رضا سليم (دبي)

تحولت الرياضة السعودية إلى حالة متفردة من التألق والإبداع، ليس فقط كونها منجماً للإنجازات العالمية والقارية والعربية التي من شأنها أن تضع اسم وعلم المملكة عالياً في كل المحافل الخارجية، بل أيضاً باتت وجهة لكل الرياضيين بعدما تحولت مدن المملكة إلى ساحة رياضية كبيرة لاستضافة الأحداث العالمية الضخمة، والتي تجذب أنظار المتابعين إليها من كل بقاع الأرض، وهو ما يكشف تحولات كبرى سواء على المستوى الإداري المؤسساتي أو النقلة النوعية في عمل الجهات ذات العلاقة بها، وتطور البنى التحتية والكوادر البشرية المدربة.
النهضة التي تعيشها الرياضة السعودية وهي تحتفل باليوم الوطني الـ92، تؤكد أنها تقبل التحدي على المستويات كافة، سواء في رياضات المنافسة أو استضافة الأحداث الرياضية، ولعلّ الإنجازات التي حققها الرياضة السعودية مؤخراً، وبالتحديد خلال عام 2022 وقبلها 2021، تكشف الجهود الجبارة التي تبذل الحكومة السعودية في سبيل تطوير الرياضة، ويستحق أن نطلق على 2022 عام الكرة السعودية التي هيمنت قارياً وإقليمياً، فقد تأهل الأخضر بجدارة لمونديال قطر 2022، ونال الهلال بطولة دوري أبطال آسيا، والمنتخب الأولمبي توج بكأس آسيا تحت 23 عاماً، دون هزيمة، والأخضر الشاب حصد كأس العرب وتوج المنتخب السعودي لكرة القدم الموحدة بلقب كأس العالم.
وتسعى وزارة الرياضة السعودية إلى زيادة نسبة ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية، وإيجاد برامج رياضية مبتكرة لتوسيع قاعدة الممارسين من كل فئات المجتمع وتنمية قدرات وطاقات الشباب، وتوسيع قاعدة المدربين والمتطوعين في المجال الرياضي، وتعزيز مشاركة المرأة السعودية في الرياضة وتطوير كفاءة وجودة المنشآت والمرافق الرياضية، وتعزيز كفاءة إدارة المنشآت والمرافق الرياضية وتحسين بيئة الملاعب، وحسن استثمار المنشآت الرياضية والشبابية للوزارة.

وتعمل أيضاً على تعزيز الاستدامة المالية للقطاع ومساهمته في دعم الاقتصاد الوطني، وإيجاد فرص وبيئة جاذبة للفعاليات والاستثمار في القطاع، وتخصيص الأندية ورفع قدرتها التنافسية، وتطوير الأداء المؤسسي وترسيخ ثقافة التميز والمساءلة والشفافية، وتحسين كفاءة وإنتاجية الموظفين، ورفع كفاءة البرامج والخدمات، وترسيخ مبادئ المساءلة والشفافية، وتعزيز الشراكات مع القطاعات الثلاثة (الحكومي والخاص وغير الربحي) لدعم المشاريع والبرامج الرياضية.
وعلى مستوى تنظيم الأحداث الكبرى، شهدت المملكة استضافة كم كبير من الأحداث والبطولات الدولية الشهيرة، منها تنظيم سباق «إكستريم إي» وهو السباق الذي أُقيم في المملكة للمرة الثانية على التوالي، بمشاركة 10 فرق يمثلهم 20 متسابقاً، حيث يعد هذا السباق العالمي إحدى مبادرات برنامج جودة الحياة. 
وأُقيم سباق «فورمولا إي» الدرعية 2022 وللمرة الرابعة في المملكة، تحت الأضواء الكاشفة على حلبة الدرعية البالغ طولها 2.83 كم، 22 متسابقاً يمثلون 11 فريقاً من مختلف دول العالم وأُقيم السباق ليلاً للعام الثاني على التوالي، بعد أن استضافت المملكة أول سباق ليلي في تاريخ البطولة عام 2021، بأحدث تقنيات الإضاءة والمصممة لتقليل استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 50% بالمقارنة مع تقنيات الإضاءة الأخرى، وذلك كهدف رئيسي لمواجهة التغيّر المناخي ولتحقيق مستقبل أفضل للسباق، بتطبيق مبادرات مستمرة في العالم أجمع، حيث تعد المملكة شريكاً مثاليّاً في مجال الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية، تماشياً مع مستهدفات وبرامج «رؤية المملكة 2030».  وتسهم استضافة الفعاليات الرياضية العالمية في تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة دولياً، والترويج لها كوجهة رياضية وسياحية، كما تسهم في جذب عشاق الرياضات المختلفة، وتحفيز حضور هذه الرياضات محلياً، علاوة على الإسهام في تفعيل قطاعات السياحة والضيافة، وتنويع الخيارات الرياضية والترفيهية المتاحة أمام السكان.

