هزاع أبوالريش (أبوظبي)

يأتي معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ31، التي تستمر لغاية 29 مايو الجاري، بعد الخروج من أزمة وباء كورونا وقلق مرحلة الجائحة، كمتنفس ثقافي معرفي، مما جعل هذا الحدث الثقافي، يكتسي أهمية ثقافية مضاعفة، حيث يسهم في ربط مختلف مكونات القطاع الأدبي وقطاع النشر من مختلف أنحاء العالم، وينظم في ظل إجراءات احترازية مثالية، مؤكداً جاهزية أبوظبي والجهات المعنية لاستضافة كبريات الفعاليات الثقافية مع الحفاظ على السلامة العامة، وليكون معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022 الداعم الرئيس لترسيخ الثقافة الاحترازية ومواكبة الأحداث الطارئة بالفكر والمعرفة.
وفي هذا المقام أكد د. عبدالله الغذامي، شخصية العام الثقافية في جائزة الشيخ زايد للكتاب، أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعيد حيوية الحياة، ويسهم في إعادة صياغة المشهد الثقافي، ويعزز من قيمة الوعي والتواصل بروح من التفاؤل، موضحاً أن مثل هذه المحافل الدولية تبرز دور التضامن الإنساني في التصدي للتحديات، ومن ضمنها الأوبئة بعزيمة وشكيمة لا تعرف اليأس، وهذا ما نشاهده لدى كتَّاب استغلوا الأزمة الكورونية لإعادة تشكيل المشهد من عدة جوانب ثقافية للارتقاء بذائقة ووعي القارئ وخدمة الفكر الإنساني.
ومن جانبه، قال الكاتب أحمد العسم، إن توافد الزوار واهتمامهم بالحضور والتواجد في هذا المحفل يعطي مؤشراً على حرصهم القوي على الاستفادة والبحث عن الجديد، الذي يسهم في تطوير الذات وتغذية الفكر، مبيّناً ذلك التعطش لاقتناء الكتب وخاصة الإصدارات المتعلقة بمرحلة كورونا، وهذا دليل على أن الناس تعلموا من الماضي، واليوم يبحثون عن الأفكار التي تسهم في مواكبة المرحلة القادمة، وقراءة الأفكار دائماً ما تجعل المرء في سباق مع نفسه أولاً ثم مع الزمن، ونحن اليوم بحاجة إلى أن نسابق الزمن.
واعتبرت الكاتبة رحمة حسن، أن حضور المعرض يترك طابعاً ملهماً في نفس الزائر حيث يأخذه إلى عالم مزدهر بالعطاء، ويجعله يتأقلم مع واقعه برؤية مستمدة من قوة داخلية محوطة بالوعي، وأن يدرك مدى قيمة هذا الاحتفال الثقافي البهيج، في ظل أزمة مرت على البشرية وعلينا أن نمضي قدماً بعدها، ونستمر لنتعداها ونتخطى الأفكار السلبية ونغذي أفكارنا بروح إيجابية نستمدها بين أروقة المعرض ونحن محوطون بالكتب والأوراق ودور النشر، مشيرة إلى أن كل الأجنحة والفاعليات في معرض أبوظبي الدولي للكتاب تعد إضافة نوعية، وهي رصيد عظيم يضاف للحراك الثقافي.

تنوع رائع وشراكة أفكار
قال الدكتور عمر الحمادي، استشاري أمراض باطنية: إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعزز من قيمة الوعي لدى الجمهور، وأسهم في أن يكون الجمهور على قدر من الثقة والمسؤولية، مضيفاً: خاصة حين نلاحظ الإصدارات والمؤلفات العديدة التي ظهرت في فترة الجائحة، وهي تنقل لنا ثقافة الجائحة ورمزيتها في الذاكرة الإنسانية، حيث نجد تنوعاً رائعاً وشراكة أفكار تخدم الإنسانية وتصب في قلب الحياة، لكي نواكب المرحلة القادمة وتحدياتها الراهنة بأفكار ووعيٍ أكثر براعة وإتقاناً.
وتابع الحمادي: ارتباط وثيق ما بين الخروج من الجائحة وهذا المحفل الثقافي العظيم، معرض أبوظبي الدولي للكتاب، لأنه يجعل الزائر أمام معرفة وثقافة ويقين بأن القادم أجمل والحياة كعجلة يجب أن تستمر في الدوران ولا تتوقف، وهذا ما يأتي بمضمون رسالة هذا المعرض، وأن البشرية يجب أن تعيش حياتها لتستمر في التقدم والتطور والرقي ولكن عليها أن تعيش وتعي القادم، لتتجاوز التحديات بكل قدرة وثبات، لافتاً إلى أن التعافي من الجائحة لم يأتِ إلا بإصرار أفراد المجتمع والاتجاه نحو الأفكار السليمة التي تنقل الفرد إلى عوالم أكثر سعادة وينوعاً وازدهاراً، وفي مثل هذه المحافل الثقافية يجد الشخص ذاته والفكرة التي تجعله يواكب الحياة بتحدياتها وظروفها على قدر من الرصانة والإلهام والاتزان.