عمرو عبيد (القاهرة)


رغم اتساع رقعة وجود المنتخبات العربية عبر الاتحادين القاريين، الآسيوي والأفريقي، تجمعهم المشاركة في بطولة كأس العرب، إلا أن المباريات النهائية للبطولة العربية «العريقة»، التي انطلقت للمرة الأولى في ستينيات القرن الماضي، لم تشهد «مُبارزة مُباشرة» بين «عرب آسيا» و«عرب أفريقيا»، إلا في مرة واحدة سابقة فقط، طوال 62 عاماً، هي عمر الكأس العربية.
وربما يعود ذلك أولاً، إلى قلة مشاركة المنتخبات العربية الأفريقية في بدايات البطولة، إذ كان منتخب تونس المُمثّل الوحيد للقارة «السمراء»، في النسخة الأولى منها عام 1963، والطريف أنه فاز باللقب على حساب 4 منتخبات عربية آسيوية وقتها، ثم نافس منتخب ليبيا بقوة في بطولة 1964، وكان الوحيد من «عرب أفريقيا» فيها، لكن هاتين النسختين أقيمتا بنظام الدوري من دور واحد، وبالتالي لم تكن هُناك مباراة نهائية، علماً بأن تونس حصدت اللقب الأول، بفارق نُقطتين عن سوريا، بينما اقتنصت العراق الكأس الثانية، على حساب ليبيا، بفارق نقطة وحيدة.
ومع تغيير نظام البطولة لاحقاً، إلى مرحلة المجموعات ثم الأدوار الإقصائية، لم يتغيّر هذا الوضع، إذ كان المنتخب الليبي مُمثّل أفريقيا الوحيد في بطولة 1966، التي شهدت إقامة أول مباراة نهائية في تاريخ الكأس العربية، لكنها جمعت منتخبين من آسيا، العراق وسوريا، ثم تكرر الأمر مع عودة البطولة بعد 19 عاماً، عندما لعب العراق مع البحرين نهائي 1985، وسط مُشاركة عابرة من موريتانيا «الأفريقية».
وحتى عندما زاد ظهور «عرب أفريقيا» في البطولة، بداية من نُسخة 1988، كان النهائي «آسيوياً خالصاً»، بين العراق وسوريا، مرة أخرى، ويُعد النهائي العربي بين ممثّلي آسيا، الأكثر حدوثاً في تاريخ الكأس، إذ تكرر 5 مرات، آخرها في نُسختي 1998 و2002، اللتين فازت بهما السعودية، على حساب قطر ثم البحرين، على الترتيب، كما شهدت البطولة إقامة مباراتين نهائيتين بـ«طابع أفريقي خالص»، خلال 2012 و2021، بفوز المغرب على ليبيا، ثم الجزائر على تونس.
وتحمل المواجهة الحاسمة بين الأردن والمغرب، في نهائي النُسخة الحالية من كأس العرب، «الرقم 2»، في تاريخ تلك المبارزات العربية بين قارتي، آسيا وأفريقيا، إذ سبقها نهائي واحد فقط، جمع مصر والسعودية عام 1992، حيث كان «الفراعنة» على موعد مع تتويجه الوحيد، بعد الفوز بنتيجة 3-2، بينما كانت الخسارة الوحيدة لـ«الأخضر» في النهائي العربي.