سداسية لـ«الأخضر»
تأهل منتخب السعودية إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم في قطر للمرة السادسة في تاريخه، ويعتبر الأخضر السعودي أكثر المنتخبات العربية تأهلاً للمونديال في التاريخ بعدما حسم تأهله للمرة السادسة في تاريخه والثانية على التوالي، حيث باتت السعودية أكثر منتخب عربي تأهلاً إلى كأس العالم عبر التاريخ بعد تأهلها للمرة السادسة في أعوام 1994، 1998، 2002، 2006، 2018، 2022.

الدوري الأعلى قارياً وعربياً
كشف موقع «ترانسفر ماركت» العالمي عن أن القيمة السوقية لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان لموسم 2021-2022 هي الأعلى عربياً وآسيوياً بقيمة تبلغ 368.25 مليون يورو، بارتفاع وصل إلى 23.6% عن الموسم الذي سبقه.

اليد.. عالمية 
كتبت كرة اليد السعودية تاريخاً جديداً من الإنجازات بتأهل جميع المنتخبات في كل المراحل إلى بطولات العالم، حيث تأهل المنتخب الأول إلى بطولة العالم للكبار (بولندا - السويد 2023)، من بوابة البطولة الآسيوية التي أُقيمت في الدمام وشهدت المنامة تأهل منتخب الشباب إلى بطولة العالم (ألمانيا - اليونان 2023)، ثم تأهل منتخب الناشئين إلى بطولة العالم المقبلة في كرواتيا 2023، من بوابة البطولة الآسيوية في المنامة.

6000 رياضي تحت شعار «بيننا أبطال»
تشهد الرياض منافسات النسخة الأولى من دورة الألعاب السعودية خلال الفترة من 27 أكتوبر وحتى 7 نوفمبر المقبلين تحت شعار «بيننا أبطال»، بمشاركة أكثر من 6000 رياضي يمثلون 200 نادٍ ويتنافسون في 45 رياضة أولمبية، وتعد هذه الدورة نقطة تحول حقيقية في التاريخ الرياضي للمملكة، حيث ستقام في 18 موقعاً، بمشاركة 35 اتحاداً رياضياً، و200 نادٍ، و6000 لاعب ولاعبة من 13 منطقة بالمملكة، وتقرر اعتماد 45 رياضة.
وستكون للهواة والأفراد فرصة للمشاركة تحت شعار اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية في الرياضات الفردية، وتهدف الدورة في نسختها الأولى إلى زيادة عدد ممارسي الرياضة في السعودية، واكتشاف المواهب وإيجاد جيل جديد بطل ومتميز رياضياً.

300 مليون ريال للإلكترونية 
أعلن صندوق التنمية الوطني اعتماد برنامجٍ لتمويل قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية بميزانية قدرها 300 مليون ريال، وذلك لتعزيز مكانة المملكة عالمياً، وتطوير جميع مجالات القطاع بهدف زيادة إسهامه في الناتج المحلي عبر توفير مسارات مهنية وفرص عمل جديدة تحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.
ويهدف برنامج تمويل قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية الذي اعتمده صندوق التنمية الوطني، بالتعاون مع الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية وبرنامج المحتوى الرقمي، إلى تقديم منتجات وحلول تمويلية عبر الصناديق والبنوك التنموية التابعة للصندوق بالشراكة مع المؤسسات المالية في القطاع الخاص، التي ستُسهم بشكل مباشر في توفير منظومة اقتصادية متكاملة من خلال التمكين والدعم المالي لإيجاد بيئة مُحفّزة لاستقطاب المواهب الوطنية، وتأسيس تجارب واعدة، واستهداف المشاريع النوعية في مجالات تطوير وإنتاج الألعاب الإلكترونية، بالإضافة إلى دعم الفِرَق الرياضية في المنافسات الدولية التي تعزز حضور قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية في المملكة والعالم.

