رضا سليم (دبي)


أُسدل الستار على «النسخة 19» من دورة الألعاب الآسيوية، بكل ما فيها من إنجازات وإخفاقات، ومع «خط النهاية» تتطلع رياضة الإمارات إلى مدينة ناجويا اليابانية التي تستضيف النسخة العشرين من الحدث القاري الذي يقام كل 4 سنوات.
ورغم الإنجازات التي حققتها بعثتنا، والتي تمثل أفضل حصاد على مدار 45 عاماً، منذ المشاركة الأولى في عام 1978 وعلى مدار 12 دورة، بالحصول على 20 ميدالية، إلا أن هذه الميداليات جاءت على يد لاعبين في 5 ألعاب فقط، هي الجو جيتسو، والجودو، وقفز الحواجز، والدراجات، والكاراتيه، فيما أخفقت 15 لعبة في بلوغ الإنجاز، وهي الرماية، وألعاب القوى، والسباحة، والقوس والسهم، والتايكواندو، والمبارزة، والملاكمة، وكرة السلة، والرجبي، والشراع، والتجديف، والشطرنج، والجولف، والرياضات الإلكترونية، والترايثلون.
وهناك العديد من الأسباب التي جاءت في ردود الاتحادات، بعضها شارك من أجل التجهيز لبطولات كبرى، على اعتبار أن الدورة هي أكبر محفل آسيوي، ويشارك فيها جميع اللاعبين في «القارة الصفراء»، ومنتخبات أخرى دفعت بجيل جيد، يظهر للمرة الأولى في هذه الدورات وألعاب أخرى تشارك للمرة الأولى. 
وبشكل عام تحتاج هذه الاتحادات إلى إعادة تقييم، من جانب اللجنة الأولمبية الوطنية، ومناقشة تقاريرها عن أسباب الإخفاق، وعدم حصد المراكز المتقدمة، أو الظهور المشرف في الحدث القاري، لمعالجة الأسباب في البطولات المقبلة، وأيضاً محاسبة الاتحادات التي وعدت بالإنجازات وخرجت «صفر اليدين». 

 


ويرى اللواء الدكتور محمد المر رئيس اتحاد ألعاب القوى، أن الاتحاد ينظر إلى عملية بناء قاعدة الأجيال الصاعدة للمستقبل، بصفته أولوية في خطة عمله الحالية، يمنحها كل اهتمامه، وهو ما أفرز تحقيق أول ميدالية لنا في البطولات العربية للناشئين منذ 10 سنوات، خلال مشاركتنا في البطولة التي أقيمت الشهر الماضي في عُمان، فيما كانت المشاركة في الألعاب الآسيوية محطة لمواصلة العمل، لنرى الرياضيين الواعدين ينافسون في النسخ المقبلة بشكل أقوى.
وأضاف أن «أم الألعاب» تتميز حالياً بتعاون جميع عناصر اللعبة، وتسعى جاهدة للمضي قدماً وفق الخطة الاستراتيجية الجديدة التي تم الإعلان عنها العام الحالي، لكنها تتطلع إلى المزيد من الدعم الذي يجعلها قادرة على الظهور بصورة أقوى في المحافل الخارجية ذات المستويات الفنية المرتفعة، من أجل المنافسة بأفضل طريقة ممكنة.
وأكد الرامي الذهبي سيف بن فطيس، أن المشاركة في الدورة كانت صعبة للغاية ومجهدة للرماة، خاصة أننا لم نحصل على فرصة التدريب نهائياً، والجو كان متقلباً في سرعة الريح، وتوقيت المنافسات صعب ما بين المشاركة والتجهيز للمشاركة في البطولة الآسيوية التي تقام في كوريا الجنوبية، من 22 أكتوبر الجاري إلى 2 نوفمبر المقبل، والمؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية «باريس 2024»، وتعاملنا مع الدورة على أنها هدف من أهدافها في المشاركة والاحتكاك والإعداد، وأيضاً البحث عن أحد المراكز الأولى، ولم يحالفنا الحظ لظروف متعددة، ولكنها مكسب كبير في تجهيز جميع الرماة.
وأضاف ابن فطيس، أن هناك 3 بطولات مؤهلة إلى الأولمبياد الأولى، في كوريا، والمحطة الثانية في الكويت خلال يناير المقبل، حيث تقام البطولة الآسيوية لأسلحة الخرطوش، وبطولة العالم للرماية في قطر خلال أبريل المقبل.
وقال محمد سلطان الزعابي، أمين عام اتحاد الرجبي: «المشاركة في ألعاب الصين، هي الثانية في الدورات الآسيوية، وسبق لنا الظهور في ألعاب جاكرتا، وإن كانت النتائج في أول مشاركة من دون المستوى، بعدما جاء المنتخب في المركز الثاني عشر، بعدما خسر جميع مباريات، ولكن في دورة آسياد الصين تغير شكل المنتخب، وكنا نأمل أن الحصول على ميدالية».
وأضاف: «عملنا على تطوير المنتخب، بحيث يقدم مستوى أفضل، وكان هناك معسكر في دبي، وآخر في هونج كونج، وبدأنا البطولة في مجموعة بمباراتين، ونجحنا في الفوز على نيبال وأفغانستان، ولكن خسرنا أمام الصين، وكنا نأمل أن نصعد إلى صدارة المجموعة، لتجنب كبار آسيا في ربع النهائي، ورغم أننا صعدنا، إلا أننا واجهنا اليابان صاحب التاريخ الكبير، وخرجنا من الأدوار النهائية، وكان لدينا أمل آخر، وهو الوصول إلى التصفيات المؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية «باريس 2024»، ونجحنا بالفعل، بعدما حققنا المركز الخامس في الترتيب العام، بالفوز على ماليزيا، ونلعب في التصفيات الأولمبية في لوساكا اليابانية التي تقام 18 و19 نوفمبر المقبل. 
وأشار إلى أن الفارق كبير بين الدورتين من المركز الأخير إلى المركز الخامس، وإن كنا نطمح في الوصول إلى منصات التتويج، ونأمل أن يكون لنا نصيب في الحصول على ميدالية في ناجويا اليابانية 2026.

