علي معالي (دبي)
خلال 218 يوماً فقط، استطاع عادل الحوسني أن يرسم تاريخاً جديداً لمسيرته الكروية، بالتتويج بـ 4 ألقاب متتالية، وهو ما يحدث للمرة الأولى في مسيرة حارس مرمى إماراتي أن يحمل 4 بطولات خلال فترة 7 أشهر و6 أيام فقط (218 يوماً)، من خلال الفوز بكأس صاحب السمو رئيس الدولة مرتين، وكأس السوبر، وختمها بكأس مصرف أبوظبي الإسلامي.
ليس هذا فحسب، بل إن عادل الحوسني سجل رقماً قياسياً في مباراة واحدة شهدت 28 ركلة ترجيح، وما زال الطريق طويلاً ومستمراً مع الحوسني في حراسة عرين «الملك»، حيث يمتد عقده مع النادي حتى 2026.
تحدث الحوسني في الكثير من الاتجاهات المحلية والعالمية والأفريقية، خاصة في ظل ظاهرة مانشستر سيتي الجديدة، وتألق المارد المصري فريق الأهلي باللقب الأفريقي رقم 11.


أكد عادل الحوسني أنه من المواسم الاستثنائية والصعبة في نفس الوقت، وقال: «بدأت المشاركة في منتصف الموسم، نظراً لخضوعي لعملية جراحية، ثم تأهيل لفترة طويلة، وبالتالي كان التحدي كبيراً أمامي حتى أستعيد حساسية المباريات ومواجهة صعوبة المسابقة والمنافسات القوية، وأعتبر هذا الموسم هو الأصعب في مسيرتي الكروية».
وأضاف: ثقة الجهاز الفني ودعم زملائي اللاعبين وتشجيع الجماهير الملكية جعلني بالفعل أسابق الزمن لأستعيد مستواي بسرعة، وما حدث خلال 218 يوماً أعتبره عملاً وإنجازاً تاريخياً في مسيرة الفريق في عمر المسابقات المحلية، وما قدمه الملك منذ عودته لسابق عهده منذ موسم 2018-2019 يعتبر نقلة كبيرة ومهمة في قوة المسابقات المحلية، حيث أضفى الشارقة نوعاً مميزاً من التنافس ليس فقط في أرض الملعب، بل في سخونة حرارة المدرجات التي شهد بها الجميع.
وقال عادل الحوسني: ليس صحيحاً أننا كنا نفكر في البطولات السريعة أو في نهائيات الكؤوس، بل كان دوري أدنوك للمحترفين هدفاً لنا، بل ظللنا في أجواء المنافسة حتى قبل 5 أو 6 جولات من النهاية، ولكن كانت هناك ظروف حرمتنا من الاستمرار في الصراع على لقب المحترفين، والجميع شاهد حالات الإصابات التي طالت الفريق على مدار الموسم.
وتابع: رغم عدم تحقيقنا للقب دوري أدنوك، لكن أعتبر أنفسنا قدمنا موسماً استثنائياً من خلال الألقاب الأربعة التي حققناها، وهو أمر يُحسب للجيل الحالي من اللاعبين، والإدارة التي ساهمت في صناعة هذه الألقاب، بداية من المدرب الروماني كوزمين ومروراً بالطاقم الإداري، الذي هيأ الظروف المناسبة رغم ضغط المباريات، خاصة وأنني أعتبره أطول موسم في تاريخ «الملك»، حيث انطلقنا منذ الانطلاقة الأولى لكل المسابقات المحلية حتى صافرة نهاية الموسم بكأس مصرف أبوظبي الإسلامي، وهو ما يعني أن فريقي لعب كل المباريات في كل المسابقات من البداية للنهاية.
شارك عادل الحوسني في كأس السوبر أمام العين وفاز الفريق بهدف نظيف، وفي كأس المحترفين شارك في 5 مباريات بواقع 450 دقيقة، وفي المباراة الشهيرة التي لن ينساها عادل الحوسني والتي وصلت إلى 28 ركلة ترجيح، كان الحوسني سبباً مباشراً في تفوق «الملك» والفوز بلقب نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة بالتفوق على العين، حيث سجل الحوسني وتصدى في نفس الوقت للكرة الأخيرة التي جعلت فريقه يتوج باللقب.
