عمرو عبيد (القاهرة)
إذا كان تعدي أي لاعب على حكم إحدى المباريات يُعد «حادثاً خارجاً عن القواعد والمألوف»، فإن حدوث العكس يُعتبر «واقعة غريبة ونادرة»، ولهذا توارت أغلب أخبار «البريميرليج» خلف واقعة ضرب الحكم المساعد لظهير ليفربول، أندي روبرتسون، بالمرفق بين شوطي مباراة فريقه وأرسنال في الجولة 30.
وصحيح أن هناك بعض المشاهد المشابهة وقعت أحداثها سابقاً، إلا أنها تبدو «معدودة» في عالم كرة القدم!
المثير للدهشة أن المكسيك كانت شاهدة على لقطة تعدي أحد حكامها على لاعب خلال منافسات الدوري المكسيكي الممتاز في جولة الأسبوع الماضي، حيث وجه الحكم المكسيكي فيرناندو هيرنانديز ضربة بركبته بين فخذي الأرجنتيني لوكاس روميرو لاعب فريق ليون المحلي، خلال المواجهة التي جمعته أمام أميركا، وكلاهما يتنافسان على مقاعد المربع الذهبي في «ليجا ماكس»، والأكثر غرابة وطرافة أن المباراة انتهت أيضاً بالتعادل 2-2 بين الغريمين، مثلما كان الحال بين ليفربول وأرسنال.

 


وبالطبع خضعت الواقعة للتحقيق، حيث ثبت أن الحكم تعدى على اللاعب، بعدما طالبه بالرجوع إلى تقنية «الڨار»، ليقوم اتحاد الكرة المكسيكي بإيقاف الحكم لمدة 12 مباراة بسبب سلوكه العنيف ضد اللاعب وخرقه المادة 30 من اللائحة هناك.
وقبل بضع سنوات في الدوري الفرنسي، قام الحكم توني تشابرون بركل لاعب نانت، دييجو كارلوس، خلال مباراة فريقه أمام باريس سان جيرمان في الجولة 20 من «ليج ون» خلال يناير 2018، وكان للحادث قصة غريبة حيث انطلق كليان مبابي بسرعته الكبيرة والجميع يلاحقه، بمن فيهم الحكم تشابرون، وفي تلك اللحظة ارتطم به البرازيلي دييجو كارلوس ليسقطه أرضاً، فما كان من تشابرون إلا أن وضع قدمه ليركل ويعرقل كارلوس بطريقة وصفها الحكم «لا إرادية».
ورغم تفهم اللاعبين والمدربين رد فعل الحكم، إلا أنه تم إيقافه لمدة 6 أشهر ثم تقاعد بعدها واعتزل التحكيم تماماً، وأعرب عن ندمه بعدها، رغم اعتقاده أنه عومل بقسوة زائدة على الحد مقارنة بما يصدر عن لاعبين مثل زلاتان إبراهيموفيتش، حسب تصريحاته قبل سنوات!
وفي عام 2013، قام الحكم الكويتي سعد الفضلي بضرب البرازيلي جارسيا لاعب فريق النصر خلال مباراته مع العربي، قبل أن يتحول الملعب إلى «ساحة قتال» واستخدم الحكم عدداً كبيراً من البطاقات الحمراء، ولأن الواقعة كانت واضحة فقد قرر الاتحاد الكويتي إيقاف الحكم حتى نهاية الموسم آنذاك، قبل أن يخفف العقوبة ويعيده إلى الساحة التحكيمية منتصف أبريل 2014، بعد حادث تناقلته الكثير من وسائل الإعلام العالمية، خاصة الإسبانية.
ولا يزال إشهار أحد الحكام البرازيليين مسدسه في مباراة بدوري الهواة عام 2015، حادثاً لا يُقارن، حيث تعرض للركل والضرب من قبل بعض اللاعبين خلال المباراة، ليهرول خارج الملعب جالباً مسدسه ومهدداً اللاعبين الذين هربوا مبتعدين عنه قبل أن يتدخل الحكم المساعد ويُنهي تفاقم الوضع المأسوي، وتردد بعدها أن الحكم خضع لتقييم نفسي قبل تحديد إمكانية عودته للتحكيم مرة أخرى!