 

 

مكاسب «القوس والسهم» في المشاركة الأولى 

يرى محمد الفلاحي، المدير التنفيذي في اتحاد القوس والسهم، أن ما حققته رياضة القوس والسهم في مشاركتها في دورة الألعاب الآسيوية، يعتبر واحدة من الخطوات التصاعدية الإيجابية، لهذه اللعبة الحديثة نسبياً في الإمارات، ونقوم بعملية البناء فيها، وفق خطة استراتيجية طويلة المدى، علماً أن هذه النتائج تعتبر الأفضل في تاريخ مشاركات اللعبة في دورة الألعاب الآسيوية.
وأوضح الفلاحي أن تحفيز الرماة من الجنسين على التواجد في هذه المحافل التي تضم أقوى المنتخبات التي تنافس عالمياً، مع نخبة اللاعبين الذين نراهم في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة «باريس 2024»، وجعلتنا نخرج بمكاسب فنية عديدة تعزز ثقة اللاعبين بأنفسهم، وتسهم في احتكاكهم بأقوى المدارس في هذه الرياضة، ومواصلة المضي قدماً للارتقاء نحو منصات التتويج خلال السنوات المقبلة.

 

«الإلكترونية» مكاسب بعيدة عن «التتويج»

قال المستشار سعيد علي الطاهر، الأمين العام لاتحاد الرياضات الإلكترونية، إن مشاركة المنتخب في دورة الألعاب الآسيوية حققت الأهداف المرجوة منها، خاصة أنها المرة الأولى التي يشارك فيها المنتخب في الدورة بلاعبين شباب، لم يسبق لهم المشاركة في محافل رياضية كبيرة.
وأضاف أن الهدف الأول للمشاركة حصد ميداليات على غرار دورة الألعاب الخليجية، والتي أقيمت في العام الماضي بالكويت، ومن ثم الاحتكاك والتعوّد على خوض غمار منافسات كبيرة مثل الألعاب الآسيوية والظهور الجيد، وإبراز مستوى لاعبينا في الرياضات الإلكترونية، مما يعكس اهتمام الإمارات بالرياضات الإلكترونية، ودعم القيادة الرشيدة، والاهتمام الكبير الذي توليه اللجنة الأولمبية الوطنية، برئاسة سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم بكافة الألعاب، خاصة الرياضات الإلكترونية.
وأشار إلى أن الصعود لمنصات التتويج دائماً ما يكون الهدف الرئيسي من المشاركة في أي حدث، ولكن في ظل المنافسات القوية ومنتخبات عريقة مشاركة لها تاريخ في اللعبة، فقد كانت هناك أهداف أخرى تحقق، وبالتالي المنتخب خرج من الدورة بمكاسب كبيرة، في مقدمتها زيادة الخبرة واللعب مع مدارس مختلفة.

 

 

تجهيز السلة للتصفيات الآسيوية 

أكد عبداللطيف الفردان نائب رئيس اتحاد كرة السلة، رئيس لجنة المنتخبات، أن المنتخب قدم مستويات متميزة في دورة الألعاب الآسيوية، رغم خروجه المبكر.
وقال: «عدنا للمشاركة بعد غياب ما يقرب من 17 عاماً، وهو أمر ليس بالسهل على لعبة جماعية، بأن تبتعد عن منافساتها طوال هذه الفترة، أضف إلى ذلك أن المنتخبات التي لعبنا معها اتسمت بالقوى، ونذكر مثلاً أن منتخباً مثل أوزبكستان كان بين صفوفه 3 لاعبين مجنسين، ومنتخب إيران أحد المنتخبات القوية على مستوى القارة، وأيضاً التطور الكبير الذي شهدته السلة السعودية».
وأضاف: «مشاركة المنتخب هي ضمن خطة إعداده للمشاركة في تصفيات آسيا المقبلة، والتي تعتبر المحور الأساسي للمنتخب خلال الفترات الماضية، ولابد من توجيه الشكر لكل من فارس المطوع الأمين العام للجنة الأولمبية، وأحمد الطيب مدير البعثة المشاركة في الألعاب الآسيوية لزيارتهما ودعمهما المنتخب».
وقال: «منتخبنا شارك من دون 4 من لاعبيه الأساسيين لأسباب مختلفة، منها الإصابات التي طالت محمد عبداللطيف ومامادو، إضافة إلى الظروف الخاصة لكل من حسن عبدالله وأحمد عبداللطيف، في المقابل شاركت بقية المنتخبات بالقوة الضاربة والمجنسين لديها».