معتز الشامي (أبوظبي)
نجح جينارو جاتوزو المدرب الجديد لمنتخب إيطاليا، في حصد العلامة الكاملة خلال أول جولتين له مع «الآزوري» في تصفيات كأس العالم 2026، بعدما فاز على إستونيا بخماسية، ثم عبر اختباراً درامياً أمام إسرائيل في المجر بنتيجة 5-4، ورغم الاختلافي في الشكل والمضمون خلال المباراتين، لكنهما رسمتا ملامح البداية الصاخبة لعصر «رينو» مع الآزوري، حيث رصدت تقارير إيطالية ما يمكن تسميته بأبرز الدروس المستخلصة من أول مباراتين للمدرب الجديد.

 شخصية جاتوزو 
لم يفاجئ جاتوزو أحداً باندفاعه الجنوني على الخطوط، وصرخاته لم تتوقف لحث اللاعبين على التقدم، حتى بعد حسم مواجهة إستونيا، وفي مباراة إسرائيل بدا وكأنه سينهار من شدة الانفعال، وبعد صورة سباليتي الباهتة، ظهر المدرب الجديد أشبه ببركان دائم الاشتعال، يعد بأن إيطاليا لن تعرف الهدوء بعد الآن.

 ثنائية هجومية قاتلة
لطالما تساءل المتابعون، هل يمكن لإيطاليا اللعب بمهاجمين معاً؟ الجواب جاء عبر ماتيو ريتيجي ومويس كين، كلاهما تألق فردياً، لكن الأهم كان الانسجام المذهل بينهما، وكأنهما يلعبان معاً منذ سنوات، والتحدي المقبل أمام جاتوزو هو كيفية استثمار هذه الثنائية دون فقدان التوازن التكتيكي في باقي الخطوط.

 دفاع يثير القلق
أمام إستونيا لم يظهر الخطر، لكن مواجهة إسرائيل أعادت كوابيس الدفاع الإيطالي، حيث بدا جيانلويجي دوناروما مرتبكاً في البناء من الخلف، والتمريرات العشوائية كادت تكلف الفريق الكثير، وهدفان ذاتيان زادا الطين بلة، وأكدا أن إيطاليا لن تنافس بجدية ما لم تجد حلولاً جذرية لمشكلاتها الدفاعية، وإلا ستصبح لقمة سائغة أمام عمالقة العالم.

 تعب نجوم الإنتر
الجدول المزدحم، خاصة مع مشاركة إنتر في كأس العالم للأندية، بدا أثره واضحاً. أليساندرو باستوني سجل بالخطأ، نيكولو باريلا فقد دقته المعتادة، وفيديريكو دي ماركو أهدر أكثر من عرضية. علامات الإرهاق تفرض على الجهاز الفني خطة لإعادة إنعاش الركائز الأساسية قبل جولات أكتوبر المصيرية.

 ورقة راسبادوري الرابحة
البطولات الكبرى لا تُحسم بالأساسيين فقط، بل تحتاج إلى أوراق بديلة فعّالة. هنا يبرز اسم جاكومو راسبادوري مهاجم أتلتيكو مدريد، الذي دخل بديلاً وترك بصمته في المباراتين. بحيويته وقدرته على التكيف، ما يجعله يمثل خياراً مثالياً لفك التكتلات الدفاعية، ويضيف بعداً هجومياً مهماً للآزوري.
وإجمالاً بداية جاتوزو مع المنتخب الإيطالي كانت صاخبة ومليئة بالمتناقضات، عبر هجوم ناري سجل 10 أهداف في مباراتين، مقابل دفاع مهتز يبعث على القلق، لكن الحصيلة الأهم هي 6 نقاط كاملة، تمنح المدرب الجديد دفعة قوية، وتمنح الجماهير أملاً في أن يكون «رينو» قادراً على إعادة البريق المفقود للكرة الإيطالية، شرط أن يُرمم دفاعه سريعاً.