فاطمة عطفة (أبوظبي)
افتتح أول أمس في «جاليري الاتحاد للفنون» بأبوظبي، المعرض الجماعي «روايات»، وذلك بحضور خالد صديق المطوع، صاحب الجاليري، والفنانين المشاركين، وجمهور كبير من محبي الفنون التشكيلية. يضم المعرض أعمالاً فنية متميزة بين لوحات تشكيلية ومنحوتات من إنتاج أكثر من عشرين فناناً وفنانة مقيمين في الإمارات، ويستمر لغاية 10 من يوليو المقبل.
تحدث خالد صديق المطوع لـ«الاتحاد» مشيراً إلى أهمية المعرض، حيث تفرد كل فنان بأعمال تختلف عن غيره، سواء برسم اللوحة التشكيلية أو بشغل المنحوتة أو تشكيل الخط الفني، وتنوع الفن أضاف غنى كبيراً للمعرض.

وأكد: الفن عشق، والفنان لما يعشق الشيء ويحبه يبدع فيه، ونحن مستمرون لأننا نرى أن الفن رسالة مهمة جداً للجميع، والفن منتشر في كل مكان بالعالم بما يثري الثقافة ويغني مظاهر الجمال بكل جديد.من جهتها، قالت الفنانة الأردنية عبير طبارة، وهي مشاركة بثلاث لوحات زيتية على الكنفاس، إن فكرة أعمالها مستوحاة من قصة «المهيرة» الخرافية للفنان عبد الرحيم سالم، وبطلة القصة توفيت حرقاً. 
وأضافت: أنا رسمت «المهيرة» بشكل متفائل، وجسدت اللحظة التي تنظر فيها لنفسها بالمرآة، وهي تفكر في مستقبل مشرق، كما وضعت الطاووس في اللوحة وأدخلت الرقم 3 للتأكيد على عدد العصافير كرمز جمالي للتفاؤل بمستقبل أفضل.الفنان الليبي أنس خليفة سوالم شارك بأربع لوحات بألوان زيتية على الكنفاس، وشرح رؤيته للصحراء في هذه الأعمال بأنها الشغف الفني، قائلاً: اللوحة الأولى تظهر فيها صخرة ومعالم صحراء وأجزاء من حصان، بينما انتقل إلى اللوحة الثانية حيث تحركت الصخرة إلى زاوية أخرى إضافة إلى تغيير الألوان، مما يدل على تحريك المفاهيم من خلال مضمون العمل التشكيلي، وذلك من خلال شكل الحصان الكبير، والحصان الصغير الذي يظهر في أسفل اللوحة، وهذا يشير إلى التحول ما بين الماضي والحاضر والمستقبل من خلال تشكل الحصان وألوان الصحراء المتغيرة من عمل فني إلى آخر، حيث بدأت بآخر لوحة وهي الرابعة، وفيها الفرح والتنوع بألوان وبيئة جميلة.

وجه الخير
منحوتة الفنان محمد القطان من مصر تشير إلى أهمية الصداقة ومكانتها الإنسانية وقيمتها النادرة. ويعود الفنان إياد جودة من سوريا إلى رسم وجه جدته، إضافة إلى منحوتة بعنوان «دواير» مستوحاة من أغنية دواير لمروان خوري. وأشار الفنان إلى لوحة «الجدة» قائلاً: كنت أفكر أن أرسم صورة وجه طفل سوري كتعبير عن المستقبل، لكن وجدت نفسي أرسم وجه جدتي، هذا الوجه الطيب يحمل لي كل الخير في تجاعيده وملامحه، وأضاف جودة: الجدة هي تعبير عن سوريا وتراثها الذي يزيد عمره عن مئات آلاف السنين، وهذه العراقة مليئة بالحكمة والجمال والأصالة عبر الزمن. تجاعيد الوجه والتشققات في الجدار من خلف الصورة تعبير عن الفترة الصعبة التي عاشتها سوريا في السنين الماضية، ولكن تأتي اللمسة الذهبية كتعبير عن أن الزمن الذهبي لسوريا سيعود.

ثلاثة أعمال فنية
رسمت الفنانة فاطمة جواد ثلاثة أعمال فنية، تبين باللوحة الأولى أهمية العمود الفقري عند الإنسان من خلال شخصية أجرت عملية جراحية، وأبرزت فقرات الظهر من خلال لاصق. ونرى في منحوتة أخرى يد أنثى تعرضت للكسر، لكن المرأة عالجت إصابتها وخرجت سالمة. قالت الفنانة، إن الكسر يرمز للضيق، وعندما نتخلص منه نتغلب على مصاعبنا ونتابع الحياة، وهذا يعني أن الإنسان يكسر الحاجز المفروض عليه، ويخرج سليما معافى بجسمه وأفكاره.