معتز الشامي (ابوظبي)
في ليلة أوروبية ستبقى عالقة في الأذهان، خطف النجم البلجيكي كيفن دي بروين الأضواء بتمريرة إعجازية في مباراة نابولي أمام سبورتنج لشبونة، ضمن الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا، انتهت بفوز فريقه 2-1 على ملعب دييجو أرماندو مارادونا.
وحملت الدقيقة 36 لحظة استثنائية، حيث انطلق دي بروين من على مشارف منطقة جزاء فريقه، ليمرر الكرة بسبع لمسات ساحرة قطع بها 70 ياردة، متجاوزاً خمسة لاعبين من سبورتنج.
التمريرة السابعة كانت الضربة القاضية، عبر كرة بينية مذهلة اخترقت دفاع المنافس لتصل إلى راسموس هويلوند، الذي أكمل العمل بتسديدة أرضية بين قدمي الحارس روي سيلفا.
لكن الحقيقة أن الهدف كان من صناعة دي بروين بالكامل، الذي أظهر مزيجاً من الرشاقة والقوة والذكاء، في لقطة وصفها كثيرون بأنها "أفضل تمريرة في دوري الأبطال هذا الموسم"، حتى وإن لم يمنح الاتحاد الأوروبي جائزة خاصة لذلك.
وجاءت التمريرة في توقيت حساس بعد انتقادات وجهت للنجم البلجيكي (34 عاماً) بسبب بدايته غير المستقرة مع نابولي. فقد أثار غضبه عند استبداله في خسارة الفريق أمام ميلان، وهو ما دفع المدرب أنطونيو كونتي للتعليق قائلاً: "آمل أن يكون انزعاجه بسبب النتيجة، وإلا فهو يخطئ العنوان".
كما انتقد المدير الرياضي السابق بييرباولو مارينو دمج دي بروين في التشكيلة على حساب سكوت مكتوميناي، الذي كان أحد مفاتيح لقب الدوري الموسم الماضي (12 هدفاً في 34 مباراة)، بينما تراجعت أرقامه هذا الموسم إلى هدف واحد فقط في سبع مشاركات.
وبرغم الجدل، أثبت دي بروين أنه لا يزال يمتلك اللمسة السحرية. فقد صنع هدف هويلوند الأول، ثم عاد ليمنح الدنماركي عرضية مثالية سجل منها هدف الفوز، ليصل إلى 3 أهداف و2 تمريرة حاسمة في 7 مباريات مع نابولي هذا الموسم (بينها ركلتا جزاء).
التمرير التاريخي لدي بروين في تلك المباراة ذكّر المتابعين بلمحات أسطورية سابقة، مثل كرة كاكا لهيرنان كريسبو في نهائي 2005، وانطلاقة ثيو والكوت ضد ليفربول عام 2008، ولمسة بوسكيتس التي فتحت الطريق أمام هدف ميسي في كلاسيكو 2011. لكن تمريرة دي بروين جمعت بين السرعة، الدقة، والجمال الفني في لقطة واحدة، ليثبت أن اللاعب المخضرم، رغم العمر والانتقادات، ما زال قادراً على كتابة الفارق في أرقى المسابقات الأوروبية.