد الأمر صعوبة مع بدء منافسات دوري أبطال أفريقيا في أغسطس ولعب مرحلة المجموعات والأدوار النهائية بين فبراير ويونيو 2023، ومن المعروف أن تصفيات كأس الأمم الأفريقية ستستمر خلال سبتمبر 2022 ثم مارس 2023، قبل انطلاق النهائيات خلال الصيف المقبل بين يونيو ويوليو، وهي الفترة التي ستشهد إقامة كأس آسيا أيضاً!