الهجن في «جينيس»
دخل مهرجان ولي العهد السعودي للهجن موسوعة جينيس العالمي كأكبر المهرجانات بالعالم في الأعوام (2018 - 2019 - 2021) عن تسجيله أكبر عدد مطايا مشاركة في كل عام جديد عن العام الذي يسبقه، إضافة إلى حصوله على أكبر مجسّم بـ 51 ألف مصباح مضيء، وحصل الاتحاد السعودي على شهادات هذه المنجزات كأرقام عالمية لأبرز المنجزات الوطنية بهذا التتابع السريع، كما شهدت نسخة 2022 إعلان اللجنة المنظمة عن تسجيل رقم قياسي جديد عن العام الماضي لمشاركة أكثر من 14.475 ألف مطية. 

«جودة الحياة» 
يُعد برنامج جودة الحياة، أحد برامج تحقيق «رؤية المملكة 2030»، على دعم مبادرات ومشاريع رياضية كبرى في عام 2021 نفذتها وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية والاتحادات التابعة لها لتحقيق هدفين، وهما «تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع» و«تحقيق التميّز في رياضات عدة إقليمياً وعالمياً»، وتم إطلاق استراتيجيات رياضية رئيسية، وتعزيز ممارسة الرياضة في المجتمع، من خلال الحملات والفعاليات، إضافة إلى تنفيذ فعاليات رياضية تستهدف الوافدين، لدعم اندماجهم في المجتمع، واستضافة فعاليات عالمية فريدة ومميزة.
ويهدف البرنامج إلى زيادة معدلات ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع، وتحقيق التميّز الرياضي في الفعاليات الإقليمية والعالمية، إضافة إلى تنمية مساهمة القطاع الرياضي في الاقتصاد الوطني، وإبراز المملكة وجهة للفعاليات الرياضية العالمية، وتمكين المرأة في القطاع ككل، إضافة إلى تعزيز اكتشاف ورعاية المواهب الرياضية.
وعلى صعيد الخطط والاستراتيجيات، دُشنت استراتيجية دعم وتطوير الاتحادات الرياضية التي تهدف إلى دعم تحول الاتحادات الرياضية نحو حوكمة احترافية مبنية على معايير واضحة تساعد الاتحادات الرياضية في تقوية بنيتها القانونية والإدارية والفنية، لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في المجال الرياضي.

%48 يمارسون الرياضة
أسهمت مبادرات برنامج جودة الحياة المندرجة ضمن رؤية المملكة 2030 في نمو مساهمة القطاع الرياضي في الناتج المحلي بالمملكة، من 2.4 إلى 6.5 مليار ريال خلال عامين، أي بزيادة 170%.
أظهرت نتائج الهيئة العامة للإحصاء، أن نحو 48.2% من المواطنين والمقيمين يمارسون الرياضة الآن أسبوعيّاً، من أجل المساهمة في خلق مجتمع حيوي.
ووفق الهيئة العامة للإحصاء: يمارس نحو 48.2% من الأفراد في جميع أنحاء المملكة أنشطة بدنية ورياضية لفترة لا تقل عن 30 دقيقة في الأسبوع، مما يبرز حماس السكّان في بناء مجتمع صحي وحيوي. 
وأطلقت الوزارة مبادرتي «مجتمع حيوي» و«أماكن رياضية حيوية»، وتم تنفيذ حملات إعلامية وفعاليات رياضية مجتمعية متاحة للجميع في كل مناطق المملكة، بهدف زيادة معدلات ممارسة الرياضة في المجتمع وتعزيز أنماط الحياة الإيجابية، وتحسين الصحة العامة.
وعلى صعيد تعزيز وزيادة الأنشطة الرياضية للوافدين، فقد نظم اتحاد الرياضة للجميع والاتحاد السعودي للكريكيت أول بطولة دولية لهذه الرياضة في المملكة.