قال عادل: مواقف صعبة كثيراً عانينا منها هذا الموسم، خاصة في مباراة الـ 28 ركلة ترجيح، وكانت أصعب لحظات هذه المباراة، عندما سكن هدف تعادل العين شباكي بطريقة كانت غريبة للغاية، واللحظة الأخرى الصعبة عندما أهدر زميلي مانولاس الضربة التاسعة، وفي حال نجاح العين للضربة المقابلة فكان اللقب من نصيبهم، وشعرت بأن المسؤولية أصبحت مضاعفة على عاتقي لكي تعود الروح لفريقي مجدداً، ليتم إنقاذ كرة مهمة من المهدي لمبارك، لنبدأ مرة أخرى في تنفس الصعداء.
وحرمت الإصابة التي لحقت بالحارس الأمين من عدم التواجد في عدد كبير من بداية هذا الموسم، حيث شارك في 14 مباراة بدوري أدنوك للمحترفين بواقع 1187 دقيقة، وكان اللاعب قد انضم إلى الشارقة قادماً من نادي الوحدة 2016-2017، واستعاد «الملك» معه لقب الدوري الغائب منذ 23 عاماً تحت قيادة عبدالعزيز العنبري موسم 2018-2019.
وقال الحوسني: «هناك الكثير من الحُراس هذا الموسم استحقوا لقب الأفضل، وهم ما بين 3 إلى 4 حُراس، وقدموا بالفعل مستويات متميزة للغاية، والموسم المنتهي يُمكن أن نُطلق عليه موسم الحراس لما قدموه من تألق لافت للنظر».
وعن أصعب المباريات في مشوار الملك مع رباعية الموسم قال عادل الحوسني: «كانت مباراة السوبر ضد العين صعبة للغاية، كون المنافس متمرساً في الألقاب والبطولات، لكن عزيمتنا كانت قوية وتم تتويجنا، والمباراة الأخرى كانت ضد عجمان في كأس صاحب السمو رئيس الدولة، حيث تفوقنا في المباراة الأولى «ذهاب دور الأربعة» 2- 1، ثم كان لقاء الإياب الذي شهد صعوبة بالغة وانتهى بالتعادل 1-1، بالهدف الذي سجله دجانيني في الدقيقة 108».
وقال: «حققت كأس صاحب السمو رئيس الدولة 3 مرات، وكل بطولة مختلفة في طبيعتها عن الأخرى، حيث حققت الأولى وأنا في المدرج، والثانية وأنا على دكة البدلاء، ولكن الثالثة كنت عنصراً فعالاً فيها، حيث تصديت وسجلت فيها في مباراة تاريخية انتهت بـ 28 ركلة ترجيح».
وتابع: «أمامنا بطولة الأندية الآسيوية في الفترة المقبلة، ومن حق جماهيرنا أن تطمح وتفكر وتفرح أيضاً بأن نسير قدماً في هذا المعترك القاري».
وانتقل الحوسني إلى الشأن الخارجي قائلاً: «ما يقدمه مانشستر سيتي مؤخراً بالألقاب المحلية والأوربية مفرح للغاية لأنها إبداعات إماراتية وأفكار وراءها لمسات تؤكد مدى التغيير الإيجابي في هذا الفريق، وأهنئ سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، للنقلة الكبيرة للسيتي ووضعه في مصاف الأندية العالمية، بعدما عبر به إلى قمة الكرة الأوروبية وتربع على عرش الكرة الإنجليزية بتحقيق الثلاثية بالفوز بلقب البريميرليج وكأس إنجلترا، ثم دوري أبطال أوروبا.
وأضاف: ما يقدمه الأهلي المصري كذلك في قارة أفريقيا أمر رائع ومثير لسيطرته على اللقب للمرة الـ 11، مما يؤكد مسيرة هذا النادي المتميزة محليا وقارياً.