عمرو عبيد (القاهرة)

في طريقه نحو التتويج الأول بلقب كأس العالم للأندية، يسعى مانشستر سيتي لفض الاشتباك بين الأندية الإنجليزية ونظيرتها البرازيلية عبر تاريخ «المونديال الصغير»، لأن القادمين من «بلاد السامبا» حرموا «ممثلي البريميرليج» من لقبين موندياليين، أمام ليفربول عام 2005 ثم تشيلسي في 2012، في حين أن بين 3 ألقاب حصدها «الإنجليز»، كان البرازيليون «الضحية» في مرتين عامي 2019 و2021، والطريف أن «البلوز» و«الريدز» كانا الطرف الثاني وقتها أيضاً، والمثير أن نهائي النسخة الجارية يجمع فريقين جديدين من إنجلترا والبرازيل للمرة الأولى، إذ أنه الظهور الأول لمانشستر سيتي وفلومينينسي في البطولة العالمية.
وبعد مرور سهل لـ«البلومون» في نصف النهائي على حساب أوراوا الياباني، وتجاوز «تري كولور» عقبة الأهلي المصري، يدخل كلاهما المباراة النهائية، اليوم، باحثاً عن لقبه الأول «الاستثنائي»، لأن «السيتي» حال تحقيق لقب «المونديال» سيصل إلى «الخمُاسية التاريخية» بعد فوزه بثلاثية الموسم الماضي وإضافة السوبر الأوروبي مطلع الموسم الجاري، بينما سيكون «فريق المحاربين» على موعد مع «ثُنائية» غير مسبوقة في تاريخه، بعدما فاز بلقب «كوبا ليبرتادورس» للمرة الأولى، وقد يضيف إليها كأس العالم للأندية «الأولى» أيضاً.
ويُعوّل الفريق البرازيلي على غياب نجوم بارزة في صفوف «كتيبة جوارديولا» بسبب الإصابات، وهو ما تحدثت عنه الصحف المحلية منذ إعلان تأهل «السيتي» إلى النهائي لمواجهة فريقهم، وأكدت «أو ديا» أن حضور مدرب «تري كولور» مباراة «بطل أوروبا» المونديالية في الملعب، جاء لمتابعة المنافس الكبير عن قرب أكثر رغم درايته بكل ما يتعلق بالمنافس العالمي الأقوى حالياً، في حين أن «السماوي» لن يهتم كثيراً لتلك الغيابات، حتى لو كانت مؤثرة، لأن «كتيبة بيب» تملك العناصر المتوافرة القادرة على صناعة الفارق، ولعل الفوز «السهل جداً» على بطل آسيا الذي كان بمثابة «نُزهة» حسب تعبيرات الصحف الإنجليزية، يؤكد أن «السيتي» عازم وقادر على حصد اللقب العالمي، سيراً على خطوات أبطال أوروبا السابقين، الذين بسطوا سيطرتهم على «المونديال» خلال العقد السابق.
وبالتأكيد تختلف طبيعة وظروف كل مباراة عن غيرها، لكن المتابع للمونديال الحالي يجد أن «السيتي» عبر أوراوا بسهولة بالغة من دون أي جهد، حيث كان الطرف الأقوى على الإطلاق حسب إحصاءات المباراة الفنية، بعدما امتلك الكرة بنسبة 74% وسدد 25 كرة على المرمى تنوعت بين 13 محاولة داخل منطقة الجزاء و12 خارجها، مُكتفياً بـ 3 أهداف وصناعة 5 فرص أخرى على الأقل، أما المباراة الثانية فقد اختلف الوضع قليلاً مع فلومينينسي أمام الأهلي، رغم كونه صاحب معدل الاستحواذ الأكبر بـ 65%، لكنه كان الأقل محاولة على المرمى بـ 14 كرة مقابل 20 للبطل المصري الذي أهدر 6 فرص تهديفية محققة خلالها، وهو ما قد يعطي انطباعاً عن مدى جاهزية «السيتي» وقدرته على حصد اللقب على حساب «المحاربين»، صاحب المعدل العمري بـ 28 عاماً في المتوسط، مقابل «كتيبة بيب» التي تجمع بين الشباب والخبرة.

«البرونزية الرابعة»
يُدرك الأهلي المصري وكثير من الأندية العربية والأفريقية، وحتى من مختلف قارات العالم باستثناء أوروبا، أن النسخة الحالية من كأس العالم للأندية قد تكون الأخيرة بالنسبة لتحقيق أملهم في حصد الميداليات والصعود إلى منصات التتويج، لأن البطولة «المُستحدثة» التي ستتكون من 32 فريقاً، بينهم 12 من «عمالقة القارة العجوز»، لن تتيح تلك الفرصة مُجدداً إلا بـ «معجزة»، في ظل وجود أسماء كبيرة مثل ريال مدريد ومانشستر سيتي وبايرن ميونيخ وغيرها في البطولة المقبلة عام 2025.
ويسعى الأهلي لإضافة «البرونزية الرابعة» في تاريخه المونديالي الكبير والمُشرف، بعدما نجح في تحقيق ذلك أعوام 2006 ثم الانتظار 14 عاماً حتى حصدها مُجدداً في نُسخة 2020 وأتبعها بثنائية متتالية تاريخية عام 2021، أما أوراوا الذي يُشارك في المونديال للمرة الثالثة، فيبحث هو الآخر عن «البرونزية الثانية» بعدما سبق له تحقيقها عام 2007 قبل الظهور «الباهت» في نسخة 2017 والاكتفاء بالمركز الخامس آنذاك.
ورغم ظهور «المارد المصري» في 4 بطولات مونديالية احتضنتها اليابان، إلا أنه لم يلعب أمام فرقها سوى مرة واحدة عام 2012، ويملك الأهلي ذكرى جيدة منذ ذلك الحين، عندما فاز على سانفريس هيروشيما في ربع النهائي بنتيجة 2-1 وقتها، في حين أن أوراوا يملك تاريخياً «مونديالياً» جيداً أمام الفرق الأفريقي، حيث حصد ميدالياته البرونزية على حساب النجم الساحلي التونسي بركلات الترجيح عام 2007، في حين حل خامساً عام 2017 بعد التغلب على الوداد المغربي بنتيجة 3-2.