فاطمة عطفة (أبوظبي)

دعا دكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، إلى وضع استراتيجية لغوية تبدأ من رياض الأطفال لتعليم العربية، بعيداً عن الأساليب التقليدية. وقال في ندوة افتراضية بعنوان «الاستراتيجيات اللغوية وصلتها باللغات الأمّ»، نظمها المركز أمس الأول احتفاء باليوم العالمي للغة الأم الذي تنظمه اليونسكو تحت شعار «تعزيز التعددية اللغوية لإدماجها في التعليم والمجتمع»: «نحن محتاجون إلى استراتيجية لغوية تبدأ من رياض الأطفال لتعليم اللغة مبكراً، وأن نستعمل التكنولوجيا والتطبيقات والأغاني الجميلة لتحقيق تعلم الطفل بسرعة»، مشيراً إلى ضرورة وجود أدب عربي للأطفال يلبي احتياجاتهم وخاصة الشعر المكتوب لهم. ودعا إلى أن ينتقل أسلوب تعليم اللغة العربية من الأسلوب التقليدي إلى التفاعلي الجاذب وإعداد كتب ومعاجم للأطفال. 
وذكر أن اللغة الأم طريق إلى التعايش والتسامح والسلام، وهي نظرة إلى عمق اللغة الأم وسحرها وما تحمله من محبة وحنان وتراث. 
وأشار ابن تميم، إلى رثاء المتنبي لجدته التي ربته وزودته باللغة الأم، حيث يقول: «أتاها كتابي بعد يأس وترحة... فماتت سروراً بي فمت بها غما/‏‏‏ أحن إلى الكأس التي شربت بها... وأهوى لمثواها التراب وما ضما»، مبيناً أن هذه القصيدة من القصائد النادرة في تاريخ الشعر العربي التي يلتفت فيها أبو الطيب إلى علاقة اللغة بالجدة، وكأنه يقول إن اللغة تراث ورائحة وذكريات.
 وأكد علي الكعبي، المستشار في جامعة الإمارات، أن اكتساب الطفل لغات جديدة ميزة مهمة ليس فقط للتواصل، بل لأنها تضيف إلى عوالمه آفاقاً أخرى لفهم الثقافات الأخرى، موضحاً أن تعلم اللغات الأخرى له أبعاد ثقافية واجتماعية ونفسية كثيرة. 
من جهتها، أكدت عائشة الشامسي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية بالإنابة، أن تعلم اللغة الأم وسيلة فعالة جداً في اكتساب لغة ثانية، معتبرة أن اللغة تمثل المنظومة الثقافية والأخلاقية في النسيج الاجتماعي المحلي.